خبر عاجل

روسيا تدعم خطة انان وتدعوه للتحدث للمعارضة السورية

تاريخ النشر: 25 مارس 2012 - 04:07 GMT
انان مصافحا مدفيديف
انان مصافحا مدفيديف

 

حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاحد من ان خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية" في هذا البلد مقدما "دعما كاملا" لمهمته.
وقال مدفيديف لانان خلال لقائهما في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة سيول كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسوريا لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد". واضاف "سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى".
وتابع الرئيس الروسي "نامل بقوة ان يكون لجهودكم نتيجة ايجابية".
من جهته، قال انان انه بحاجة لدعم قوي من روسيا للنجاح في مهمته من اجل وقف العنف في سوريا.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا "دورا ناشطا" في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي.
ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة باطاحته.
وقبل لقائه مدفيديف، اجتمع انان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتفق معه، بحسب مسؤولين روس، على الحاجة لبذل "جهود اضافية" من قبل قوى دولية واقليمية من اجل حل الازمة.
ونقلت وكالة انترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان "الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء".
وسيزور انان ايضا بكين الثلاثاء والاربعاء لاجراء محادثات مع القادة الصينيين.
وتامل المجموعة الدولية في ان تمارس روسيا ضغوطا على دمشق لوقف العنف.
وقد استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد مشروعي قرار ينددان بالقمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المعارضة والذي اوقع اكثر من تسعة الاف قتيل منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل عام بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واثر ضغوط مستمرة منذ اسابيع من قبل الدول الغربية صوتت موسكو وبكين الاربعاء على بيان رئاسي في مجلس الامن يدعم وساطة كوفي انان لوضع حد لعام من اعمال العنف في سوريا ويطالب دمشق بتقديم اقتراحاتها للتسوية في اسرع وقت.
من جانب اخر، ابدى الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد تاييده لتقديم "مساعدة غير عسكرية" للمعارضة السورية.
واتفق اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد على ضرورة ارسال مساعدات "غير عسكرية" الى المعارضة السورية بما في ذلك معدات اتصالات، بحسب ما افاد نائب مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس.
واتفق اوباما واردوغان اللذان اجتمعا في سيول عشية قمة حول الامن النووي على ان اجتماع "اصدقاء سوريا" الذي سيعقد في الاول من نيسان/ابريل في اسطنبول، يجب ان يسعى الى تزويد المعارضة بالمساعدات غير القاتلة والامدادات الطبية.
وكانت واشنطن عبرت عدة مرات عن معارضتها تسليم اسلحة للمعارضين السوريين.
وكرر اوباما واردوغان دعوتهما ايضا الى "عملية" انتقالية نحو "حكومة شرعية" في سوريا.
وكانت روسيا شددت روسيا مجددا على القسم من المسؤولية الذي تتحمله المعارضة السورية والاطراف التي تدعمها. واعتبر سيرغي بريكودكو المستشار الدبلوماسي الرئيسي للكرملين السبت انه من المتعذر وقف النزاع "بدون وقف الامدادات بالاسلحة للمعارضة من الخارج".
من جهتها شددت موسكو على الدوام على حقها في تزويد النظام السوري باسلحة، وهو حليفها منذ الحقبة السوفياتية واحد ابرز مشتري المعدات العسكرية الروسية.
من جهة اخرى فسر الكرملين رفضه التصويت على بيان في مجلس الامن الدولي يدين التجاوزات في سوريا باعتبار ان النص لم يكن يستهدف سوى السلطات السورية.
لكن يبدو ان موسكو بدأت تفقد صبرها مع النظام السوري في وقت تدعو خطة انان خصوصا الى وقف كل اشكال العنف المسلح من قبل جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وتامين مساعدة غذائية الى كل المناطق التي تضررت من المواجهات والافراج عن الاشخاص الموقوفين دون محاكمة.
وكانت روسيا حليفة سوريا منذ العهد السوفياتي والتي تزودها بالاسلحة، دعتها في 19 اذار/مارس الى الموافقة "فورا" على دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى هدنة ليومين.
وقبل ذلك بايام، انتقدت موسكو الرئيس السوري بشار الاسد على "التاخير الكبير" في تطبيق الاصلاحات وحذرت دمشق من مخاطر تصعيد الازمة اذا لم يصغ النظام لنصائح روسيا.
واخيرا اعلن مصدر في الكرملين رفض الكشف عن اسمه الجمعة لوكالات الانباء الروسية ان "موقف الاسد صعب" قائلا "لا اعلم ما هي افاق مستقبله، لكن لا احد يتوقع له عشر سنوات اضافية في السلطة".
من جهتها، اشارت الولايات المتحدة الى تطور "ايجابي" في الموقف الروسي ازاء سوريا، وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اشار الى "حلحلة" في الموقف الروسي.
ويرى بعض الخبراء الروس ان موسكو تسعى الى حل خلافاتها مع شركائها حول المسالة السورية منذ انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد في 4 اذار/مارس، الا ان لروسيا مصالح كبيرة في سوريا تحول دون ان تتخلى بالكامل عن نظام الاسد.
بلوماسيا، صرح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان تنحي الرئيس السوري لن يكون مطروحا خلال القمة العربية التي تستضيفها بغداد في 29 الشهر الحالي، موضحا ان القمة "ستبحث الموضوع السوري كبند اساسي في اطار القرارات التي صدرت من المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية".
وبدأ نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف زيارة الى الجزائر للتشاور حول "الوضع في سوريا"، كما افاد الاحد مصدر دبلوماسي روسي.
وسيلتقي بوغدانوف خلال زيارته التي بدأت السبت وتستمر الى مساء الثلاثاء وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لبحث "الخطوات المشتركة" للبلدين حول الازمة السورية، بحسب المصدر نفسه.
ميدانيا، تجدد القصف صباح الاحد على احياء في مدينة حمص في وسط سوريا، بعد ليل شهد تظاهرات تطالب باسقاط النظام السوري لا سيما في دمشق ومحيطها وحلب، بحسب ما افاد ناشطون.