حذرت صحيفة "الرأي" الحكومية الاردنية الاثنين الحركة الاسلامية المعارضة من خطورة "التلويح بالعمل الميليشياوي" و"العصيان المدني"، وذلك بعد ايام من مظاهرة نظمتها الحركة تقدمتها مجموعات من الشباب معصوبي الرؤوس بشارات خضراء تحمل عبارة "طفح الكيل".
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي تحت عنوان "الى اين يأخذون الاردن؟"، انه "آن الاوان لان يدرك قادة الحركة الاسلامية ان الظروف الراهنة في المنطقة لا تسمح بالمغامرات أو تعريض أمن بلدهم وشعبهم للخطر".
واضافت "قبل كل شيء عليهم ان يسألوا أنفسهم ان كانوا يشكلون أقلية أم أغلبية بين صفوف هذا الشعب وكيف يمكن ضمان حق الجميع في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي وليس باستدعاء التوتر والمواجهات والتخريب والاستقواء بالخارج أو اللعب بورقة العشائر وهي الطريق الى فتنة كبرى لن تكون الحركة الاسلامية في منأى عنها ولن يغفر لهم الاردنيون".
واوضحت الصحيفة ان "حكاية الاعتصامات الطويلة والتلويح بالعمل الميليشياوي والعصيان المدني وغيرها من الافعال والممارسات التي تندرج في خانة الاستقواء، فلن يقبلها أحد لانها خارجة عن القانون وعمل من اعمال التمرد الذي يضع مرتكبيه تمت المسؤولية الجنائية واستدارج الفتن، وليس السياسية لان اعمالا كهذه لا علاقة لها بالسياسية".
من جانبه، قال غيث القضاة رئيس اللجنة الشبابية في حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة، ان "قرار ظهور شباب الحركة بهذا الشكل في المسيرة تم أخذه من قبل الشباب أنفسهم ولا يقصد منه استفزاز اي جهة كانت".
واضاف في تصريحات نشرها موقع الاخوان الالكتروني الاثنين، ان "الفكرة جاءت لتبين للجميع مدى مقدرة شباب الحركة على تنظيم أنفسهم بشكل جيد، ومقدرتهم ايضا على حماية انفسهم في حال عجز اي طرف عن حمايتهم".
من جهته، اكد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ حمزة منصور ان "اساليب الحركة الاسلامية معروفة لدى الجميع بحيث تتمسك بسلمية حراكها"، مشيرا الى ان "الحديث عن استعراضات عسكرية لشباب الحركة ما هو الا اصطياد في الماء العكر ويراد منه البحث عن شماعة لتعليق الفشل في تحقيق المطالب الاصلاحية".
وكانت الشرطة الاردنية استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض اشتباكات وقعت بين متظاهرين اسلاميين واخرين موالين للحكومة في المفرق (70 كلم شمال) في 23 من الشهر الماضي.
وادت تلك الاشتباكات، بحسب الامن العام، الى اصابة تسعة اشخاص بينهم اربعة من رجال الشرطة، فيما يقول الاسلاميون انها ادت الى اصابة العشرات واحراق مقر جماعة الاخوان المسلمين ومقر حزب جبهة العمل الاسلامي.
وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة راكان المجالي الاحد ان الحكومة فتحت تحقيقا بالحادث، مشددا ان ما حدث "غير مقبول"، وان "الحكومة ستتعقب المتسببين به وتحاسبهم".
على اثرها، نظمت الحركة الاسلامية الجمعة الماضي تظاهرة وسط عمان اطلقت عليها اسم "طفح الكيل" تقدمتها مجموعات شبابية معصوبة الرؤوس بشارات خضراء ما اثار جدلا حول مغزى ذلك.
واستهجن مجلس النواب الاردني الاثنين "استعراض" الحركة الاسلامية في مسيرة الجمعة.
وقال المجلس في بيان نشرته وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان "هذا العرض المستنكر والمدان قد حول الحراك المطالب بالاصلاح من حراك شعبي سلمي الى حراك فئوي عسكري بعيد كل البعد عن المطالبة بالاصلاح السلمي القائم على الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر".
واعتبر المجلس ان "العرض العسكري لا يقرأ سوى أنه فرض للعضلات وتحويل الحراك السلمي الى حراك ميليشيات عسكرية، اذ تم استبعاد العلم الاردني وتم رفع الرايات الخضراء وارتدى المشاركون عصبا خضراء في اشارة الى الاستعراضات العسكرية التي دأبت تنفيذها بعض الحركات في بعض الدول".
ودعا المجلس الحركة الاسلامية الى "خيار المشاركة الفاعلة في العملية السياسية والانضمام الى مسيرة الاصلاح الشاملة (...) والابتعاد عن لغة الوعيد والتصعيد والاستعلاء والابتزاز واللجوء الى الترهيب والاستعراض العسكري".
واكد ان "الاوطان تبنى بالمشاركة والحوار وليس بالمغالبة والفوضى والميليشيات فقد جرت هذه في اوطان كثيرة وادت الى خراب ودمار تلك الاوطان".
ويشهد الاردن منذ نحو عام احتجاجات مستمرة تطالب باصلاحات اقتصادية وسياسية ومكافحة الفساد شاركت فيها الحركة الاسلامية واحزاب معارضة يسارية اضافة الى النقابات المهنية وحركات طلابية وشبابية.