داود أوغلو: الاعتذار الإسرائيلي لأنقرة ليس له علاقة بالأزمة السورية

تاريخ النشر: 23 مارس 2013 - 12:28 GMT
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو

أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن الهجوم الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة عام 2010، ليس له علاقة بالأزمة السورية.

وأوضح داود أوغلو في مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) مساء الجمعة أن "التطور الأخير في الموقف الإسرائيلي ليست له أي علاقة بموقف تركيا من الأزمة السورية الراهنة"، مشدداً على أن تركيا "لا تخادع على الإطلاق في مواقفها، وإنما تصر عليها لأنها تكون على حق في ما تدعيه".

وذكر الوزير التركي أن أردوغان تشاور قبل تلقي اتصال نتنياهو مع رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للحصول على موافقتهما على قبول الاعتذار الإسرائيلي.

وشرح أن التشاور حصل قبل اتصال نتنياهو، مضيفاً أن أردوغان اتصل أيضاً بالرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (قبل استقالته) وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وأضاف أن "الاتصال الثلاثي بدأ بعد ذلك، وبدأ نتنياهو ثم أعطى الهاتف للرئيس الأمريكي باراك أوباما. لم أحتسب الدقائق ولكن الاتصال استمر ما بين 20 إلى 30 دقيقة".

وكشف أيضاً أن الاتصال الهاتفي الثلاثي تم بعد الاتفاق على نص بيان مشترك حول هذا الشأن.

وقال داود أوغلو إن "المطالب التركية الأساسية تمت تلبيتها. لقد حصلنا على ما أردنا" في إشارة إلى اعتذار إسرائيل وموافقتها على دفع تعويضات لأسر الضحايا ورفع الحصار عن غزة.

وتابع الوزير التركي قائلا "كان إصرارنا بصفة خاصة على رفع الحصار الذي يضرب كل فلسطين"، موضحاً أن بلاده اتخذت في هذا الموضوع موقفا مبنياً على مبادئ، وأن إسرائيل شعرت بالعزلة الدولية بعد هذا الحادث.

وقال "ما يبدو لكم الآن مفاجأة هو جهد بدأ وتعزز تدريجياً في السنوات الثلاثة الماضية"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لعب دوراً رئيسياً في الوصول إلى اتفاق حول نص اعتذار مشترك بين الجانبين بعد زيارته إلى أنقرة في الأول من آذار/ مارس.

وأوضح أنه "حين زار كيري تركيا تحدثنا عن هذه المواضيع بشكل صريح جداً. وطرحنا مطالبنا الثلاثة إن كانت المساهمة التركية في عملية السلام في الشرق الأوسط وتطبيع العلاقات مع إسرائيل مطلوبة. وتحدثنا مع كيري ست مرات خلال الأسبوع الماضي. وتحدثنا عن التفاوض على نص الاعتذار".

وكشف أن تركيا كانت على اتصال فقط بمسؤولين أميركيين توسطوا للاتفاق النهائي قبل زيارة أوباما إلى إسرائيل، مضيفاً "اتفقنا على أن نتنياهو سوف يتصل برئيس الوزراء التركي وهو يرافق أوباما. تمت دراسة كل كلمة في الاتفاق. وعملنا على ذلك حتى الصباح وفي منتصف النهار حصلنا على صورة واضحة".

وناشد الوزير التركي إسرائيل بـ"مواجهة نفسها، والنظر في التصرفات التي تقوم بها"، موضحاً أن الاعتذار الذي تقدمت به ليس إلاّ مجرد بداية، وأن الطريق أصبح ممهداً لإحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية على أساس متساوٍ.

وقبل رئيس الوزراء التركي الجمعة اعتذار نتنياهو عن الهجوم الذي شنته قوة كومندوس إسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التي كانت جزءاً من أسطول الحرية المتجه إلى غزة في أيار/ مايو 2010 ومقتل تسعة أتراك فيه.

وأعلن نتنياهو من جهته رفع بعض القيود على حركة الأشخاص والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية بينها غزة.

وكانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت بعد الهجوم، وطلبت تركيا من إسرائيل الاعتذار عنه وهو ما رفضته تل أبيب بشدة.