شكك المجلس الوطني السوري والجيش الحر بنوايا النظام إزاء تنفيذ خطة أنان، واشترطا في الوقت عينه تقيد النظام بها، خصوصاً في ما يتعلق بوقف العمليات العسكرية وسحب الآليات من المناطق والأحياء السكنية والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق المعتقلين.
وقال العقيد في الجيش السوري الحر عرفات الحمود لصحيفة الشرق الأوسط، إنه "لن يكون هناك مبرر لوجود عناصر الجيش الحر على الأرض، والدفاع عن المدنيين أو إطلاق النار، إذا سحب النظام آلياته العسكرية وقواته من المناطق والمدن والأحياء السكنية".
لكن الحمود لفت إلى أنّ "التجارب مع النظام السوري أثبتت أنه لن يتقيد بهذه المبادرة"، معتبرا أن إعلان نظام الأسد الموافقة على خطة أنان "ليس إلا تمريراً للوقت".
استمرار العمليات العسكرية
استمرت العمليات العسكرية في مناطق عدة من سورية يوم الأربعاء، فيما تستمر المشاورات في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان رئاسي حول الأزمة يطلب من دمشق تنفيذاً فورياً لالتزاماتِها بوقف العمليات العسكرية بحلولِ العاشر من أبريل/نيسان الحالي.
وفيما أفاد ناشطون بوقوع عمليات قتل واعتقال ودهم لجيش النظام السوري، بدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلنبرغر زيارة إلى مدينة درعا جنوب سورية على رأس وفد، وعقد اجتماعاً مع محافظ المدينة التي تعتبر مهد الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من عام. وقالت مصادر إن الوفد حمل معه شاحنات محملة بالمواد الغذائية والصحية لتوزيعها على المدنيين.
وأفاد ناشطون باستمرار العمليات العسكرية هناك على الرغم من أن السلطات السورية أبلغت مجلس الأمن بأنها بدأت تطبيق خطة موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان خاصة ما يتعلق بسحب القوات العسكرية من الشوارع، على أن تنتهي من ذلك بحلول العاشر من ابريل/نيسان.
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن قيام القوات الحكومية صباح الاربعاء بقصف أحياء الخالدية والقرابيص والقصور والبياضة ودير بعلبة في حمص وسط البلاد.
وأفادت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية يوم الأربعاء أن الاتفاق بين دمشق والمبعوث الأممي العربي إلى سورية كوفي أنان يقضي ببدء انسحاب القوات العسكرية من المدن التي تتواجد فيها على أن لا يكون انسحابها كاملاً. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول سوري بارز قوله إن بلاده لن تكرر الخطأ الذي ارتكب مع بعثة جامعة الدول العربية.
وأضاف المسؤول أن "مجموعات إرهابية استغلت بعثة المراقبين العرب لتعزز تواجدها وتصّعد من عمليات تهريب السلاح وخطف المدنيين"، على حد قوله. جهود دبلوماسية يأتي هذا بينما بدأت دول مجلس الأمن الدولي ال15 في مناقشة نص بيان يدعو سورية لاحترام التزاماتها بوقف إطلاق النار.
وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن هذا البيان يستهدف "التأكيد على أهمية احترام الحكومة السورية لالتزامها بوقف كل الأعمال الهجومية قبل العاشر من أبريل/نيسان".