سوريا: عشرات القتلى في اشتباكات مسلحة ومخاوف من تفجر صراع أهلي

تاريخ النشر: 14 يوليو 2025 - 08:57 GMT
_

قُتل أكثر من 30 شخصًا وأُصيب نحو 100 آخرين في اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وفق ما أعلنت عنه السلطات السورية، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الأمني وتوسع رقعة التوترات.

وأكدت وزارة الدفاع السورية مقتل ستة من عناصر الجيش خلال تدخلهم لفض الاشتباكات، التي اندلعت عقب حوادث خطف متبادل وسلب مسلح، بحسب ما نقلته قناة الإخبارية السورية عن مصدر رسمي في الوزارة.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن تدخلت لاحتواء الاشتباكات وملاحقة المتسببين بها، مع التأكيد على أهمية إطلاق حوار شامل لمعالجة جذور الأزمة. واعتبر وزير الداخلية أنس خطاب أن غياب المؤسسات، خصوصًا الأمنية والعسكرية، كان عاملًا رئيسيًا في تصاعد التوترات، مشددًا على أن فرض الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار وضمان السلم الأهلي.

بدورها، قالت وزارة الدفاع في بيان صادر اليوم الإثنين، إنها بدأت، بالتعاون مع وزارة الداخلية، نشر وحدات عسكرية متخصصة في المناطق المتأثرة، لتأمين المدنيين وفتح ممرات آمنة، والعمل على حسم الاشتباكات بأسرع وقت.

وأشار البيان إلى أن "الفراغ المؤسساتي" الذي رافق اندلاع المواجهات أدى إلى حالة من الفوضى وصعّب من قدرة الأجهزة الرسمية على التدخل السريع، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس.

ودعت الوزارة جميع الأطراف للتعاون الكامل مع الجيش وقوى الأمن الداخلي، والامتناع عن أي تصرفات من شأنها تأجيج الوضع، مؤكدة على ضرورة التزام العاملين في مناطق الاشتباك بمهامهم في حماية المدنيين ومنع أي تجاوزات جديدة.

من جانبه، أوضح قائد الأمن الداخلي نزار الحريري أن التوتر الأخير في السويداء نشأ عقب حادثة سلب على طريق دمشق-السويداء، أعقبتها سلسلة من عمليات الخطف المتبادل، ما أدى إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة.

كما دعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، إلى ضبط النفس والاحتكام للعقل والحوار، مؤكّدًا أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الاستقرار، محذرًا من محاولات زرع الفتنة بين مكونات المجتمع المحلي.

وتأتي هذه الأحداث بعد اشتباكات مشابهة شهدتها مناطق قرب دمشق في أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 119 شخصًا، بينهم مسلحون دروز وعناصر أمن، في مواجهات تخللتها غارات جوية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي حذر دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية، وفق تقارير إعلامية.

وبحسب مصادر محلية، تم توقيع اتفاقات تهدئة مؤقتة بين الحكومة السورية وممثلين عن المجتمع الدرزي في السويداء، في محاولة لاحتواء التصعيد. وتسلّط هذه التطورات الضوء على التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها السلطة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بعد الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومساعيها لترسيخ سيطرتها ورسم علاقة متوازنة مع مختلف مكونات المجتمع السوري.