قدمت واشنطن ولندن صيغة معدلة للمرة الثالثة لمشروع القرار الخاص بالعراق ترمي الى توسيع حق الرقابة للسلطة العراقية وقال بوش ان القوات الاميركية ستبقى في العراق طالما طلبت ذلك حكومة ذات سيادة وحذر رامسفلد من حرب اهلية. ميدانيا قتل 3 اشخاص على طريق مطار بغداد واختطف مواطن كويتي من قبل مجموعة مجهولة.
مشروع قرار معدل
قدمت واشنطن ولندن الجمعة الى الامم المتحدة صيغة جديدة لمشروع القرار حول العراق بعد إدخال بعض التعديلات استجابة لمطالب عديدة بشأن توضيحات حول نهاية مهمة قواتهما والصلاحيات التي ستتمتع بها الحكومة العراقية المقبلة.
وهذا النص هو الصيغة الثالثة لمشروع القرار الأساسي الذي قدم إلى مجلس الامن الدولي في 24 ايار/مايو لمواكبة نقل السلطة في 30 حزيران/يونيو من سلطات التحالف الى الحكومة العراقية الجديدة المؤقتة.
وترمي التغييرات الرئيسية الى توسيع حق الرقابة للسلطة العراقية الجديدة بشأن وجود القوات الاجنبية وتوضيح افضل لاستحقاق كانون الاول/ديسمبر 2005 الخاص بتفويض هذه القوات بحسب النص.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن ادم اريلي ان هذا النص "يستجيب لوجهات نظر الحكومة العراقية واعضاء آخرين في مجلس الامن الدولي".
لكن اريلي لم يحدد موعدا لطرح المشروع الجديد على التصويت في مجلس الامن. ولكنه عبر عن ثقته بانه سيتم تبنيه قائلا "اعتقد اننا نتجه نحو توافق".
وقدم مشروع القرار البريطاني الاميركي في 24 ايار/مايو الماضي الى مجلس الامن قبل تقديم صيغة معدلة اولى في الاول من الشهر الحالي. وقد طلب العديد من الدول وبينها فرنسا وروسيا ادخال تعديلات اضافية عليه.
ولا يخفي الدبلوماسيون الاميركيون في مجالسهم الخاصة رغبتهم في تسريع الامور بشأن الملف العراقي مع اقتراب موعد انعقاد مجموعة الثماني في 8 الى 10 حزيران/يونيو حيث سيستقبل الرئيس جورج بوش نظراءه في الدول الاكثر تصنيعا في العالم.
واعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الجمعة ان الرئيس العراقي الجديد غازي الياور سيشارك مع نائبيه في هذه القمة التي ستنعقد في منتجع سي آيلند السياحي الراقي بولاية جورجيا في جنوب شرق الولايات المتحدة.
واحد هذه التعديلات ينص على ان السلطة التنفيذية العراقية سيكون بامكانها انهاء وجود القوات الاجنبية على اراضيها اعتبارا من 30 حزيران/يونيو، بينما لم تكن الصيغة السابقة تعطي هذه الصلاحية للحكومة الانتقالية المقرر تشكيلها في كانون الثاني/يناير 2005.
وينص مشروع القرار المعدل ايضا على ان مهمة القوة المتعددة الجنسيات تنتهي مع انتهاء "العملية السياسية" الانتقالية المرتقب في كانون الاول/ديسمبر 2005 مع قيام حكومة دستورية منتخبة، بينما كان النص السابق اكثر غموضا اذ كان يشير الى نهاية 2005 او مطلع 2006.
لكن الصيغة الجديدة ما زالت تقضي بان تكون العلاقات العملانية بين القوات الدولية -المؤلفة بغالبيتها الساحقة من الاميركيين- والسلطات العراقية موضع اتفاقات ثنائية ينبغي التفاوض بشأنها.
ومن المنتظر ان يجتمع سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي خلال عطلة نهاية الاسبوع مع الاخضر الابراهيمي الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى العراق لتقييم الوضع في هذا البلد.
وكانت دول عدة خصوصا فرنسا وروسيا والصين طالبت في الايام الاخيرة بان يكون النص اكثر وضوحا لجهة رحيل القوات الاجنبية وعلاقاتها مع السلطة الجديدة في العراق.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال من ناحيته الخميس امام مجلس الامن الدولي ان مشروع القرار "ملائم" لكنه ابدى رغبته في ان يكون للعراق "كلمته" في ما يتعلق بوجود القوات الدولية على اراضيه، ما ان يتم نقل السلطة في 30 حزيران/يونيو.
ويتحدث مشروع القرار ايضا عن امكانية عودة مفتشي الامم المتحدة الخبراء في نزع الاسلحة الى العراق وهذا ما ترغب به خصوصا روسيا. وكان هؤلاء المفتشون غادروا العراق عشية الحرب في اذار/مارس 2003.
بوش: قواتنا ستبقى بطلب من حكومة ذات سيادة
من ناحيته، قال الرئيس الاميركي جورج بوش السبت ان القوات الاميركية ستبقى في العراق بعد نقل السلطة بناء على طلب حكومة ذات سيادة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده في روما مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، قال بوش ان برلسكوني يتفهم تماما ان قواتنا يجب ان تكون هناك بناء على طلب حكومة ذات سيادة.
وقال بوش انه يشارك البابا يوحنا بولس الثاني مشاعر الغضب التي اعرب عنها بشأن انتهاكات سجناء عراقيين من جانب بعض الجنود الاميركيين.
وقال انه يأسف لاستقالة مدير المخابرات المركزية الاميركية جورج تينيت واكد ان الاستقالة ترجع لاسباب شخصية,ان ادى دورا ممتازا لاميركا, كان العمل معه شرفا كبيرا انا اسف انه غادر.
وعرب الرئيس عن ثقته من تبني مجلس الامن سريعا لقرار حول العراق.
وقال بوش انني واثق من انه سيتم تبني قرار قريبا مضيفا انه يشعر بوجود وحدة بين شركائه حول موضوع العراق وعزم على العمل مع الحكومة العراقية الجديدة, وسيزور بوش باريس بعد ظهر السبت لاجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعد تلك التي اجراها في روما مع برلوسكوني.
من جانبه، اعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان القوات الايطالية ستبقى في العراق طالما سيكون ذلك ضروريا لارساء الديموقراطية.
وقال برلوسكوني ان القوات الايطالية ستبقى في العراق طالما سيكون ذلك ضروريا لارساء الديموقراطية وطالما ستطلب الحكومة العراقية ذلك.
وتنشر ايطاليا نحو ثلاثة الاف رجل في جنوب العراق بعد انتهاء الحرب واعلن برلوسكوني انه لا يعتزم سحبهم, وبعد ان عبر عن امتنان بلاده للولايات المتحدة للتضحية بالاف الجنود الذين اتوا لمحاربة النازيين قبل ستين عاما قال برلوسكوني ان عملا مشتركا بين اوروبا والولايات المتحدة قد يسمح بالتغلب على التحدي الذي يطرحه الارهاب اليوم وقال معا سننتصر.
وردا على سؤال حول تجاوزات بحق معتقلين عراقيين اعتبر ان الاميركيين جميعا لا يتحملون مسؤولية ما جرى وخلص الى القول انه لا يجوز تحميل شعب بكامله تصرفات اشخاص محدودين .
وقال الرئيس الاميركي في كلمته الاسبوعية المسجلة للاذاعة ان العراق يسير في طريق الديمقراطية ويمكن ان يصبح قوة اقليمية من اجل التغيير وهو يدفع خطته لاصلاح الشرق الاوسط في قمة الثماني التي تعقد هذا الاسبوع.
وجاء تقييم الرئيس الاميركي المتفائل بشأن العراق بعد يوم واحد من تقييم قاس للبابا يوحنا بولس الثاني ومظاهرات مناهضة للحرب في شوارع روما.
ويزور الرئيس الاميركي اوروبا للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى السنوية الستين لانتصارين مهمين للحلفاء في الحرب العالمية الثانية هما تحرير روما في الرابع من حزيران / يونيو1944 وهبوط قوات الحلفاء على ساحل نورماندي في فرنسا بعد ذلك بيومين.
وقال بوش ان تعيين زعماء مؤقتين للعراق يمثل علامة على تحقيق تقدم.
وقال ان العراق يتحرك نحو حكومة ذات سيادة كاملة حيث من المقرر تسليم بعض السلطات الى حكومة مؤقتة يوم 30 يونيو/حزيران ,وقال بوش ان تعيين هذه الحكومة الجديدة يعطي دفعة لخطتنا المكونة من خمس خطوات لمساعدة العراق على تحقيق الديمقراطية والحرية كبلد موحد وفيدرالي.
واضاف الرئيس الاميركي في حديثه الاذاعي الاسبوعي انها تقربنا من تحقيق الامل لملايين العراقيين بدولة تتمتع بسيادة كاملة لها حكومة ممثلة للشعب العراقي تحمي حقوقه وتخدم مصالحه.
وفي عملية كان من المفترض ان يتزعمها مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي لكن العملية تأثرت بشدة بمجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة تم تعيين اياد علاوي رئيسا للوزراء وتولى غازي الياور منصب رئيس العراق الذي أصبح شرفيا الى حد كبير.
وبعد الحرب التي شنها الرئيس الاميركي على العراق في آذار / مارس عام 2003 تدهورت شعبيته كثيرا واصبح حريصا على ان يظهر في عام الانتخابات ان لديه خطة لاشاعة الاستقرار في العراق.
رامسفلد يحذر من حرب اهلية
من ناحية اخرى، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد السبت اثناء مؤتمر دولي حول الامن في سنغافورة ان اي فشل للاميركيين في العراق سيؤدي الى حرب اهلية في هذا البلد وتجزئة اراضيه او الى عودة "نسخة مصغرة" عن صدام حسين.
وشدد رامسفلد امام المشاركين في المؤتمر ان التحالف لا يجوز ان يهزم في ساحة المعركة.
وتابع "ان البدائل واضحة، يمكنكم ان تشهدوا الفوضى والحرب الاهلية والتطهير الاتني وبلادا ممزقة ووصول صدام حسين اخر، في نسخة مصغرة، يعيد الدكتاتورية" الى هذا البلد، مؤكدا "لا يوجد والحالة هذه من بديل اخر لمواصلة الجهود".
وقال مستندا الى استطلاع للراي ان 80% من العراقيين ممتنون للاميركيين لانهم طردوا صدام حسين من الحكم، وان 90% من الاكراد و80% من الشيعة و50% من السنة ابدوا ارتياحهم لسقوط الدكتاتور.
ودافع رامسفلد ايضا عن اداء القوات الامنية العراقية على الارض مشيرا الى
ان 325 من عناصرها قد قتلوا.
تطورات ميدانية
في جديد التطورات الميداينة، قال عسكري اميركي رفض ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية ان ثلاثة اشخاص قتلوا اليوم السبت بالاسلحة الرشاشة على الطريق المؤدية الى مطار بغداد الدولي. واضاف ردا على سؤال لمراسل الصحافة الفرنسية في مكان الحادث ان ثلاثة اشخاص، ليسوا جنودا اميركيين، قتلوا في مكمن بالاسلحة الرشاشة. وشاهد المراسل سيارة تحطمت نوافذها واحترقت بشكل كلي.
وفي تطور اخر، ذكرت قناة الجزيرة الفضائية اليوم السبت ان جماعة اسلامية عراقية احتجزت كرهينة سائق شاحنة كويتي ينقل امدادات الى القوات الاميركية.
وعرضت القناة شريط فيديو حصلت عليه للكويتي للمحتجز. واضافت ان الجماعة حذرت كل من يفكر في التعاون مع المحتلين الكفرة. واظهر الشريط مجموعة كبيرة من المسلحين الملثمين يقفون حول الرجل الذي ذكر ان اسمه سعد سعدون—(البوابة)—(مصادر متعددة)