أعاد المجلس الانتقالي الليبي انتخاب مصطفى عبدالجليل رئيسا له، فيما ينتظر أن يطلق زعماء مدنيون باقليم برقة في شرق ليبيا الثلاثاء دعوة الى حكم ذاتي للمنطقة في تحد جديد لوحدة البلاد.
وقال عضو المجلس مصطفى لندي "جرى خلال اجتماع الإثنين انتخاب مصطفى عبدالجليل رئيسا للمجلس مجددا، كما تم اختيار الدكتور مصطفى الهوني نائبا أول له، فيما تم اختيار سالم قنان نائبا ثانيا".
وأوضح أن "مدة عمل المجلس ستظل كما هو مقرر لها إلى حين انتخاب المؤتمر الوطني العام (الجمعية التأسيسية) والمقرر ان تتم في 23 حزيران/يونيو المقبل".
وأشار الى ان هذا الانتخاب "جاء تنفيذا لأحد بنود الإعلان الدستوري المؤقت والذي ينص على +أنه يتم انتخاب رئيس المجلس ونائبين له عندما يتم تحرير كامل التراب الليبي وتكون جميع المجالس المحلية بمختلف مناطق ليبيا ممثلة في الانتقالي+".
وتم إعلان تحرير ليبيا في 23 تشرين الاول/ اكتوبر 2011 بعد ثلاثة أيام من مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بعد اعتقاله في مدينة سرت.
وأكد لندي أن "المجلس وافق على استقالة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي والمتحدث السابق الرسمي باسمه عبد الحفيظ غوقة".
وكان المجلس قد عين في شباط/فبراير الماضي الدكتور محمد نصر الحريزي ليكون ناطقا رسميا باسمه.
وكان غوقة تقدم باستقالته للمجلس إثر انتقاد شعبي شديد لادائه، وصل إلى حد الاعتداء عليه بالضرب خلال زيارته لأحد الاحتفالات في جامعة بنغازي في كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
ويواجه المجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبد الجليل حملة انتقادات واسعة لادائه الذي وصف بانه "متواضع" في إدارة شؤون البلاد بعد الاطاحة بنظام معمر القذافي.
دعوة الى حكم ذاتي
الى ذلك، ينتظر أن يطلق زعماء مدنيون باقليم برقة في شرق ليبيا يوم الثلاثاء دعوة الى حكم ذاتي للمنطقة في تحد جديد لوحدة البلاد في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي.
ويتوقع أن يحضر خمسة الاف شخص افتتاح "مؤتمر شعب برقة" بالقرب من مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وقال أحد المنظمين ان المجتمعين سيطرحون اقتراحا لتحويل ليبيا الى دولة فيدرالية.
وقال محمد بويصير الذي يحمل الجنسيتين الليبية والامريكية وساعد في تنظيم المؤتمر "نود في برقة أن نهتم بالاسكان والتعليم وأمور أخرى وسنفوض.. الحكومة المركزية في شؤون الامن القومي والدفاع."
وتابع قائلا لرويترز في اتصال هاتفي من بنغازي مهد الانتفاضة على حكم القذافي "نحن نؤمن بليبيا موحدة.. الناس في برقة عانوا من الاهمال 40 عاما.. اذا استمر هذا الاهمال للشرق فلا أضمن أن تظل ليبيا موحدة بعد 25 عاما."
وقد يؤدي أي تحرك لمنح المزيد من الحكم الذاتي لشرق ليبيا الى زعزعة الحكومة المركزية وشركات النفط الاجنبية لان معظم احتياطات ليبيا النفطية موجودة في برقة وتتخذ أكبر شركات النفط المملوكة للدولة مقرا رئيسيا لها في بنغازي.
لكن لم يعرف عدد المؤيدين للمبادرة في شرق ليبيا.
وقام بضعة الاف من الناس بمسيرة الى محكمة بنغازي مساء الاثنين للتعبير عن معارضتهم. وهتف المحتجون "ليبيا موحدة" و "لا تفككوا ليبيا."
وقال عبد الله بن ادريس عضو المجلس المحلي لمدينة جالو في شرق ليبيا أنه يعارض الفكرة. وقال ان بعض أنابيب النفط التي تنقل الخام الى موانيء النفط في الشرق يمر في منطقته. وقال لرويترز أن بنغازي اذا أعلنت الحكم الذاتي "فسنوقف تدفق نفطهم."
وظلت ليبيا تدار على أسس فيدرالية نحو عشر سنوات بعد استقلالها عام 1951 ونقلت السلطات الى برقة واقليم فزان في الجنوب والى طرابلس في الغرب.
وأصبح لليبيا حكومة مركزية في اخر سنوات حكم الملك ادريس السنوي وزاد القذافي سرعة التحول الى المركزية عندما وصل الى السلطة في أعقاب انقلاب عسكري عام 1969.
ومنذ انتهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما أصبحت الدعوات الى حكم فيدرالي أعلى صوتا تدعمها شكوى الشرق منذ وقت طويل من عدم حصوله على نصيب عادل من ثروة ليبيا ويشجعها ضعف الحكومة المركزية التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالقذافي.
وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي ان الناس أحرار في الدعوة الى الحكم الذاتي للمناطق.
واستدرك بقوله "هذه ليست رؤية المجلس الوطني الانتقالي ... وانا على يقين ان الشعب الليبي ككل لا يساند هذه الفكرة."
وقال منظم مؤتمر برقة أنه لا توجد خطط لاعلان استقلال من جانب واحد عن بقية ليبيا. وقال ان المشاركين في المؤتمر "سيطرحون على الطاولة" ما لديهم من اقتراحات وسيستخدمون وسائل سلمية للضغط من أجل تحقيق مطالبهم.
ويحتمل أن تستغل فكرة الحصول على المزيد من الحكم الذاتي حالة السخط في بنغازي من أوجه قصور المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى القيادة في ليبيا خلال الفترة الانتقالية الحالية.
وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس وهو أصلا من أبناء الشرق قد اضطر للاحتماء من محتجين اقتحموا مقر المجلس في بنغازي في يناير كانون الثاني.
وقال بويصير أن الخطوات الاولى ستكون تشكيل "مجلس أعلى لبرقة" مؤلف من 300 عضو والسعي لتمثيل أكبر لبرقة في الانتخابات المقرر اجراؤها في يونيو حزيران لاختيار جمعية وطنية جديدة للبلاد.
وأجاب على سؤال هل من المحتمل ان يتخذ الاقليم اجراء من جانب واحد اذا عرقلت الحكومة المركزية خططه لاقامة حكومة فيدرالية قائلا "لا أريد الخوض في هذا. سوف نرى."
وبدأت الانتفاضة على حكم القذافي من بنغازي في 17 من فبراير شباط العام الماضي عندما أطلقت قوات الحكومة النار على سكان نظاهروا احتجاجا على الفقر والقمع وتجاهل السلطات. وقبل أن تصل الانتفاضة الى طرابلس ظلت بنغازي المقر الرئيسي لها.
وينظر كثيرون في طرابلس بعدم ارتياح الى اقتراح منح برقة حكما ذاتيا ويقولون ان ذلك قد يؤدي الى تقسيم البلد.
وقال عباس القاضي نائب رئيس الحزب الوطني الليبي الذي سيشارك في انتخابات يونيو حزيران ان وحدة ليبيا خط أحمر وليست مطروحة للنقاش.