شهيدان في غزة: عرفات يتهم إسرائيل بتصعيد الاوضاع في غزة وشارون يهدد المستوطنين بالطرد

تاريخ النشر: 04 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

استشهد فلسطينيان احدهما طفل واصيب 15 اخرين في توغل اسرائيلي واسع في مدينة رفح واتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل بتصعيد الاوضاع في القطاع قبل انسحابها منه، فيما اعلنت مصادر عبرية ان ارئيل شارون الذي سيزور واشنطن هدد مستوطنين في 6 تجمعات في الضفة الغربية بالطرد في حال لم يغادروا مساء اليوم الخميس  

عرفات: إسرائيل تصعد الاوضاع في غزة 

اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة قبل انسحاب محتمل تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون.  

وقال عرفات للصحفيين تعقيبا على استشهاد فلسطينيين في غزة يوم الخميس ان إسرائيل "تنفذ جرائم جديدة في غزة بينما تقول إنها تريد الانسحاب منها وهي تتعمد تنفيذ الجرائم ضد شعبنا في غزة قبل الانسحاب." 

شهيدان في رفح 

وقال شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي قتل الطفل محمد عثمان (14 عاما) وأصاب محمد الحشاش (13 عاماً) حمدان شتات (13 عاماً) محمود دهليز (13 عاماً) محمد فريد (13 عاماً)، كانوا في طريقهم إلى مدرستهم. وأوضحت المصادر، أن الطفل عثمان أصيب بعيار ناري قاتل في منطقة الصدر، أدى إلى استشهاده بينما وصفت حالة الجرحى بأنها بين متوسطة وخطيرة. 

وقال شهود عيان، إن الأطفال التلاميذ الذين يتلقون تحصيلهم العلمي في "مدرسة العمرية" كانوا يحملون حقائبهم المدرسية، ويلبسون الزي المدرسي عندما استهدفهم جنود الاحتلال بإطلاق النار 

كما اعلن عن استشهاد عوني كلاب ( 41 عاما) من مخيم رفح واصابة 11 من افراد عائلته اصابة اثنين منهم خطيرة عندما حدث انفجار قرب منزله فجر يوم الخميس. ونفى الجيش الاسرائيلي أن يكون له علاقة بالانفجار 

الا ان شهود عيان وتقارير فلسطينية اعلنت ان الشهيد سقط اثر انفجار ناجم عن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله بقذيفة صاروخية في منطقة "بشيت" في مدينة رفح فجر اليوم. 

واكد شهود عيان ان الانفجار الذي وقع بعد الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي منتصف ليل الاربعاء الخميس بالتوقيت العالمي كان هائلا واسفر عن دمار كبير في المنزل نفسه اضافة الى اضرار في سبعة منازل اخرى مجاورة.  

واوضح مصدر في لجان المقاومة الشعبية التي تضم اعضاء سابقين في الفصائل خصوصا حركة فتح واعضاء جدد ان كلاب هو من اعضائها ودون اعطاء المزيد من التفاصيل. وقال شاهد من سكان المخيم ان الانفجار لا يزال غامضا موضحا ان افرادا من الشرطة والامن الفلسطيني وصلوا الى المكان لمعرفة ملابسات الانفجار واسبابه ولفحص امكانية ان كان هناك اي علاقة للجيش الاسرائيلي بالانفجار ام لا.  

وتوغلت قوات الاحتلال فجر اليوم، في حيي تل زعرب وتل السلطان غرب مدينة رفح. 

وقال الشهود أن أرتالاً من دبابات وجرافات الاحتلال، قامت بتجريف 5 منازل بشكل كلي و3 بشكل جزئي، كما قامت بتجريف أراضٍ زراعية، وتخريب البنية التحتية للشوارع في منطقة تل زعرب. 

وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال توغلت في منطقة تل زعرب عند منتصف الليل، وقامت بأعمال هدم وتجريف في المنازل واعتلت أسطح عدد آخر، وأطلق قناصوها النار على المواطنين في الحي. 

وقال أشرف الخطيب، مسؤول مركز إسعاف رفح التابع لـ "جمعية الهلال الأحمر"، إن قوات الاحتلال تحاصر عدداً من العاملين في المركز، وتقوم بوضع بلدوزر كبير أمام البوابة الخارجية، وتمنع أي موظف من الخروج أو الدخول، وتحتجز بعض سيارات الإسعاف داخل المركز 

خطة شارون  

في صعيد التطورات السياسي، أمرت الحكومة الاسرائيلية المستوطنين في ستة مواقع في الضفة الغربية بالرحيل قبل غروب الشمس يوم الخميس والا سيتم طردهم فيما اعتبرته مصادر سياسية لفتة مقصودة من جانب ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل زيارته للولايات المتحدة.  

وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية ان المستوطنين في المواقع الستة الموجودة على قمم التلال وهي في الغالب سيارات متنقلة واكواخ تم اخطارهم بان عليهم ان يرحلوا بحلول مغيب يوم الخميس بعد ان فشلوا في استصدار حكم قضائي بالغاء امر الحكومة بطردهم.  

وقالت المتحدثة "اذا لم يفعلوا فسيتم اجلاؤهم بالقوة".  

وقال مصدر سياسي اسرائيلي كبير عن امر اخلاء المواقع في الضفة الغربية "هذا قد يكون طريقة جيدة لاظهار حسن النية قبل رحلة واشنطن التي سيقوم بها شارون".  

وعبر الفلسطينيون عن ارتيابهم. وقال غسان الخطيب وزير العمل الفلسطيني ان الفلسطينيين سوف يستجيبون عندما تنفذ اسرائيل لانهم اعتادوا على تصريحات الاسرائيليين التي لا تنفذ ابدا.  

وترد اسرائيل على الاتهامات بانها تتجاهل "خارطة الطريق" باستمرارها في توسيع المستوطنات بالاشارة الى فشل الفلسطينيين في كبح جماح النشطاء الذين لعبوا دورا بارزا في الانتفاضة على الاحتلال الاسرائيلي التي بدات في ايلول / سبتمبر عام 2000.  

وتعتزم الولايات المتحدة ايفاد ثاني وفد لها الى اسرائيل خلال شهر لبحث خطط رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاحادية لازالة مستوطنات يهودية من قطاع غزة وهو ما يراه فلسطينيون تهديدا محتملا لخطة "خارطة الطريق" الاميركية للسلام في الشرق الاوسط.  

وقال مسؤولون أميركيون الاربعاء أن من المتوقع أن يتوجه وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي وستيفن هادلي نائب مستشارة بوش للامن القومي الى اسرائيل الاسبوع القادم.  

وستكون المحادثات أحدث جولة من المناقشات الاميركية الاسرائيلية فيما يسعى البيت الابيض الى الحصول على فهم افضل لما قد يفعله شارون اذا ما مضى قدما في تنفيذ خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين في حالة فشل "خارطة الطريق".  

ويخشى الفلسطينيون من أنه في حالة تنفيذ خطة فك الارتباط فان اسرائيل قد ترغب في مبادلة غزة بسيطرة دائمة على مساحات كبيرة من الضفة الغربية تضم مستوطنات يهودية كبرى مما يحرمهم فعليا من الارض التي يريدون اقامة دولتهم عليها.  

ولكن مصادر مقربة من المحادثات الاميركية الاسرائيلية تقول ان كبار مستشاري بوش يرون في خطة شارون خطوة مرحلية ايجابية محتملة في حالة استمرار جمود خطة "خارطة الطريق" للسلام.  

ويوم الاثنين بحث دوف فايسغلاس كبير مساعدي شارون وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي "الخطوات العملية" المطلوبة لتنفيذ ما يسمى بخطة فك الارتباط الاسرائيلية. وقالت مصادر مقربة من المحادثات ان فايسغلاس ورايس يعدان لاجتماع في البيت الابيض بين بوش وشارون سيعقد على الارجح في أواخر اذار / مارس او اوائل نيسان/ابريل. واقترح شارون اجلاء معظم المستوطنين في غزة وعددهم 7500 مستوطن  

يعيشون في جيوب استيطانية يصعب حمايتها أمنيا بالقطاع واقامة جدار أمني بالضفة الغربية يخشى الفلسطينيون من أن يؤدي الى ضم التجمعات الاستيطانية.  

ويعيش أكثر من 200 ألف مستوطن ومليوني فلسطيني في الضفة الغربية التي استولت عليها اسرائيل مع قطاع غزة في حرب عام 1967.  

وقال مسؤول أميركي في تعقيب على زيارة بيرنز وهادلي اللذين قاما بزيارة إسرائيل للمرة الاخيرة منتصف شباط / فبراير"انها جزء من مشاوراتنا المستمرة مع إسرائيل بشأن عدد من القضايا المختلفة بما في ذلك مقترحات رئيس الوزراء شارون".  

وأضاف المسؤول "شارون تخطى نقطة اللاعودة فيما يتعلق بالقيام بشيء (بشأن ازالة المستوطنات من غزة وربما من أجزاء من الضفة الغربية"). وتابع المسؤول ان شارون ومستشاريه "مازالوا يبحثون في كافة التفاصيل"—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن