تسبب المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة، اليوم الإثنين، في حدوث أضرار كبيرة في مناطق جنوبي قطاع غزة، حيث غمرت مياه البحر عددا من خيام النازحين على شاطئ بحر مدينة دير البلح وخان يونس.
ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن الأمواج المرتفعة التي اجتاحت الشاطئ امتدت إلى الأماكن التي تتواجد فيها خيام النازحين، مما أسفر عن انجراف العديد منها.
وأكدت المصادر أنه تم فقدان طفلين جراء الحادثة، في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.
مناشدات من النازحين
من جانبه أعلن الدفاع المدني في القطاع، أن طواقمه تواجه تحديات غير مسبوقة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، محذرا من توقف خدماته بشكل كامل في مدينة غزة نتيجة نفاد الوقود.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني، أن الطواقم تلقت عشرات المناشدات من نازحين بعدما غمرت مياه الأمطار خيامهم في مختلف مناطق القطاع.
وأضاف أن الاحتلال يمنع فرق الإنقاذ من الوصول إلى المناطق الشمالية لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، مما يعوق عمليات الإغاثة.
وأشار الدفاع المدني إلى أن مئات المفقودين ما زالوا تحت أنقاض منازلهم، خاصة في جباليا وبيت لاهيا، في ظل عجز الطواقم عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وانعدام الموارد اللازمة.
فيضان مياه الصرف الصحي
وحذرت صحيفة فايننشال تايمز نقلا عن مسؤولين في قطاع المساعدات من أن الأمطار الشتوية تهدد بخطر فيضان مياه الصرف الصحي، واجتياحها خيام مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة.
وصرحت متحدثة باسم وكالة الأونروا بأن "نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات بمجرد هطول الأمطار"، في ظل تدهور البنية التحتية وتعطل شبكات الصرف الصحي.
تسببت الأمطار والرياح الناتجة عن المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة في إغراق عشرات الخيام، مما زاد من معاناة النازحين الذين يفتقرون إلى وسائل التدفئة الأساسية ويعانون نقصًا حادا في الغذاء.
الأطفال يدفعون الثمن الأكبر
وفي بيان صدر عن منظمة "أنقذوا الأطفال"، تم التأكيد على أن حوالي 130 ألف طفل دون سن العاشرة يعيشون تحت حصار خانق في شمال قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوما.
وأشارت المنظمة إلى انقطاع إمدادات الغذاء والماء والدواء عن هؤلاء الأطفال، مما يعرضهم لخطر كبير مع استمرار الحصار.
في ظل هذه الأوضاع، دعت المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لإنقاذ النازحين في غزة، خصوصا مع اقتراب موسم الشتاء الذي يحمل معه تحديات إضافية قد تفاقم الأزمة.
