قصفت الطائرات البريطانية اهدافا لقوات القذافي في ثلاث مناطق مختلفة، فيما اعلن المجلس الوطني الانتقالي سيطرة قواته على معظم أجزاء مدينة سبها احد اخر معاقل الزعيم الليبي المخلوع.
وقالت وزارة الدفاع ان الطيران البريطاني دمر منشأة للقيادة والسيطرة في بني وليد ثم دمر هدفا ثانيا مماثلا في هون على بعد 260 كيلومترا الى الجنوب الشرقي.
وأضافت أن طائراتها من طراز تورنادو (جي.ار4) قصفت بعد ذلك مدرسة سابقة في سرت مسقط رأس القذافي والتي كانت قاعدة للمركبات المدرعة والمدفعية المضادة للطائرات.
وقال القذافي في رسالة مسجلة يوم الثلاثاء "طائرات حلف شمال الاطلسي (في ليبيا) لن تدوم." وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بعد ذلك بقليل أن العمل العسكري للحلف في ليبيا سيتواصل ما دامت الحاجة تقتضي ذلك.
و استهدفت اربعة صواريخ غراد الاربعاء موقعا اساسيا للثوار الليبيين بالقرب من بني وليد عن بني وليد احد آخر معاقل العقيد معمر القذافي، كما ذكر صحافي من وكالة "فرانس برس".
وسقطت الصواريخ في محيط الموقع الذي يبعد ما بين 15 الى عشرين كيلومترا عن بني وليد، ما دفع الثوار الى التراجع في حالة من الفوضى، بحسب المراسل. والهجوم هو الاول من نوعه على هذا الموقع منذ ما يزيد عن عشرة ايام.
وقال مسؤول يوم الاربعاء ان قوات المجلس الوطني الانتقالي سيطرت على معظم أجزاء معقل من ثلاثة معاقل رئيسية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعد شهر من الاطاحة به.
وكانت سبها خاضعة لسيطرة القوات الموالية للقذافي فضلا عن بني وليد وسرت مسقط رأسه منذ سقوط العاصمة طرابلس في 23 اغسطس اب.
وقال احمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس ان قواته تسيطر على معظم أجزاء سبها باستثناء منطقة المنشية وأضاف أنها مازالت تقاوم لكنها ستسقط.
وذكرت شبكة (سي.ان.ان) الاخبارية نقلا عن مراسليها في البلدة أن مقاتلي المجلس سيطروا على وسط سبها يوم الاربعاء بعد أن سيطروا على المطار وقلعة في اليوم السابق.
وواجه مقاتلو المجلس الوطني مقاومة أعنف مما توقعوا لجهودهم للسيطرة على بني وليد وسرت واستخدمت القوات الموالية للقذافي النيران الكثيفة في صد عدة محاولات لاقتحام البلدتين.
وتعيش في سبها اعداد كبيرة من مواطني افريقيا جنوب الصحراء ويخشى كثيرون من انتقام المجلس الوطني بسبب الاعتقاد بأن كثيرين منهم قاتلوا في صفوف قوات القذافي كمرتزقة خلال الصراع.
وتحتل البلدة موقعا استراتيجيا باعتبارها اخر بلدة بارزة في ليبيا قبل دخول الصحراء الشاسعة والتي كانت طريق الهروب للعديد من أفراد عائلة القذافي.
وظهرت تقارير في وقت سابق تفيد بأن القذافي نفسه ربما يختبيء في البلدة الى جانب ابنه سيف الاسلام لكن مقاتلي المجلس في سبها لم يشيروا الى ما يدل على وجوده.
اوباما وعبد الجليل
الى ذلك، قال مسؤول في البيت الابيض ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ابلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان العقيد الليبي الفار معمر القذافي لا يزال في ليبيا.
وصرح ديريك شوليت مدير التخطيط الاستراتيجي في مجلس الامن القومي ان عبد الجليل "قال انه يعتقد ان القذافي لا يزال في ليبيا" وذلك بعد اجتماع بين اوباما وعبد الجليل.
ويعتقد ان القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية، يختبىء في ليبيا رغم ان افرادا من عائلته فروا الى الجزائر والنيجر بعد ان سيطر الثوار على مدينة طرابلس في 23 اب/ اغسطس.
واوضح شوليت ان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يعتبر ان اعتقال القذافي يشكل "جزءا من العملية التي ستتيح البدء فعلا بمرحلة انتقالية سياسية حقيقية".
حكومة جديدة
على صعيد اخر، توقع محمود جبريل رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية في ليبيا تشكيل حكومة جديدة للبلاد خلال العشرة أيام القادمة، فيما اعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الانتقالي .
وقال جبريل في لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة "لا يقلقني الوقت ... من أجل الوصول الى توافق وطني."
وأضاف قوله "اني أتوقع تشكيل الحكومة خلال الاسبوع الى العشرة أيام القادمة."
الى ذلك، اعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الانتقالي يوم الثلاثاء كحكومة قائمة في ليبيا مجردا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي من جزء اخر من الدعم الدبلوماسي.
وقال الاتحاد الافريقي الذي انتقد كثيرا لموقفه المتردد من الاحداث الجارية في قارته في بيان انه مستعد لدعم المجلس الوطني الانتقالي في جهوده لتشكيل حكومة تضم شتى الاطياف في ليبيا.
وحث الاتحاد الافريقي المجلس الوطني الانتقالي على حماية العمال الافارقة المهاجرين بعد أن أفادت تقارير بأن الافارقة السود يتعرضون للاستهداف على ايدي وحدات ميليشيا تتعقب مرتزقة موالين للقذافي.
وقالت جنوب أفريقيا ايضا وهي أكبر قوة اقتصادية في افريقيا ولها ثقل في سياسة الاتحاد الافريقي يوم الثلاثاء انها ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي لتنهي علاقة مستمرة منذ فترة طويلة مع الزعيم الليبي المخلوع.
وفي الامم المتحدة بنيويورك رفرف العلم الليبي الجديد في مقر المنظمة الدولية لاول مرة منذ الاطاحة بالقذافي.