قتل 7 اشخاص وجرح اكثر من 60 اخرين، اثر تفجير فلسطيني نفسه صباح اليوم الاحد، داخل حافلة في القدس. وقد اعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها عن العملية التي ادانتها السلطة الفلسطينية ورحبت بها حماس. وفي غضون ذلك، استشهد ناشط من كتائب القسام بانفجار في خانيونس جنوب غزة.
وقالت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، في بيان وزعته على وسائل الاعلام "نعلن مسؤوليتنا عن العملية في القدس".
وقال البيان الى ان العملية تاتي ردا على قتل القوات الاسرائيلية 15 فلسطينيا في قطاع غزة في الحادي عشر من الشهر الجاري، وكذلك ردا على الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.
واشارت كتائب شهداء الاقصى الى منفذ على انه محمد زعل (23 عاما) من قرية قريبة من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
وقد أعلنت سلطات الاحتلال محافظة بيت لحم منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الدخول والخروج منها، عقب العملية التي وقعت الساعة 8,30 بالتوقيت المحلي، قرب حديقة ساعة الحرية في ضاحية ريحافيا بالقدس، واسفرت عن مقتل سبعة اشخاص وجرح اكثر من ستين شخصا اخر.
ووصفت المصادر الطبية الاسرائيلية حالات عشرة من الجرحى بانها خطيرة.
وقالت اذاعة الجيش نقلا عن الشرطة ان العملية نجمت عن تفجير فلسطيني نفسه داخل الحافلة.
ونقلت الاذاعة عن قائد شرطة القدس ميكي ليفي قوله ان الانفجار وقع داخل حافلة تابعة لشركة "ايغيد" تحمل رقم 14، والتي كانت مكتظة بالركاب ومتوجهة الى ضاحية بيت هاكاريم.
وقال الناطق بلسان شركة "إيغيد" إن "الحافلة كانت مليئة بالركاب، كما هو الأمر في بداية كل أسبوع، لأن العمال يتوجهون إلى أماكن عملهم".
وقال شهود عيان إن الانفجار وقع عندما كانت حافلة الركاب متوقفة في محطة للركاب قرب فندق "عنبال".
وقد هرعت قوات أمنية إسرائيلية كبيرة الى موقع الانفجار حيث تقوم في هذه الأثناء بعمليات تمشيط واسعة تحسبًا لوقوع عمليات أخرى في المنطقة.
ووقعت اخر عملية فدائية في القدس في 29 كانون الثاني/يناير، واسفرت عن مقتل 11 شخصا كانوا داخل حافلة تحمل الرقم 19.
اسرائيل تعتبر العملية دليلا على ضرورة الجدار
وقد سارعت اسرائيل الى ربط العملية بالجلسات التي ستبدأها محكمة العدل الدولية في لاهاي غدا للنظر في ملف الجدار العازل الذي تبنيه الدولة العبرية في الضفة الغربية بذريعة منع الفدائيين الفلسطينيين من التسلل الى مدنها وتنفيذ مثل هذه العمليات.
وقال يوسي لابيد، وزير العدل ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان "العملية المستهجنة في القدس هي عمليًا ردنا على الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل بشأن الجدار الفاصل في محكمة العدل الدولية في لاهاي. لو كان الجدار الذي يحيط بالقدس قائمًا لما وقعت عملية اليوم".
وأضاف "القتلة الفلسطينيون أثبتوا اليوم، مجددًا، أنهم هم المعتدون وليس إسرائيل".
وقال نائب المدير العام للقسم الإعلامي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، غدعون مئير، المتواجد في لاهاي ان "العملية دليل آخر على ما تمر به إسرائيل في الأعوام الثلاثة والنصف الأخيرة، والمثير للسخرية أن الضحية هي التي تجلس في قصف الاتهام".
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الوزراء أرييل شارون، تلقى نبأ وقوع العملية قبل انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية.
السلطة تدين
وعلى صعيدها، سارعت السلطة الفلسطينية الى ادانة العملية، داعية الى وقف "فوري ومتبادل" لاطلاق النار مع اسرائيل، ومعتبرة العملية مضرة بجهودها الرامية الى الحصول على ادانة من المحكمة الدولية للجدار العازل.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية ان "احمد قريع (ابو علاء) رئيس الحكومة الفلسطينية والحكومة يستنكران تفجير حافلة ركاب (اسرائيلية) مدنية مما ادى الى مقتل واصابة العديد".
وأضاف البيان ان قريع "اذ يشجب استهداف المدنيين من الجانبين فانه يدعو الحكومة الاسرائيلية الى وقف فوري ومتبادل لاطلاق النار واستئناف فوري لتنفيذ خارطة الطريق بما في ذلك الالتزامات المتبادلة وفي مقدمتها وقف دوامة العنف الموجهة ضد الشعبين"
ومن جانبه، ادان وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات العملية وحث "الولايات المتحدة، بشكل خاص، على تكثيف جهودها وإحياء عملية السلام لأن هذا هو السبيل الوحيد لكسر هذه الحلقة المفرغة".
حماس ترحب
ومن جهتها، رحبت حركة حماس بالعملية الفدائية في القدس، واعتبرتها ردا طبيعيا على "جرائم" العدو الصهيوني.
وقال القيادي في الحركة سعيد صيام في اتصال هاتفي مع البوابة "نحن نرحب بالعملية رغم اننا ليس لدينا اية تفاصيل حول الجهة التي قامت بها".
واضاف ان "العملية تاتي في سياق الرد الطبيعي والمشروع لابناء شعبنا الفلسطيني ومقاوميه على جرائم العدو الصهوني التي تمارس ضدنا صباح مساء، والتي كان اخره مجزرة الشجاعية ورفح والاعتداء على مقدسات المسلمين والاستهتار بمشاعرهم التي كان اخره انهيار الطريق المؤدي الى المسجد الاقصى".
ويشير صيام بهذا الى طريق البراق الذي يصل عمره الى نحو ثمانمائة عام وانهار الاسبوع الماضي بشكل مفاجئ، وذلك في حادث حملت السلطة الفلسطينية اسرائيل المسؤولية عنه عبر استمرارها في القيام بحفريات استكشافية تحت باحات وساحات الاقصى.
وردا على سؤال حول الانعكاسات التي يمكن ان تتركها العملية على النقاشات التي ستبدأ غدا في محكمة العدل الدولية في لاهاي في ما يتعلق بالجدار العازل، فقد اعرب صيام عن اعتقاده بان العملية ستعزز الموقف الفلسطيني في المحكمة.
وقال "ما نعرفه ان محكمة لاهاي ستناقش الناحية القانونية في الجدار، وبالتالي العملية لا يمكن ربطها بنتائج محكمة لاهاي".
واضاف "وعلى العكس، فان العملية يجب ان توجد قناعة لدى القضاة في المحكمة بان هذا الجدار لن يوفر الامن الصهيوني الذي يزعمونه، وهو جدار سياسي بالدرجة الاولى يهدف الى التضييق على الشعب الفلسطيني وابتلاع المزيد من ارضه".
استشهاد قيادي من القسام بانفجار في خان يونس
على صعيد اخر، افادت مصادر طبية ومن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان فلسطينيا من اعضاء كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استشهد اليوم الاحد اثر انفجار غامض في حي الامل بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال مصدر طبي ان عبد السلام ابو موسى (32 عاما) استشهد صباح اليوم اثر انفجار في منزله في حي الامل بخان يونس وقد فارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى.
وذكر مصدر في حماس ان ابو موسى من اعضاء كتائب القسام واستشهد في انفجار غامض.
واشار شهود عيان الى ان الانفجار كان قويا حيث الحق اضرارا في المنزل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)