يتهافت سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الغربية والاجنبية على ساحة اعتصام وزارة الدفاع في السودان، حيث يتفاعلون مع المعتصمين بصورة لافتة للاهتمام، لدرجة ان الحماسة بلغت بالسفير الايطالي الى ترديد اغتية "انا سوداني" مع المحتجين.
فقد استبدلت بعثة الاتحاد الأوروبي الاحتفال بيوم أوروبا الذي يأتي في التاسع من مايو/ أيار في كل عام، بتنظيم إفطار وسط المعتصمين في الميدان، بعد أن كانت تقيم في العادة حفل استقبال رسميا في مقرها في الخرطوم.
تصريح للبعثة نشر على صفحتها في «فيسبوك» أشار إلى أنهم أرادوا «التواصل مع شعب السودان، خاصة الشباب، في سعيهم لتحقيق العدالة والحرية والسلام ونقل السلطة إلى هيئة انتقالية مدنية قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوداني».
ونقل عن سفير الاتحاد الأوروبي جان ميشيل قوله خلال حفل الإفطار: «تشرفت بمقابلة العديد من الشباب من جميع أنحاء السودان الموجودين هنا بحثًا عن العدالة والحرية والسلام. إنه تذكير كبير بقوة الروح الإنسانية والرغبة في الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم تلك القيم في السودان».
ونشرت السفارة الإيطالية بالخرطوم على حسابها في تويتر فيديو قصيرا للسفير الإيطالي داخل ساحة الاعتصام وهو يردد أغاني سودانية مع المحتجين.
وردد السفير أغنية "أنا سوداني" مع إيقاعات الموسيقى وهو يصفق بيديه متفاعلًا مع الشباب السوداني أثناء الغناء.
هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها السفير الإيطالي فابريزيو لوبيسا وسط المجتمع السوداني وهو يحتفي بالطقوس والعادات والثقافة السودانية، حيث سبق للسفير أن نشر صورة له مع ابنه وهما يرتديان الزي الشعبي السوداني على حسابه في تويتر في يونيو الماضي، وعبر عن سعادته بأن ذلك كان لطيفا معه.
كذلك زار القائم بالأعمال الأمريكي لدى الخرطوم استيفن كوتسيس، ميدان الاعتصام ثلاث مرات، كانت الأولى في العاشر من أبريل/ نيسان أي قبل سقوط عمر البشير ونظامه بيوم، ثم كررها بعد التنحي، والأربعاء الماضي تناول الإفطار في محيط الميدان مع إحدى الأسر القادمة من ضاحية بري.
وأيضاً أظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي السفيرة الهولندية كارين بوفن وهي تخضع للتفتيش عند أحد الحواجز التي أقامها المتظاهرون على مشارف الميدان لضمان التأمين والحماية للوافدين.
ونشرت السفارة الفرنسية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تدوينة حول زيارة السفيرة إيمانويل بلاتمان إلى الميدان، شكرت خلالها المتظاهرين الذين قالت إنهم «استقبلوها بحرارة وشرحوا دلالة نشاطهم».
وأضافت: «شعرنا بنسائم الحرية التي اجتاحت هذا المكان وأثار أعجابنا مستوى تنظيم المتظاهرين، مراكز الرعاية الطبية، والأمن، والإنترنت، والإمداد، فضلا عن ثراء المناقشات والمداخلات».
وقالت إن «طاقة وعزم المتظاهرين لبناء سودان جديد أكثر ديمقراطية وانفتاحا وشمولا يدل على أن صفحة من تاريخ السودان طويت بسقوط نظام حكم 30 عاما».
وأردفت «تقف فرنسا إلى جانب الشعب السوداني، الذي يجب الاستماع إلى صوته ومطالبه بنقل السلطة الى المدنيين، ولديها الثقة في قدرته على بلورة رؤية مشتركة وتوافقية للحكم في مرحلة الانتقال التي أشرعت أبوابها».
في السياق ذاته، عبر السفير البريطاني لدى الخرطوم، عرفان صديق، في تدوينة عن إعجابه الشديد بمستوى التنظيم الدقيق في ميدان الاعتصام.
وقال «مستوى التنظيم الذي تم تطويره في الموقع مثير للإعجاب بشكل كبير، حراس يفتشون الذين يدخلون الموقع لضمان الأمن، مراكز طبية مجهزة بلوازم الإسعافات والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي لعلاج المحتاجين؛ منطقة للفنانين لرسم الجداريات والكتابة على الجدران لإلهام الحاضرين؛ المطابخ والمقاهي المتنقلة لتوفير المرطبات؛ خيام للذين يحتاجون إلى الراحة من أشعة الشمس الحارقة، أركان نقاش للتنوير».
واستدرك «لكن كل هذا في خطر، لأن عدم الاستقرار السياسي الذي يحوم حاليًا على المشهد يهدد بتدمير كل ما تم تحقيقه، لم يقم المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية».
وتابع: « تخشى قوى الحرية والتغيير، وهي الجهة التي تقود المحادثات من أجل الانتقال للحكم المدني، أن يحاول الجيش إحباط الثورة ومنع تحقيق تغيير حقيقي».