طائرتان تقلان الرفات والاسرى تغادران الى اسرائيل ولبنان منهيتين المرحلة الاولى للصفقة

تاريخ النشر: 29 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

غادرت طائرتان مشاركتان في نقل الاسرى والرفات في اطار صفقة التبادل بين اسرائيل وحزب الله مطار كولونيا-هافن الالماني متجهتين الى اسرائيل ولبنان، واضعتين بذلك نهاية للمرحلة الاولى من الصفقة التي شهدت ايضا الافراج عن 400 اسير فلسطيني. 

وتنص الصفقة على افراج إسرائيل عن 400 اسير فلسطيني و31 اسيرا اخر بينهم 23 لبنانيا و5 سوريين والماني، مقابل رفات 3 جنود إسرائيليين وضابط الاحتياط الحنان تننباوم.  

وقال تلفزيون المنار ان الطائرة التي تقل الاسرى اللبنانيين وفي مقدمتهم الاسيران البارزان عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني، غادرت المانيا متجهة الى بيروت ومن المتوقع ان تصل الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. 

وبدأ مئات من الناس يتجمعون على الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار بيروت للترحيب بالرجال المفرج عنهم. ومن المتوقع ان يستقبل مسؤولون لبنانيون كبار وافراد عائلات المطلق سراحهم العائدين استقبال الابطال. 

وسيقيم حزب الله ايضا مهرجانا كبيرا في الضاحية الجنوبية لبيروت احتفالا بعودة المفرج عنهم. 

وقال الشيخ عبيد لتلفزيون المنار عبر الهاتف قبيل إقلاع الطائرة ان مشاعره يصعب وصفها وانه وجميع المفرج عنهم الاخرون يشعرون انهم على ما يرام كما لو كانوا ولدوا من جديد. واضاف انه لا يمكنه ان يعبر عن مشاعره بالكلمات. 

وفي سياق متصل، قال التلفزيون الاسرائيلي ان طائرة تقل ضابط الاحتياط الحنان تننباوم ورفات ثلاثة جنود غادرت المانيا متجهة الى اسرائيل. 

ووصل 401 اسيرا فلسطينيا مفرجا عنهم على متن حافلات صغيرة الى الضفة الغربية.  

وكان نحو 130 من هؤلاء ممن وصلوا في حافلات صغيرة الى حاجز بيتونيا قرب رام الله، قد واصلوا طريقهم دون ان يتوقفوا عند جموع احتشدت لاستقبالهم، حيث توجهوا الى المقاطعة حيث كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في استقبالهم.  

وعند نقطة حدودية في شمال اسرائيل، تسلم الصليب الاحمر جثامين 60 شهيدا لبنانيا وعربيا.  

ومن المقرر ان يتم تسليم جثامين اللبنانيين التي وصلت في صناديق عبر ثماني شاحنات الى نقطة الحدود في راس الناقورة، الى الاسر اللبنانية غدا الجمعة.  

وتسنى اطلاق هذه العمليات المتزامنة، بعد ان اعلنت مصادر أمنية إن خبراء الطب الشرعي تحققوا من هوية ثلاث جثث لجنود اسرائيليين أحضرت جوا من بيروت، بمعية ضابط الاحتياط الحنان تننباوم الذي خطفه حزب الله عام 2000.  

وكانت عملية التبادل، والتي تاتي في سياق المرحلة الاولى من الصفقة التي تمت عبر وساطة المانية، قد دخلت مرحلتها النهائية بوصول طائرتين قدمتا من تل ابيب وبيروت إلى مطار كولونيا العسكري في غرب المانيا.  

وكانت طائرة تحمل حوالي 30 اسيرا عربيا غادرت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الخميس في طريقها إلى ألمانيا في إطار مبادلة للأسرى مع جماعة حزب الله اللبنانية. 

وفي الجهة المقابلة، وبشكل متزامن تقريبا، غادرت مطار بيروت طائرة ألمانية تحمل جثث ثلاثة جنود اسرائيليين وضابط الاحتياط الحنان تننباوم، متجهة في طريقها إلى ألمانيا. 

وفي وقت سابق، قال تلفزيون حزب الله إن الجماعة سلمت الى الوسيط الالماني في بيروت في ساعة مبكرة من صباح الخميس، الجثث الثلاث وضابط الاحتياط تننباوم. 

وعرض التلفزيون لقطات لثلاثة توابيت خشبية أثناء وضعها في طائرة ألمانية في مطار بيروت. وظهر الأسير الحنان تننباوم وهو يسير إلى الطائرة 

ونقل تلفزيون حزب الله عن "مصادر في القيادة" في الجماعة قولها للمرة الاولى صراحة، إن الجنود الثلاثة الذين أسروا في تشرين الاول/أكتوبر 2000 هم موتى. 

وبث التلفزيون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس مقابلة مع تننباوم اقر فيها بانه قدم الى لبنان، حيث اسر عام 2000، وذلك بهدف التجسس. 

وظهر الرجل على شاشات تلفزيون المنار مرتديا قميصا خفيفا بني اللون بينما كان يجلس على كرسي ويتحدث إلى أحد مراسلي المحطة. 

وقال تننباوم باللغة العبرية "أنا جئت إلى بيروت لجمع معلومات عن رون أراد" في إشارة إلى الملاح الجوي الإسرائيلي الذي وقع في الأسر عندما أسقطت طائرته في جنوب لبنان في عام 1986. 

وأضاف "وأنا أيضا جئت من أجل القيام بأمور من أجل بيتي." ولم يتضح ما الذي كان يقصده بذلك. 

وأذاع تلفزيون المنار أيضا لقطات لتننباوم وهو يرتدي حلة داكنة وربطة عنق بينما كان يحزم أمتعته في غرفة صغيرة. وقالت المحطة التلفزيونية إنه كان يجهز نفسه لإطلاق سراحه. 

وفي وقت سابق من مساء الاربعاء، توجه خبراء اسرائيليون من الطب الشرعي وحاخامون من الجيش الى المانيا للاعداد لتبادل الاسرى وللتحقق من هوية الجنود القتلى. 

وفور تحديد هوية الجنود، وإذا لزم الامر من خلال اجراء اختبارات الحمض النووي على جثثهم، سيتسلم حزب الله الاسرى العرب الثلاثين، فيما تتسلم اسرائيل تننباوم والجثث الثلاث. 

ولجهتهم، سيعاد نحو 400 فلسطيني الى الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وستمهد عملية تسليم السجناء الطريق لمرحلة ثانية من المفاوضات حول مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اسقطت طائرته فوق لبنان خلال حملة قصف عام 1986. 

وامس رفضت تنظر المحكمة العليا الاسرائيلية التماسين ضد قرار الافراج عن الاسرى. 

ولكن وسط الاعداد لعودة الاسرى كانت هناك خيبة امل في الضفة الغربية وقطاع غزة لان اكثر من 7500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية لن يعودوا. 

كما ان هناك استياء في لبنان لان سمير القنطار أقدم سجين لم يفرج عنه بعد. 

وقد يتوقف الافراج عنه على حصول اسرائيل على معلومات عن الملاح الجوي اراد الذي يقول الاسرائيليون ان مقاتلين لبنانيين سلموه الى اطراف ايرانية تدعمهم وقد يكون على قيد الحياة. وتنفي ايران أي علم لها بمصيره. 

وقال حزب الله ان من الممكن الافراج عن القنطار خلال شهرين او ثلاثة. ونقل عن ارنست اورلاو منسق المخابرات الالمانية قوله لصحيفة انه يأمل في حل لغز مصير اراد في هذه الاثناء. 

ونقلت صحيفة دي تسايت عن اورلاو قوله "قطعنا خطوة هامة ولكن ليس كل الطريق. المصير الانساني لرون اراد لم يزل أهم سؤال." 

وأشارت تقارير صحفية الى احتمال ان تكون المانيا مستعدة للافراج عن رجلين لبنانيين وايراني ادينوا بمقتل أكراد ايرانيين في مطعم ببرلين عام 1992 في مقابل مساعدة حزب الله وايران على ايضاح مصير اراد. 

وقالت متحدثة باسم وكالة المخابرات الخارجية الالمانية ان أي قرار بالافراج عنهم سيتوقف على الحكومة والقضاء. وعندما سئلت عما اذا كان الامر يجري بحثه حاليا أجابت "لا.. ليس في اللحظة الراهنة."—(البوابة)—(مصادر متعددة)