تصاعد التوتر العسكري بين أفغانستان وباكستان في أعقاب مواجهات عنيفة وغارات جوية عبر الحدود، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وسط تبادل حاد للاتهامات بين الجانبين، في حين تحتضن العاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، اجتماعات بين وفدين رفيعي المستوى من البلدين لمحاولة احتواء الأزمة المتفجرة.
واتهم وكيل وزارة الداخلية الأفغانية الجيش الباكستاني بتنفيذ غاراته الجوية الأخيرة على ولاية بكتيكا شرق أفغانستان، بتوجيه مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددًا على أن الجيش الباكستاني "لا يتحرك من تلقاء نفسه"، على حد تعبيره.
كما أشار إلى أن الخط الحدودي بين البلدين "فُرض بالقوة"، وأن الحكومة الأفغانية تسعى لاستعادة "مناطقها المسلوبة"، وفق قوله.
وفي دفاعه عن موقف بلاده، نفى المسؤول الأفغاني أن تكون حركة "طالبان باكستان" –التي تتهمها إسلام آباد بتنفيذ هجمات داخل أراضيها– قد نشأت داخل أفغانستان أو تلقت دعمًا من الحكومة الحالية، محملًا باكستان مسؤولية الفشل في السيطرة على التنظيم داخل حدودها.
في المقابل، وجّه قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، اتهامات للهند بـ"مواصلة استخدام الإرهاب كأداة، ودعم جماعات مسلحة في أفغانستان للعمل كمرتزقة ضد باكستان"، معتبرًا أن ما وصفه بـ"عدوان نيودلهي على باكستان" قد فشل.
ودعا منير، في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج عسكري، الحكومة الأفغانية إلى "لجم الجماعات التي تتخذ من أراضيها ملاذًا آمنًا، وتشن منها هجمات ضد باكستان".
وتزامن التصعيد الكلامي مع قصف جوي باكستاني استهدف منطقتي أورغون وبارمال في ولاية بكتيكا الأفغانية، ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا وإصابة آخرين، بحسب ما أفاد به مسؤول حكومي أفغاني لقناة الجزيرة.
ومن بين القتلى عدد من لاعبي الكريكيت المحليين، وهو ما دفع اتحاد الكريكيت الأفغاني إلى الإعلان عن انسحاب المنتخب الوطني من البطولة المزمع عقدها في باكستان الشهر المقبل، احتجاجًا على الهجوم.
من جهتها، بررت باكستان غاراتها بأنها "عمليات دقيقة استهدفت مواقع لعناصر إرهابية" داخل المناطق الحدودية القريبة من وزيرستان، مؤكدة مقتل ما بين 60 و70 مسلحًا، دون تقديم أدلة مستقلة تدعم هذا الرقم.
وتأتي هذه التطورات بينما تسعى قطر من خلال استضافة وفدين من البلدين إلى تهدئة الأوضاع، في محاولة لنزع فتيل المواجهة المتصاعدة والتي تهدد استقرار المنطقة برمتها.