روسيا: القيادة السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة"

تاريخ النشر: 20 مارس 2012 - 09:52 GMT
روسيا مستعدة لتاييد بيان أو قرار لمجلس الامن الدولي يدعم مهمة السلام
روسيا مستعدة لتاييد بيان أو قرار لمجلس الامن الدولي يدعم مهمة السلام

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات بثت يوم الثلاثاء ان القيادة السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة جدا" أدت الى تفاقم الازمة في البلاد. وكانت تصريحات لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام لكنه انتقد الغرب أيضا وشدد من جديد على موقف موسكو أنه ينبغي ألا يكون تنحي الاسد شرطا مسبقا لحل الازمة.

وقال لاذاعة كومرسانت اف.ام الروسية "نحن نعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل خاطيء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وبرغم وعودها المتكررة استجابة لدعواتنا ترتكب القيادة السورية أخطاء كثيرة جدا."

واضاف "الامور التي تفعلها في الاتجاه الصحيح تفعلها متأخرة. وقد أدى هذا للاسف من نواح كثيرة الى وصول الصراع الى تلك المرحلة الخطيرة."

وتهدف التصريحات على ما يبدو الى تبديد الاقتناع الواسع النطاق بأن موسكو تحمي الاسد واظهار أنها تحركها المباديء وليس الرغبة في دعم حليف منحها أرسخ موطيء قدم لها في الشرق الوسط.

وكانت روسيا قد حمت الاسد باستخدام حق النقض (الفيو) مرتين لمنع صدور قرارين يؤيدهما الغرب في مجلس الامن ينددان بحكومة الرئيس السوري بسبب اراقة الدماء المستمرة منذ عام في حملة قتل خلالها أكثر من ثمانية آلاف شخص.

وقال لافروف ان روسيا مستعدة لتاييد بيان أو قرار لمجلس الامن الدولي يدعم مهمة السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا ما دام لا يوجه انذارا لحكومة الاسد.

وقال لافروف بعد محادثات مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور "يجب على مجلس الامن أن يقر هذا لا كانذار وانما ... كأساس لاستمرار جهود التوصل الى اتفاق بين الحكومة السورية وكل جماعات المعارضة."

ووزعت فرنسا يوم الاثنين بيانا صاغته دول غربية يدعم جهود عنان ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العنف. وقال سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة انه يأمل في اعتماد البيان يوم الثلاثاء.

وكرر لافروف التعبير عن اصرار روسيا على ان تكون المطالبة بوقف اطلاق النار موجهة الى الجانبين - قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة- وان ينفذ وقف اطلاق النار في وقت واحد وهو موقف يختلف بوضوح مع موقف الولايات المتحدة التي تقول ان الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الاساسية وينبغي ان توقف اطلاق النار أولا.

وتشمل خطة عنان وقف اطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية واجراء حوار سياسي مع المعارضة السورية.

ودعت روسيا الاسد بشكل متكرر الى التعجيل بتنفيذ الاصلاحات لكنها واصلت بيع الاسلحة لسوريا واتهمت الدول الغربية والعربية التي تدعو الاسد للتنحي بالتدخل في شؤون دولة ذات سيادة.

لكن لافروف تحدث بنبرة تنم عن لا مبالاة بمصير الاسد حتى مع قوله ان روسيا لن تضغط عليه كي يتنحى.

وسُئل عما اذا كان من الافضل للاسد ان يتنحى ويغادر سوريا الى موسكو او روسيا البيضاء بدلا من ان ينتهي به الحال مختبئا مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي فقال "لا أحد يدعوه للمجيء الى موسكو. القرار يرجع للاسد. لن يتخذ قرارا لان روسيا تطلب منه ذلك."