أفادت مصادر إعلامية عبرية بأن المجتمع اليهودي السوري المعروف بالحَلَبي، القادم من الولايات المتحدة، أحدث هزة لافتة في سوق العقارات بمدينة القدس بعد إبرام صفقة وُصفت بالتاريخية، تمثلت في شراء برجين سكنيين يضمان قرابة 200 شقة.
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن الصفقة لا تندرج في إطار الاستثمار العقاري التقليدي، بل تعكس توجهاً جماعياً لدى المجتمع اليهودي السوري للحفاظ على تماسكه الاجتماعي وهويته الموحدة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يفسر الإقدام على شراء المشروعين السكنيين بالكامل دفعة واحدة.
وأضافت القناة أن هذه الصفقة غير المسبوقة في القدس، والتي نفذها المجتمع اليهودي السوري الحلبي القادم من الولايات المتحدة، بلغت قيمتها نحو مليار شيكل، مقابل الاستحواذ الكامل على البرجين السكنيين بما يضمانه من وحدات.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة Snir Real Estate Marketing، نير شموئيل، أن الصفقة تمت من خلال جمعية موحدة تمثل أبناء المجتمع الحلبي، وليست عبر مجموعة مشترين منفصلين، معتبراً أن هذا النموذج يعكس مستوى عالياً من التنظيم الداخلي لدى هذا المجتمع، الذي يتركز بشكل رئيسي في بروكلين ومانهاتن، إضافة إلى وجود فرع آخر في نيوجيرسي.
وأضاف شموئيل أن الصفقة تتجاوز بعدها العقاري، وتحمل أبعاداً استراتيجية مرتبطة بتصاعد موجات معاداة السامية عالمياً، حيث يسعى المجتمع الحلبي إلى تأمين موطئ قدم يعتبره آمناً في كيان الاحتلال الإسرائيلي، سواء للجيل الحالي أو للأجيال القادمة.
وفي المقابل، أثارت وسائل إعلام عبرية مخاوف من أن تتحول هذه الشقق إلى ما يُعرف بشقق الأشباح، في حال لم ينتقل المالكون للإقامة الدائمة فيها، وهو ما قد ينعكس سلباً على سوق الإيجارات في القدس، ويدفع سلطات الاحتلال إلى إعادة النظر في سياسات الضرائب المفروضة على الأجانب.