سيدا وخطابه التصعيدي ضد سوريا

تاريخ النشر: 11 يونيو 2012 - 12:24 GMT
الرئيس الجديد لما يسمى المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيد
الرئيس الجديد لما يسمى المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيد

*بقلم / وسام نصرالله

يتحفنا الرئيس الجديد لما يسمى المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، خلفا لبرهان غليون الذي إحترقت أوراقه ولم يعد قادرا على الإمساك بخيوط وتفاصيل المجلس، بتصريحاته التي أطلقها فور توليه منصبه الجديد، بقوله "سنسعى عن طريق مجلس الأمن لإدراج خطة المبعوث الأممي كوفي عنان تحت الفصل السابع من أجل الزام النظام بتطبيقها وترك كل الاحتمالات مفتوحة".

سيدا الذي يقدم أوراق إعتماده لأسياده في البيت الأبيض وتل أبيب، ويطالب بكل صلافة ووقاحة وبدون خجل بسرعة التدخل في سوريا عسكريا، وكأن طائرات وصواريخ الناتو العابرة للقارات تحمل الورد والسلام للشعب السوري!.

الرئيس الجديد لمجلس إسطنبول إرتأى أن ثمن موقعه الخياني الجديد لشعبه وأمته هو المطالبة بالتصعيد الدولي ضد سوريا، والذهاب بعيدا بمطالبه التي تفضح عمالته لدوائر المخابرات الأميركية التي أنتجته وأنتجت عددا كبيرا من أعضاء مجلس إسطنبول، في مخالفة واضحة لكل مفاهيم العمل الثوري والنضالي عبر التاريخ التي ترفض التعامل مع القوى الإستعمارية وأذنابها.

الغريب في الأمر أن التدخل العسكري الغربي وتحديدا الأميركي في الدول العربية مازال حيا وحاضرا في عقولنا ووجداننا بقوة، فكيف لنا أن ننسى ماخلفه الإحتلال والغزو للعراق وماحمله من موت وخراب ودمار طال الملايين من أبناء الشعب العراقي مابين قتيل وجريح ومشوه وأسير ومهجر، كما أن التدخل الأخير في ليبيا بحجة الإطاحة بالقذافي ونظامه حملت رائحة الموت والدمار الذي طال عشرات آلاف الليبيين.

وفي الحالتين العراقية والليبية لم يترك الغرب وراؤه إلا رائحة الموت والبارود وتدمير مقومات ومقدرات تلك الدولتين، وحلول الخراب بهما إلى اليوم، فالعراق يحتل أعلى مراتب الفساد على مستوى العالم، ويواجه أخطار تجدد الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس بعد الغزو الأميركي، أما ليبيا فلا يمر يوم إلا ونسمع عن إشتباكات بين الميليشيات المتناحرة على تركة البلاد التي قسم الغرب ثرواتها وترك شعبها تائها في ربوع الصحراء الكبرى.

ورغم كل العثرات التي يعيشها مجلس إسطنبول وحالة التخبط والضياع التي مر ويمر بها، وفقدان مصداقيته لدى أطياف داخل المجلس نفسه، فإنه يطل من جديد بنبرة عالية تستهدف التصعيد في الوقت الذي يدعي فيه المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة البحث عن حلول سلمية في سوريا عبر المبعوث الأممي كوفي عنان.

ويلاحظ المراقبون والمتابعون أنه كلما لاح حل بالأفق أو مبادرة لإنهاء الأزمة في سوريا، تبدأ حالة من التصعيد غير مسبوقة يقودها المسلحون المدعومون خارجيا من قبل أميركا وأعوانها من العرب، سواء كان ذلك بمجازر دموية ضد الأبرياء العزل أو من خلال تفجيرات إنتحارية وعبوات ناسفة وموجة من الإغتيالات.

فهل من المعقول أن إدعاءات المعارضة السورية المدعومة أميركيا وخليجيا بأن النظام هو من يفشل المبادرات والحلول ويعمد إلى قتل شعبه؟! .. هذا الذي بإعتقادنا بأنه ليس من المنطق والعقل بشيء لأن الدولة السورية بتلك الأفعال تذهب بنفسها إلى الإنتحار والضياع والفناء، وتنتهي مبررات وجودها.

*كاتب وإعلامي متخصص بالشؤون السياسية والدولية

Wesamkanan2001@yahoo.com

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن