قام رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو يوم السبت بأول زيارة له خارج البلاد الى المغرب في بداية رمزية لحقبة جديدة من العلاقات ودعم التعاون في مجال مكافحة الارهاب.
وتأتي الزيارة القصيرة بعد اعتقال 15 مغربيا في اسبانيا للاشتباه في مشاركتهم في تفجير قطارات في مدريد في 11 اذار / مارس والتي سقط خلالها 191 قتيلا.
واستقبل ثاباتيرو الذي تولى مهام منصبه منذ أسبوع استقبالا رسميا حيث كان في استقباله نظيره
المغربي ادريس جطو.
وجرت عادة رؤساء الحكومات الاسبانية على أن تكون أول زيارة رسمية لهم الى المغرب. وقال
ثاباتيرو بعد يوم واحد من فوز حزبه الاشتراكي في الانتخابات العامة الشهر الماضي ان المغرب
يعد من أولويات السياسة الخارجية الاسبانية.
وذكرت مصادر حكومية اسبانية أن الملك محمد السادس وثاباتيرو ناقشا سبل زيادة التعاون في
مجال مكافحة الارهاب خاصة تبادل المعلومات الاستخباراتية كما ناقشا مسألة الهجرة.
وقال أحد المصادر انه لم يكن هناك اتفاق ملموس لكن وزير الداخلية المغربي سيزور مدريد
قريبا. واضاف ان الزيارة تمثل بداية "عهد جديد".
وتحدث الملك محمد السادس طوال الاجتماع بالاسبانية فيما وصفه احد المصادر بأنه "لفتة
كبيرة".
وقالت المصادر ان البلدين عانيا من نفس نوع "الارهاب الجهادي" في اشارة الى العلاقات
الايديولوجية التي تربط بين تفجيرات مدريد والهجمات الانتحارية التي شنها اسلاميون متشددون
على الدار البيضاء في ايار / مايو الماضي.
وكانت الهجمات المنسقة قد شنت ضد خمسة أهداف من بينها مطعم اسباني ونفذها 12 انتحاريا
ولقي خلالها 33 اخرون حتفهم من بينهم أربعة اسبان.
وازاح الملك محمد وثاباتيرو الستار عن نصب تذكاري رخامي لضحايا التفجيرات كتب عليه
بالعربية والفرنسية والايطالية والاسبانية "في ذكرى ضحايا 16 ايار/مايو 2003 في الدار البيضاء".
وكتب على ملصقات حول الميدان الذي شهد الاحتفال القصير "الارهاب لن يفلح" بمختلف
اللغات.
وكانت الحكومة الاسبانية السابقة قالت ان جماعة المقاتلين الاسلاميين المغاربة هي المشتبه به
الاول في هجمات مدريد.
ويعتقد أن لهذه الجماعة صلات بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة ابن لادن.
ويتعاون محققون مغاربة واسبان في التحقيق في انفجارات مدريد.
ويقول خبراء ان الاجندة الامنية قد تساعد الدولتين على تحسين العلاقات بينهما والتي طالما
شابها التوتر في الاعوام القليلة الماضية.
وكانت المغرب واسبانيا على وشك خوض اشتباكات عسكرية في تموز / يوليو عام 2002 بسبب
جزيرة غير مأهولة قبالة الساحل المتوسطي للمغرب.
وحقوق الصيد على الساحل الاطلسي للمغرب وتدفق الاعداد الهائلة من المهاجرين غير
الشرعيين من المغرب على أسبانيا من بين مصادر الخلاف المستمر منذ زمن بعيد بين الدولتين.
غير أن فوز ثاباتيرو بدأ مرحلة جديدة من العلاقات اكثر دفئا.
وقالت ماريا تيريسا فيرنانديز دي لا فيجا نائبة رئيس الوزراء للصحفيين يوم الجمعة ان الزيارة
"جمع لشمل الدولتين اللتين رغم أنهما لا تفصلهما عن بعضهما البعض الا بضعة كيلومترات من
المياه فانهما كانتا متباعدتين أشد التباعد مؤخرا بسبب توبيخ وتوترات لا داعي لها".
وأضافت أن الدولتين الواقعتين على جانبي مضيق جبل طارق تتمتعان بعلاقات تاريخية معقدة
ولهما مع بعضهما البعض مصالح استراتيجية.
وتابعت أن "المغرب واسبانيا يظهران بهذا الاجتماع أنهما ليستا حضارتين متعارضتين الا وهما
الحضارة العربية والحضارة الغربية بل ان هناك حضارة واحدة في مواجهة وحشية الارهاب
بحزم".
وفي الرباط رأت افتتاحيات صحف وساسة في زيارة ثاباتيرو بداية جديدة بعد ثماني سنوات من
التوتر الذي شاب العلاقات الثنائية في ظل حكم سلفه خوسيه ماريا أزنار.
ولم يجد المعلقون الاعلاميون كلمات المديح الكافية للثناء على "اخلاص وصراحة" ثاباتيرو
وقارنوها مع "الغرور والتكبر وعدم الاحترام" الذي أظهره أزنار الذي ينظر اليه بوصفه متشددا في
كل القضايا ذات التأثير على المغرب.
وكتبت صحيفة المغرب يوم السبت"الرجل الذي يجسد اسبانيا التي نحبها حل محل الرجل الذي
يكره المغرب"—(البوابة)