ساركوزي يبدأ معركة انتخابات الرئاسة أمام هولاند

تاريخ النشر: 16 فبراير 2012 - 07:24 GMT
ارشيف
ارشيف

أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حملته الانتخابية الأربعاء لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، معلنا اعتزامه الترشح لفترة ولاية جديدة مدتها خمسة أعوام في سباق يبدو صعبا أمام المرشح الاشتراكي الأوفر حظا فرانسوا هولاند.

وقال ساركوزي في مقابلة مع قناة (تي.إف1) الفرنسية: "نعم، أنا مرشح في الانتخابات الرئاسية" المقرر إجراؤها في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو المقبلين، ليحسم بذلك ما كان يتردد بشأن موقفه من هذه المسألة.

وأوضح ساركوزي أن تركه للرئاسة حاليا، في ظل وجود أزمة، سيكون بمثابة "ترك للسفينة". وأشار الرئيس الفرنسي (57 عاما) إلى أن هدفه هو جعل "فرنسا قوية".

وأضاف: "يجب أن يدرك الفرنسيون أنه إذا كانت فرنسا قوية فإنهم سينعمون بالحماية".

ورد ساركوزي على الانتقادات التي وجهت إليه بأنه لم يحقق إنجازات تذكر منذ عام 2007، عندما انتخب رئيسا للبلاد ببرنامج إصلاحي.

وقال: "لقد فعلنا الكثير، لكننا لا نستطيع القيام بكل شيء في خمسة أعوام".

ولفت ساركوزي إلى أن الهدف الرئيسي الجديد الذي يعتزم تبنيه خلال فترة ولايته الثانية، في حال فوزه في الانتخابات، هو إعطاء الفرنسيين دور أكبر في تحديد مستقبلهم عن طريق إجراء الاستفتاءات.

ومن المقرر أن يكون أول استفتاء حول إعانات البطالة.

ويقترح ساركوزي مراجعة نظام الرعاية الاجتماعية، لإلزام الباحثين عن فرص عمل باستكمال دورة تدريبية تقدمها الدولة للحصول على إعانات البطالة.

وفي نهاية الدورة التدريبية، يتم إلزام الباحث عن فرصة العمل بقبول أول عرض وظيفي يناسب سيرته الذاتية.

ولقي هذا الاقتراح انتقادات لاذعة من النقابات العمالية وأحزاب المعارضة، التي اتهمت ساركوزي برسم صورة للعاطلين الذي يقرب عددهم من ثلاثة ملايين في البلاد تظهرهم بمظهر المتطفلين، في مسعى لاستقطاب أنصار حزب "الجبهة الوطنية" الذي ينتمي إلى اليمين المتشدد.

وقال ساركوزي إن حقوق العاطلين تصاحبها مسؤوليات.

وقبل شهرين من الجولة الأولى للانتخابات المقررة في 22 نيسان/ أبريل المقبل، يأتي ساركوزي بعد مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند، في استطلاعات الرأي.

ويحظى ساركوزي بتأييد ما يتراوح بين 24% و26% من الناخبين، مقابل ما بين 28% و31% لهولاند، النائب في البرلمان والزعيم السابق للحزب الاشتراكي.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأربعاء أنه في حال أجريت جولة إعادة للانتخابات بين الاثنين، فإن هولاند سيفوز بنسبة 57% من الأصوات.

وتأتي في المرتبة الثالثة زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان ، يتبعها مرشح الوسط فرانسوا بايرو في المرتبة الرابعة.

وبينما ينسب الفضل إلى ساركوزي بشأن إجراء إصلاحات بنظامي التقاعد والتعليم الجامعي، أضمر العديد من الفرنسيين كراهية كبيرة له في بداية فترة رئاسته لتودده الشديد للأثرياء، متباهيا بعلاقته بعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني، زوجته الحالية، دون أن يهتم بمعالجة البطالة.

ووصف هولاند سجل ساركوزي أمس بأنه يعكس "فشلا ذريعا"، وقال إنه سيكون من الأفضل للفرنسيين تجنب ربان "قاد السفينة نحو الصخور".

وقال ساركوزي، الذي يعتزم عقد أول تجمع انتخابي اليوم الخميس في بلدة أنيسي شرقي البلاد، إنه سيخبر الفرنسيين بـ"الحقيقة".

وأضاف: "إذا أردنا الحفاظ على نموذجنا الاجتماعي ونمط حياتنا ، يجب أن نستمر في إحداث تغييرات".