اقر نائب الرئيس العراقي ديك تشيني بان العراق اصبح حقيقية محرجة لواشنطن فيما تواصلت عمليات العنف والهجمات اذا قالت الحكومة العراقية انها قتلت عشرات المسلحين في الانبار.
تشيني
صرح نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ليل الخميس الجمعة في واشنطن ان العراق اصبح الجبهة الحاسمة في الحرب على الارهاب مؤكدا ان هذا الامر "حقيقة محرجة" في اشارة الى الفيلم الذي قدمه سلفه الديموقراطي آل غور حول الاحتباس الحراري.
وقال تشيني خلال اجتماع لجناح المحافظين في الحزب الجمهوري "من المفيد ان نذكر شئنا ام ابينا بان العدو الذي نواجهه في الحرب على الارهاب جعل العراق الجبهة الرئيسية في هذه الحرب".
وانتقد تشيني الديموقراطيين لمعارضتهم الاستراتيجية الجديدة في العراق. وقال "اذا اردنا استخدام عبارة شعبية نقول انها حقيقة محرجة. حسب قاموس (اسامة) بن لادن انتصار في بغداد سيكون انتصارا للولايات المتحدة وخسارة في العراق ستشكل فشلا للولايات المتحدة". وتابع ان "دعم الحرب على الارهاب لا معنى له بدون دعم لاي مكان يقاتلنا فيه الارهابيون".
الوضع في العراق
قال مسؤولون بالشرطة يوم الخميس إن قوات الامن العراقية قتلت عشرات من مسلحي القاعدة الذين شنوا هجوما على قرية في محافظة الانبار بغرب البلاد يوم الاربعاء خلال اشتباكات ضارية استمرت معظم النهار.
ويشارك زعماء عشائر سنية في مواجهة متصاعدة مع القاعدة للسيطرة على الانبار وهي محافظة صحراوية مترامية الاطراف تعد معقلا للمسلحين العرب السنة في العراق.
وفي بغداد تقوم القوات الاميركية والعراقية بحملة أمنية لوقف اراقة الدماء بين الشيعة والعرب السنة.
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون ان القوات ستبدأ قريبا عمليات لمصادرة أسلحة والبحث عن مسلحين في حي مدينة الصدر معقل الميليشيات الشيعية في علامة على تصميمها على المضي قدما في تنفيذ الخطة الامنية حتى في المناطق الحساسة.
وفي ستوكهولم قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه سيصدر اعلان مهم في غضون أيام قليلة عن اعادة ضم ألف من الضباط ذوي الرتب المتوسطة من الجيش العراقي السابق في الجيش الجديد "كعلامة على المصالحة."
وقال عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان مسلحين أجانب من العرب والافغان كانوا من بين نحو 80 مسلحا قتلوا و50 أسروا في الاشتباكات التي وقعت في عامرية الفلوجة وهي قرية يعارض زعماء عشائر محليون فيها تنظيم القاعدة.
لكن مسؤولا بالشرطة في تلك المنطقة ويدعى أحمد الفلوجي قال ان عدد القتلى من المسلحين هو 70 بالاضافة الى مقتل ثلاثة من الشرطة.
ولم يتسن على الفور التحقق من صحة عدد القتلى والجرحى.
وقال الميجر جيف بول أحد المتحدثين باسم الجيش الامريكي في الفلوجة ان القوات الامريكية لم تشترك في المعارك لكنها تلقت تقارير من الشرطة العراقية أفادت بأن المعارك استمرت معظم يوم الاربعاء. ولم يكن في وسع المتحدث الامريكي تأكيد عدد القتلى.
وقال مصدر اخر بالشرطة في الفلوجة ان العشرات قتلوا.
وأبلغ هذا المصدر رويترز أنه "نظرا لان كثيرين قتلوا لا يمكننا تقديم رقم دقيق لعدد القتلى."
وقال شهود ان عشرات من أعضاء القاعدة هاجموا القرية مما حدا بالسكان الى الفرار والتماس المساعدة من قوات الامن العراقية التي أرسلت الشرطة والجنود الى هناك.
ويأتي الصراع المتزايد بين ابناء الطائفة السنية في محافظة الانبار في حين تركز القوات الاميركية والعراقية جهودها في بغداد لاجتثاث العنف بين الشيعة والسنة الذي يدفع بالبلاد الى حرب أهلية.
وقامت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحملات لمداهمة أهداف محددة في حي مدينة الصدر الفقير المكتظ بالسكان مستهدفة زعماء فرق الاعدام الشيعية لكنها امتنعت عن شن أي هجوم كبير في معقل ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي المناوئ لامريكا.
لكن ضباطا في شرق بغداد قالوا ان القوات الامريكية والعراقية تستعد لاقامة نقاط تفتيش مشتركة في مدينة الصدر ولشن عمليات تفتيش واسعة النطاق ومن بيت لبيت للمنازل والمباني في علامة على تصعيد كبير لتنفيذ الخطة الامنية.
وظهرت تفاصيل الخطة اثناء اجتماع لقادة عسكريين أميركيين وعراقيين كبار يوم الخميس في مدينة الصدر حضره أيضا رئيس البلدية.
واتفق القادة العسكريون وهم يرتشفون شايا بالنعناع في مركز للشرطة مزدحم فيما حلقت أربع طائرات هليكوبتر حربية على انشاء مركز أمن مشترك في مدينة الصدر في غضون أيام قليلة.
وقال الكولونيل بيلي دون فارس قائد قوات التحالف في حي مدينة الصدر وحي الاعظمية "نفذنا عمليات خاصة في مدينة الصدر لبضعة أشهر لكن هذه هي المرة الاولى التي نشن عمليات شاملة هناك والمرة الاولى التي يكون لنا وجود دائم هناك."
وفي الانبار حيث يتوجه الى هناك نحو أربعة الاف جندي أميركي اضافي قال مصدر اخر في الشرطة ان انفجار سيارة ملغومة استهدف قافلة سيارات تقل مدعوين لحفل زفاف أحد أفراد الشرطة العراقية وأدى الى مقتل خمسة أشخاص واصابة عشرة اخرين في الفلوجة يوم الخميس.
وأظهرت أرقام مستقاة من وزارات الداخلية والدفاع والصحة أن عدد قتلى المدنيين العراقيين في فبراير شباط كان الاقل خلال أربعة أشهر.
وتم اطلاق حملة الامنية الجديدة في بغداد في منتصف الشهر الماضي. لكن عدد القتلى المدنيين خلال الشهر الماضي والذي قدمه مسؤولون بالحكومة وبلغ 1645 ما زال أعلى بكثير من عدد القتلى المدنيين المسجل قبل عام في شباط/فبراير 2006 وكان 545.