شعث: السلام مع اسرائيل في عهد نتنياهو مستحيل

تاريخ النشر: 27 أبريل 2010 - 03:57 GMT

اكد مفوض العلاقات الدولية في حركة "فتح" الدكتور نبيل شعث ان المصالحة بين "فتح" وحركة "حماس" واجبة لأن استعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير ممكنة من دون استعادة الوحدة الوطنية، لكنه القى باللوم في تأخير المصالحة على قيادة "حماس" في دمشق لخضوعها لضغوط اجندات اقليمية مقابل تلقيها الدعم السياسي والمالي. وقال شعث ان التوصل الى سلام مع اسرائيل في عهد رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو غير ممكن بل هو ضرب من المستحيل، مشيراً الى انه بينما يعتبر المناخ الدولي حالياً الافضل منذ مدة في تفهم الحقوق الفلسطينية، فان الفلسطينيين في اسوأ وضع لاستغلال هذه الفرصة وذلك بسبب انقسامهم وبسبب ضعف العالم العربي.

ووضع شعث، وهو عضو مخضرم في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ممثلي الجالية الفلسطينية في بريطانيا في لقاء معهم في لندن مساء الاثنين في صورة التطورات الاخيرة المتصلة بالقضية الفلسطينية، مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني يواجه هجمة فريدة متمثلة في استعمار "استيطاني اجلائي" يسيطر على اراضي الفلسطينيين بالقوة ويعمل على اجلائهم من وطنهم.

وعزا شعث استقلال دول صغيرة لم يكن المرء يسمع بها من قبل، مثل تونغا، بينما ما زالت فلسطين آخر مستعمرة لم تتحرر من الاحتلال ولم تستقل، الى كون شعبها المكافح منذ مائة سنة ما زال يواجه عدواً شرساً قوياً عسكرياً تغفر له الدول الغربية جرائمه وتتغاضى عنها لأن ابناء ديانته اضهدوا وقتلوا في الغرب ولأن اسرائيل ومؤيديها في اوروبا واميركا شجعوا عقدة الذنب لدى المسيحيين ولا يسمحون لأحد بنسيان ما حل بهم في عهد النازية الالمانية وما قبلها.

كما اشار شعث الى استغلال الحركة الصهيونية ما يتمتع به مؤيدوها من نفوذ مالي ومصرفي واعلامي وسياسي في الغرب عموماً، وخصوصا في اميركا، لدعم التوسع الاسرائيلي. وقال: "مع ذلك، ورغم اننا نواجه اصعب حكومة في تاريخ اسرائيل، يجب ان لا نصاب بالاحباط"، لافتاً الى ازدياد عزلة اسرائيل في العالم وتنامي حركة الكفاح الشعبي الفلسطيني ضد احتلالها وازدياد الحديث في واشنطن عن اولوية حماية مصالح الامن القومي الاميركي في الشرق الاوسط.

وقال شعث انه اذا استمر الشعب الفلسطيني في نضاله الشعبي الاحتجاجي المتوسع النطاق حالياً في الضفة الغربية، وعمل على تحريك نشاط دولي مماثل في موازاة ذلك، واستعاد وحدته الوطنية واستمر في بناء مؤسساته فلا بد ان ينجح في تحقيق اهدافه وهي التحرر من الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ورأى شعث ان اللوبي الصهيوني الموالي لاسرائيل في الولايات المتحدة لا يستطيع، بالرغم من قوة نفوذه، املاء اي شيء على اي ادارة اميركية الا اذا كانت هي راضية بذلك. وقال ان الاميركيين يبدون مرتاحين للصيغة القائلة بأن اللوبي الموالي لاسرائيل يحكمهم برغم ان بوسعهم تبديد نفوذ ذلك اللوبي بـ"نفخة". واستشهد بمقال كتبه اخيراً ارون ميلر ( يهودي عمل في الخارجية الاميركية في عهد الرئيس بيل كلينتون) قال فيه انه يجب تغيير النظام في اسرائيل اذا اريد تحقيق السلام في المنطقة والحفاظ على مصالح الامن القومي الاميركي فيها.

واعتبر شعث ان من الخطأ الاعتقاد بعدم امكان تغير السياسة الاميركية مع تغير الرؤساء تجاه الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل على اساس ان العمل السياسي في الولايات المتحدة مؤسسي او اعتبار" ان الرئيس باراك اوباما سيكون مثل صلاح الدين الايوبي". وقال ان البيت الابيض يمارس اضخم سلطة تنفيذية في العالم وان اوباما قضى سنتين في الحكم قبل ان يتمكن من تمرير مشروع قانون الرعاية الصحية، وسرعان ما انطلق بعد ذلك لتحقيق اهداف اخرى معطياً اولوية لعكس سياسات سلفه جورج بوش والتخلص من تبعاتها.