نحن العرب آكلي لحوم البشر "المشوية"

تاريخ النشر: 11 فبراير 2015 - 07:54 GMT
البوابة
البوابة

أحمد قطليش

لنحاول أن نبتعد قليلاً عن انتماءاتنا الدينية والقومية والسياسية، لنتحيد قليلاً عن ميولنا الداخلي، فلنرتفع قليلاً وننظر إلى أوطاننا من أعلى، ماذا سنقول! نحن آكلي لحوم البشر!  نأكلها بعد الشواء!

في كل حادثة تقع في أي من البلدان الملتهبة نقوم بكتب أي رد فعل عاطفي عليه أن يصدر منا، قبل أن نعرف انتماء المُعتدي عليه والمُعتدي عليه.

يحدث ما يحدث في "دوما" البلدة التي يتداول الآن ناشطوا مواقع التواصل الاجتماعي اسمها دون أن يعرفوا عنها شيء، يحدث ما يحدث من قتلٍ وحرقٍ جماعي دون أن يستطيع منظروا الدول العربية على شاشات التلفزة، والشيوخ على منابرهم، والسياسيين في أوكارهم أن ينحوا كل مصالهم من استغلال هذه الحوادث المفجعة.

"ما الذي أخر الحسم العسكري مع الجماعات الارهابية؟" يسأل المؤيدين للنظام

"ماذا الذي أخر سقوط النظام؟" يسأل المعارضون له

لكن ما الداعي لانتهاء الثورة السورية أو الأزمة السورية على أي حال ولأي طرف ما دام الإنسان السوري قد احترق ونهش من الداخل بأيادٍ عدة؟!

كيف أصبحنا نقارن حرق معاذ بحرق السوريين وننتظر ردة فعلٍ عالمية! ردة الفعل التي لم تأت منذ أربع سنوات، ليصبح حرق الانسان السوري أمراً عادياً جداً إذ أنّ حرق الانسان بعد موته لا يؤذيه! وها هم السوريون يحرقون كل يومٍ بعد محاولاتٍ قتلهم من الداخل.

حتى وصلنا إلى حال نغار فيه من ردة فعل العالم على حرق معاذ ونريد ما هو مماثل لها على حرق السوريين!. إلى أي مرحلة وصل بنا الردى حتى صرنا نطالب باحتفالية لحرقنا!

 

هذه الاحتفالية التي نرجو عبرها خلاصاً من هذا القتل المستمر ونحن الأكثر علماً عن هذا الخلاص لن يأتي بتلك الأيدي التي كانت سبباً في استعار النيران أكثر في أرجاء هذا البلد.

 

اقرأ أيضا:

 
 
 
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن