والموضوع يتعدى كونه ازدياداً في أعمال العنف بل أصبح ازدياداً واضحاً في جرائم القتل المستمرة في البلدات العربية، والحديث هنا ليس عن جرائم ينفذها أفراد بل تحول إلى جرائم منظمة بأيدي عصابات إجرام، وهذه ظاهرة جديدة في الوسط العربي". وجاءت أقواله هذه في عرضه لاقتراح على جدول الأعمال حول إخفاق الشرطة في الكشف عن الجريمة في الوسط العربي الذي تقدم به النائب بشارة يوم أمس الاربعاء 28/2/2007.
وأكد د.بشارة أن ازدياد الجريمة المنظمة في الوسط العربي يعود الى كون هذه العصابات الإجرامية المنظمة تجد متنفساً في البلدات العربية بعد ملاحقتها على يد الشرطة وإخراجها من المدن الاسرائيلية الكبرى.
وأضاف النائب بشارة أن هنالك تساؤلات في الوسط العربي عن تعامل الشرطة مع الجريمة المنظمة في الوسط اليهودي ومدى الحماس والسرعة في التحقيقات ومحاولة الكشف عن منفذي الجريمة وعن الوضع المعاكس في الوسط العربي، وعن تقاعس الشرطة وتخاذلها في الكشف عن الجريمة في الوسط العربي.
وتطرق بشارة الى عدد من القرى العربية التي تزداد فيها الجريمة يوماً يعد يوماً كقرية الرامة مثلاً التي أصبحت اليوم مركزاً للجريمة كتهريب السموم وحرق المحلات التجارية وإطلاق العيارات النارية. كذلك تطرق بشارة الى ازدياد العنف والجريمة في قرية دير الأسد والطيبة والناصرة وغيرها.
وشدد النائب بشارة على ضرورة محاربة الجريمة التي تنفذ على خلفية ما يسمى بشرف العائلة والكشف عن مرتكبي هذه الجرائم، ولكن في أغلب الحالات يتم التوصل الى القاتل الحقيقي في هذه الحالات كما هو الحال في حالات القتل على خلفية الخلافات العشائرية، لكن الشرطة لا تعمل المطلوب منها فيما يتعلق بالكشف عن حالات القتل في الوسط العربي التي نفذها مجرمون على خلفية جرائمية، حيث أنه لم يتم الكشف عن أي منفذ لعملية قتل كهذه في الوسط العربي في الخمس سنوات الأخيرة، اما في الوسط اليهودي فالنسبة تصل الى 50% وهي ايضاً نسبة غير كافية.
وفي ختام عرضه للموضوع قال النائب بشارة إن هذا الموضوع في غاية الأهمية، وأن "الجريمة في الوسط العربي في ازدياد مستمر وعلى خلفيات جنائية وبواسطة عصابات إجرام منظمة ونحن لا نرى ان الشرطة تقوم بواجبها كما يجب في التصدي للعنف في الوسط العربي".
ومن جهته اعترف الوزير ديختر في اجابته بازدياد الجريمة في الوسط العربي وقال:" أوافق النائب بشارة بأنه في السنوات الأخيرة ازدادت الجريمة وعمليات القتل التي لم يتم الكشف عن منفذيها".
وأضاف أنه في سنة 2006 ارتفعت الجريمة بالوسط العربي بنسبة 4.5% عن سنة 2005 ، وقال إن عدد ملفات القتل في الوسط العربي كانت 70 ملفاً من أصل 180 ملفاً في كافة أنحاء البلاد خلال سنة 2006 في حين أن عدد ملفات القتل في الوسط العربي في سنة 2005 كانت 67 ملفاً من أصل 162 ملفاً في جميع أنحاء البلاد. وهذه النسبة تعتبر عالية جدا وأعلى من نسبة العرب في البلاد.
أما فيما يتعلق بملفات التحقيق التي فتحت في سنة 2006 فقد كانت اكثر من 400.000 ملف تحقيق، وفي سنة 2005 كانت 495.000 ملف تحقيق، اما في الوسط العربي فقد تم فتح 38.000 ملف تحقيق في سنة 2005 و 2006.
وتحدث ديختر عن الصعوبات في التحقيق في الجرائم التي تنفذ بواسطة عصابات الإجرام المنظم نظراً لاتباعهم أسلوب الصمت في التحقيقات، اما فيما يتعلق بالجرائم التي تنفذ على أساس ما يسمى "بشرف العائلة" عندها من السهل الوصول الى المجرم الذي عادةً تكون هويته معروفة.
وفيما يتعلق بالألوية المختلفة في الشرطة، قال إنه في اللواء الشمالي للشرطة تم فتح 41 ملف قتل منها 16 ملفاً "مكشوفا"، وهذا يعني قتل على أساس خلاف عشائري وما يسمى بالقتل على خلفية "شرف العائلة".
وتطرق ديختر الى البلدات التي وقعت فيها عدد حالات قتل عالية مثل مجد الكروم 3 حالات، الرامة 3 حالات، حيفا 5 حالات، الناصرة 4 حالات جسر الزرقاء حالتين.
أما في لواء تل ابيب فهنالك 3 ملفات قتل، احدها على خلفية ما يسمى "شرف العائلة". في اللواء الجنوبي للشرطة يدور الحديث عن 7 حالات، وفي لواء المركز هنالك 18 ملف قتل منها 9 ملفات مكشوفة وفي لواء القدس حالتا قتل. وقال ديختر إنه من كل ملفات القتل التي ذكرت في الوسط العربي هنالك 15 ملف قتل جراء خلافات عشائرية و6 ملفات قتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة.
يذكر أن النائب بشارة قد كشف أن حوالي 60% من حالات القتل (في المجال الجنائي) التي وقعت في السنوات الخمس الأخيرة (بين عام 2002 وعام 2006) أغلقت الملفات دون أن تُحلّ ودون تقديم لائحة اتهام. فمن مجمل 1034 حالة قتل وقعت في هذه الفترة، استطاعت الشرطة أن تقدّم للمحاكمة 428 جانيًا فقط، الأمر الذي يعني أنّ هناك 606 حالة قتل نفذّت ولم يكشف عن المنفذ. وحقق النائب د. بشارة هذا الكشف إثر مطالبته وملاحقته لهذه المعطيات الحصرية.
يُذكر أنّ هذا الطلب جاء على أثر معاناة الجمهور العربي بشكل خاص جراء تقاعس الشرطة وإهمالها للحوادث الجنائية التي تحولت إلى ظاهرة في المدة الأخيرة، الأمر الذي لمسه ويلمسه نواب التجمع في جولاتهم الأخيرة للقرى والمدن العربية ولقاءاتهم المباشرة مع الناس