دعوات لسوريا لتطبيق الخطة العربية على وقع تزايد اعداد القتلى

تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2011 - 07:40 GMT
سوريون يتظاهرون ضد النظام في دمشق
سوريون يتظاهرون ضد النظام في دمشق

 اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئة جندي منشق على الاقل سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش السوري الثلاثاء، فيما توالت الدعوات لدمشق الى وقف حملة القمع الدموية المستمرة منذ تسعة اشهر، وذلك غداة توقيعها على بروتوكول يسمح بدخول مراقبين عرب.
واعلنت الجامعة العربية ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سوريا الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية، في الوقت الذي صعدت فيه دول غربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ثلاثة مدنيين الثلاثاء اضافة الى المنشقين في اليوم الثاني من المواجهات الدامية بين القوات السورية والمنشقين عنها.
وقال المرصد الذي مقره بريطانيا نقلا عن عدد من المسلحين في الميدان، ان الاشتباكات وقعت في محافظة ادلب (شمال غرب) المحاذية لتركيا والتي شهدت قتالا داميا امس الاثنين.
واضاف المصدر في بيان تسلمت وكالة فرانس برس في نيقوسيا نسخة منه انه "عقب اشتباكات اندلعت صباح اليوم (الثلاثاء) مع الجيش النظامي، جرت محاصرة مئة منشق، وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة" في منطقة جبل الزاوية.
واكد المرصد ان "عشرات المدنيين محاصرون من بينهم العديد من النشطاء في كفر عويد".
وكان المرصد ذكر الاثنين ان ما يصل الى 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا الاثنين في محافظة ادلب نفسها.
ونقل المرصد عن جندي منشق قوله ان "عشرات الجنود المنشقين استشهدوا عصر الاثنين اثر اطلاق النار عليهم من رشاشات متوسطة لدى فرارهم من مراكزهم العسكرية على الطريق بين بلدتي كنصفرة وكفرعويد بجبل الزاوية"، مقدرا عددهم بما بين ستين وسبعين جنديا.
وافاد المصدر الثلاثاء ان ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران قوات الامن في محافظتي ادلب وحمص (وسط) غداة مقتل 40 مدنيا برصاص قوات الامن السورية.
كما دعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى "التدخل الفوري لوقف المجزرة" التي يمكن ان تحدث.
واعلن مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سوريا الخميس.
وقال بن حلي في مؤتمر صحافي ان "مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس".
وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان.
واعلنت الجامعة العربية "الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية"، بحسب بيان الجامعة.
وبعد اسابيع من الممطالة، وقع النظام السوري الاثنين على بروتوكول للسماح بدخول مراقبين لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.
وتعهدت دمشق بالتعاون التام لتطبيق شروط البروتوكول. الا ان هذه التعهدات فشلت على ما يبدو في اقناع العديد من دول العالم الكبرى.
فقد دعت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها العادية الثلاثاء في الرياض الى "وقف القتال" في سوريا و"سحب اليات الدمار من المدن".
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر صحافي ان "سوريا امر يخص الجامعة العربية واهم امر هو وقف القتال وسحب اليات الدمار من المدن واطلاق المحتجزين".
واضاف "اذا كانت النوايا صافية، فيجب ان تتم هذه النقاط فورا".
واعربت واشنطن عن شكوكها في صدق سوريا في وعدها بالسماح بدخول المراقبين.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند الاثنين ان "التوقيع على قطعة من الورق من نظام كهذا اخل بوعد تلو الاخر، لا يعني الكثير بالنسبة لنا".
وبعثة المراقبين هي جزء من خطة عربية وافقت عليها سوريا في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وتدعو الخطة كذلك الى وقف اعمال العنف في سوريا والافراج عن معتقلين وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية.
ولكن ورغم توقيعها على البروتوكول، الا ان سوريا لم تقنع المعارضة او الحكومات الغربية التي تسعى الى دفع الامم المتحدة الى اتخاذ تحرك متشدد يترجم الكلمات الى افعال حقيقية.
وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الثلاثاء انه ينتظر من سوريا ان تنفذ "فورا" وعودها بقبول مراقبين على اراضيها.
واضاف "يجب وقف العنف وسحب الجيش والافراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بممر انساني. انها شروط هامة من اجل تغيير سلمي في سوريا، تحتاج اليه البلاد اكثر من اي شيء اخر".
وقال "سنحكم على سوريا فقط على افعالها وليس على اقوالها، اي البدء فورا في تنفيد اتفاقها مع الجامعة العربية".
واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "قلقها البالغ" من انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، داعية دمشق الى وقف العنف ضد المدنيين وكذلك ضد المنشقين عن الجيش، بحسب الحكومة الالمانية.
واتهم المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة السورية النظام السوري ب"المراوغة"، مؤكدا ان توقيع سوريا على البروتوكول ما هو الا "مرواغة" من النظام "لكسب الوقت ومنع تحويل الملف الى المجلس الدولي".
اما السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت فقال ان بلاده تنتظر تطبيق سوريا للبروتوكول.
وفي دمشق، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين ان المراقبين "مرحب بهم" في سوريا، مشددا على ان دمشق وقعت هذه الوثيقة "بعد ادخال تعديلات (عليها) اخذا بمطالب" دمشق.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي "لنبدأ هذه الصفحة بالتعاون مع الامين العام للجامعة العربية وبعثة المراقبين الذين نرحب بهم في وطنهم الثاني سوريا"، معربا عن امله في ان ترفع الجامعة العقوبات التي فرضتها على بلاده.
والاثنين صادقت الجمعية العامة للامم المتحدة باغلبية كبيرة على قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في سوريا حيث تقول الامم المتحدة ان حملة القمع التي تشهدها اسفرت منذ منتصف اذار/مارس عن سقوط خمسة الاف قتيل بينما تنسب دمشق اعمال العنف لمجموعات ارهابية مسلحة.
من ناحية اخرى اعلن مصدر رسمي الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة "بقصد ارتكاب اعمال ارهابية".
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان القانون يقضي "بان يعاقب بالاعدام من وزع كميات من الاسلحة او ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب اعمال ارهابية"، على ان "يعاقب الشريك والمتدخل" بالاعدام ايضا.