يتوقع ان يعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تقاعده عن العمل السياسي يوم الاحد بعد 45 عاما من دخوله معترك السياسة وتاريخ حفل بايماءات رمزية ولكن ينقصه اصلاحات ملموسة.
وقال مسؤولون ان شيراك سيعلن قراره في خطاب يذيعه التلفزيون في الساعة الثامنة مساء (1900 بتوقيت غرينتش) واضعا نهاية لحقبة في تاريخ فرنسا ويمهد الطريق لجيل جديد من الساسة الاصغر سنا يتوقون لتولي سدة الحكم.
وتولى شيراك (74 سنة) منصب الرئيس منذ عام 1995 ويترك لخليفته ارثا صعبا نظرا لضعف اداء الاقتصاد الفرنسي مقارنة بنظرائه في اوروبا بينما يثقل دين هائل كاهل الدولة وتتفاقم توترات اجتماعية في الاحياء المحرومة.
ووريثه الطبيعي في المعسكر المحافظ نيكولا ساركوزي الذي يتقدم المرشحين لانتخابات الرئاسة وقد أبدى يوم الاحد أمله بأن يحظى بتأييد شيراك ولكنه وجه نقدا قاسيا لمعلمه في فترة ما متعهدا بانتهاج اتجاه سياسي جديد.
وصرح في مقابلة نشرت في صحيفة لو جورنال دو ديمانش "لن اراوغ الفرنسيين ولن اكذب عليهم ولن اخونهم."
وتابع "أريد أن اكون مرشحا يقول للفرنسيين بوضوح ماسوف يفعله اذا منحوه ثقتهم. انها أهم خصالي. لذا فاني مختلف عن جاك شيراك."
ويتقدم ساركوزي في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التي تجري في شهري نيسان/ ابريل وايار/مايو ولكنه يواجه منافسة شديدة من غريميه الرئيسيين الاشتراكية سيغولين روايال ومرشح الوسط فرانسوا بايرو.
وتمسك شيراك بفكرة امكانية خوضه الانتخابات لتفادي تهميش دوره ولكن سلسلة من الانتكاسات ووعكة صحية قضت على اي شك كان يراود الفرنسيين بشأن سعيه للبقاء في السلطة.
واثناء رئاسته انهى شيراك الخدمة العسكرية الاجبارية وتصدى بقوة لليمين المتطرف الذي تنامت شعبيته وكان أول رئيس يعترف بمساعدة نظام فيشي في فرنسا للمحارق النازية ابان الحرب العالمية الثانية.
كما لعب دورا مهما في انهاء الحرب الاهلية في يوغوسلافيا في التسعينات وحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي بمعارضته غزو الرئيس الاميركي جورج بوش للعراق في عام 2003.
ولكن محاولاته لاصلاح الاقتصاد الفرنسي وحل مشكلة البطالة المزمنة لم يصادفها نجاح يذكر وشابت ولايته فضائح بالفساد.
كما منى بهزائم مشهودة ابرزها في عام 2005 حين رفض الفرنسيون دستور الاتحاد الاوروبي في استفتاء اجري لهذا الغرض مما اضعف مكانته المحلية وموقفه على الساحة الدولية.
وتقول دانييلا تشفارزر خبيرة الشؤون الفرنسية بالمعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية "بصفة عامة.. ينظر اليها على انها رئاسة ضعيفة جدا وبصفة خاصة في فترة الولاية الثانية."
ويتسم شيراك بشخصية قوية وذكية وكان بارعا في الحملة الانتخابية ولكن لم تكن له نفس اللمسة كرئيس. وفي فترة ما هوت شعبيته لاقل مستوى لرئيس فرنسي ولكن نسبة تأييده ارتفعت مع دنوه من التقاعد.
وتنتهي ولاية شيراك في 17 ايار /مايو ولم يعرف ما اذا كان سيختار مواصلة لعب دور في الحياة العامة لاحقا او ينسحب لمنتجعه الريفي.