اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الاثنين أن دعوة السلطات السورية لقمة عربية طارئة محاولة "لكسب الوقت"، داعياً روسيا إلى تغيير موقفها ودعم الشعب السوري.
وقال غليون في مقابلة مع (أنباء موسكو) قبل ساعات من وصوله على رأس وفد من المعارضة السورية إلى روسيا، إن الدعوة لعقد قمة عربية بعد عدم تنفيذ النظام المبادرة العربية وتعليق عضوية سوريا في الجامعة "محاولة إضافية لتمييع الموضوع وكسب الوقت والتهرب من الالتزامات التي تفرضها عليه المبادرة"، وسأل "لماذا مؤتمر القمة إذا كانت الأغلبية الساحقة للجامعة قد تبنت المبادرة وصوتت عليها؟".
وكانت وكالات أنباء روسية قد نقلت عن وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف قوله يوم الاثنين ان روسيا ترفض قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا وتعتقد أن الدول الغربية تحرض معارضي الرئيس بشار الاسد حتى يتم اسقاطه.
وقال غليون "حان الوقت كي تغير القيادة الروسية موقفها من نظام رفض حتى الآن كل دعوات الإصلاح والتفاوض مع المعارضة للانتقال السلمي نحو نظام ديمقراطي يعبر عن مطامح الشعب".
وبرر عدم حصول المجلس على اعتراف دولي بالقول "لم يمض على إعلان المجلس سوى أقل من شهر ونصف بقليل، وقد حقق منذ ذلك الوقت انجازات كبيرة سياسية ودبلوماسية، ونحن لدينا اعتراف من معظم العواصم العربية والأوروبية التي دعينا إليها بنا كحركة معارضة سورية وكطرف رئيسي فيها".
وقال غليون "نحن ننتظر من روسيا حكومة وشعبا مثل هذا الاعتراف والتعاون اللذين سيساعدان الشعب السوري على وضع حد لسيل الدماء والتقدم بشكل أسرع في تفكيك قنبلة الأزمة".
واعتبر أن حلّ الأزمة السورية "سياسي وليس عسكريا"، وأمل و أن تحتفظ روسيا بـ"الدور التاريخي البناء الذي كان لها خلال العقود الماضية في سورية والمشرق العربي بشكل عام".
عقوبات أوروبية
من جهة ثانية قال مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان حكومات الدول الاعضاء بالاتحاد توصلت الى اتفاق أولي يوم الاثنين بتوسيع العقوبات المفروضة على سوريا لتشمل المزيد من الافراد المرتبطين بقمع المتظاهرين.
وأضاف أنه من المتوقع أن يجري تأكيد الاتفاق الذي توصل اليه مبعوثو الدول الاعضاء ومجموعها 27 دولة خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل في وقت لاحق والذين سيعززون قرارا بالحيلولة دون حصول سوريا على تمويل من بنك الاستثمار الاوروبي.
وكان زعماء الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي حذروا الشهر الماضي من أن سوريا قد تواجه المزيد من العقوبات اذا لم تتوقف أعمال العنف ضد المحتجين والتي تقول الامم المتحدة أنها أدت الى مقتل أكثر من 3500 محتج
تركيا تؤكد اعترافها بالمجلس
أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستكون شريكا فعليا مع جامعة الدول العربية من أجل العمل على التطبيق الفوري والكامل للقرارات التي تم اتخاذها في القاهرة من قبل المجلس الوزاري العربي بشأن سورية.
وأوضح أوغلو أثناء استقباله وفد المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري في أنقرة أن جدولاً زمنياً لتطبيق ما تضمنته القرارات سيتم التفاهم بشأنه في اجتماع الرباط في السادس عشر من الشهر الجاري على هامش المنتدى العربي التركي، حيث من المقرر أن تتم مراجعة الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري وعدم التزامه بمقررات القاهرة.
وأوضح بيان للمجلس السوري تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منهم الاثنين أن وزير الخارجية التركي أوضح خلال اللقاء الذي عقد مساء الأحد أن بلاده تحمل سلطات النظام السوري المسؤولية عن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة بلاده في دمشق وقنصليتاها في كل من اللاذقية وحلب، وقال إن النظام سمح لنحو ألف شخص بمهاجمة السفارة لمدة ساعتين دون أن تتدخل قوات الأمن لمنعهم، مشيراً إلى أن تعليماته للسفير كانت تتلخص في عدم تقديم تنازلات
وعبر داود أوغلو عن ارتياحه للنجاحات التي حققها المجلس الوطني السوري على الرغم من قصر المدة التي تم تشكيله فيها، وأكد استعداد بلاده لتقديم كافة أنواع الدعم اللازم لنجاح عمل المجلس وتمكينه من القيام بمهامه في خدمة القضية السورية ، وقال إن تركيا تعترف بالمجلس بوصفه إطاراً سياسياً معبرا عن إرادة الشعب السوري وحراك الشباب في الداخل.