اياد خليفة
لا تبدو الصورة قاتمة كما تحاول وسائل الاعلام الخارجية تصويرها بالنسبة للاردن من زاوية التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة العراقية واقترابها من الحدود المشتركة.
القلق والتخوف واعادة ترتيب الحسابات مشروعا لدى صانع القرار في البلاد والاجهزة الامنية ايضا، فهناك صراع امني يمتد لسنوات مع القاعدة في عدة دول وساحات، كما انضم مئات الاردنيين لجبهتي النصرة وداعش في سورية، ووصلوا الى مراتب قيادية في التنظيمين، وهؤلاء ان عادوا سيشكلون نواة لاي تحرك متطرف يهدد الامن الداخلي الاردني، وقد يفتح معارك من الداخل والخارج ايضا.
في المقابل ثمة عوامل تدعو للاطمئنان على الساحة الداخلية، والتي بدورها تتميز وتختلف عن جيرانها في الشمال والشمال الشرقي بعدة امور مهمة.
اولها ان الدولة الاردنية بأجهزتها الحكومية والامنية متماسكة ومنضبطة وتصر على ابقاء سمة الامن والامان عنوانا وميزة للدولة.
ثانيا، ان الاردن انتصر في غالبية ان لم يكن جميع جولاته مع القاعدة والتطرف، وكان دليلا ومنارة لدول متقدمة في علاج الارهاب وقطع شرايينه وجذوره من اساسها.
اضافة الى ذلك فان المجتمع العربي الاردني متماسك، متضامن ومحصن ويرفض ثقافة القتل والارهاب، التي تتعارض مع التعاليم والقيم الدينية والاسلامية.
ولا يبدو اي شبه بين الجيش والاجهزة الامنية الاردنية، ونظراءها في العراق وسورية، حيث عانت الاجهزة الامنية في الدولتين خاصة العراقية من التفكك والاختراق، وكانت مرفوضة حتى من طرف العاملين فيها، نتيجة سياسات التفرقة الطائفية والجهوية والسياسية، فكان الجيش والاجهزة الامنية اول من تفكك.
تلك اسباب وغيرها كثيرة، تقطع الشك باليقين بان المجتمع الاردني محصن، والخوف والرهبة غير مبرران امام دعاية كاذبة وصور مسربة، بدأت عصابات داعش والاجهزة الامنية الغربية والعربية التي تقف وراءها بترويجها لارهاب المجتمعات والدول الآمنة .