باتت بريطانيا على موعد مع أول رئيس وزراء "غير أبيض" في تاريخها بعدما حسم وزير المال السابق ريشي سوناك الاثنين، السباق الى زعامة حزب المحافظين وبالتالي الحكومة.
وجرى حسم السباق الى زعامة الحزب لصالح سوناك (42 عاما) بعد خلو الساحة من منافسيه إثر عدول رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون عن الترشح واخفاق منافسته بيني موردونت في الحصول على الاصوات الكافية للتأهل الى السباق.
واعلن جونسون الأحد أنه حصل على المئة صوت اللازمة لدعم ترشيحه لكنه عدل عن ذلك بسبب الانقسامات في الحزب.
حصد سوناك في تصويت الاثنين، 180 من أصوات نواب حزب المحافظين الذي يستحوذ على الغالبية في مجلس العموم، مقابل 25 صوتًا فقط لموردونت.
واثر ذلك أعلنت لجنة 1922 في حزب المحافظين التي تضع قواعد اختيار قيادة الحزب ان سوناك سيكون زعيمه الجديد، ورئيس الوزراء القادم.
ولاحقا ادى سوناك، وهو مصرفي سابق من أصول هندية اليمين أمام البرلمان على البهاغافاد غيتا، أحد النصوص الأساسية للهندوس.
أزمة وفوضى اقتصادية
وسيخلف بذلك ليز تراس التي استقالت بعد 45 يوماً فقط من فوزها بالمنصب في انتخابات داخلية أجراها أعضاء حزب المحافظين عقب تنحي جونسون في تموز/يوليو بعد سلسلة فضائح واستقالات لأعضاء في حكومته.
وسبق ان خسر سوناك السباق إلى المنصب الذي فازت فيه تراس التي لم تلبث ان استقالت على خلفية انتقادات حادة لها من داخل وخارج الحزب بسبب خططها الاقتصادية التي ادخلت البلاد في حالة من الفوضى.
من المتوقع ان يجري تكليف سوناك تشكيل الحكومة الجديدة من قبل الملك تشارلز الثالث، بمجرد تسلم الاخير استقالة تراس رسمياً.
وسيصبح بالتالي خامس رئيس للوزراء منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وكان من شأن هذا الخروج اقحام البلاد في فترة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة.
ويحظى وزير المالية السابق بتأييد كبير داخل حزبه الذي ينظر اليه كمخلص للبلاد من أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، تفاقمت بسبب أخطاء تراس التي زعزعت الأسواق وتسببت في انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني.
تحققت النبوءة
فور الاعلان عن فوز ريشي سوناك بزعامة حزب المحافظين، سارع رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون الى تهنئته، مذكرا بنبوءة له تعود الى عقد من الزمان، وتوقع فيها ان يؤول المنصب الى هندي بريطاني.
وغرد كاميرون قائلا: "لقد توقعت قبل عقد من الزمان أن المحافظين سيختارون أول رئيس وزراء هندي بريطاني وأنا فخور اليوم بذلك".
واضاف: "أتمنى أن يكون ريشي هو الأفضل، فهو يحظى بدعمي الكامل".
وولد وسوناك، في ساوثهامبتون بإنجلترا لأبوين مهاجرين من أصل هندي يعتنقان الديانة الهندوسية.
وسيكون سوناك الذي يؤكد ان كافة افراد عائلته ملتزمون بأداء واجباتهم الدينية الهندوسية، أصغر رئيس لبريطانيا منذ 200 عام، بعد اللورد ليفربول الذي تولى المنصب عام 1812 عندما كان يبلغ 42 عاما، وقبله بيت جونيور، في عام 1783 وكان عمره 24 عاما.