عادل امام في جديده ”السفارة في العمارة” يرفض التطبيع مع اسرائيل

تاريخ النشر: 21 يوليو 2005 - 07:24 GMT

بعد مرور أكثر من ربع قرن على اقامة علاقات ديبلوماسية بين مصر واسرائيل وتطبيع العلاقات على أكثر من مستوى يأتي فيلم "السفارة في العمارة" لنجم الكوميديا عادل امام ليقول ان المصريين يجمعون على رفض "التطبيع" في ظل الممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وقد تسبب تدفق الجمهور في تعطيل المرور في شارع طلعت حرب حيث السينما التي شهدت العرض الخاص للفيلم مساء الثلاثاء. وبعد انتهاء الفيلم انطلق مكبر صوت من القاعة تحية لبطل الفيلم الذي يتناول رأي المصريين في اقامة علاقات مع اسرائيل.

يبدأ الفيلم الذي كتبه يوسف معاطي وأخرجه عمرو عرفة بصورة كبيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بيت مهندس فلسطيني يعيش في دولة الامارات العربية المتحدة وينتهي بصور لمواطن مصري جعلته الحوادث بطلا شعبيا.

المهندس المقيم في الامارات منذ أكثر من عشرين سنة وله صديق فلسطيني ولد ابنه أياد في فلسطين ولكنه يرغب في العودة الى وطنه الذي لم يره لينضم الى الانتفاضة. ويسأل الصبي باندهاش: "هو اللي يدافع عن أرضه يبقى ارهابي؟!" كما قالت لهم احدى المدرسات الاجنبيات.

ويعود المهندس الى مصر ليجد مقر السفارة الاسرائيلية في البناية التي يملك احدى شققها ولا يجد في ذلك مشكلة فهو لا يهتم بالسياسة ولا يعرف معنى كلمة "تطبيع" بل لا يعرف النطق الصحيح للكلمة. ويفاجأ بأن الناس لا يقبلون التعامل معه لهذا السبب، ابتداء من صاحب مطعم الى فتاة ليل وافقت على الذهاب معه الى بيته وحين فوجئت بأنه جار للسفير الاسرائيلي ردت اليه ماله واتهمته بأنه عميل لا يستحق ان يكون مصريا.

وقد أقامت مصر علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام عام 1979. وتقع السفارة الاسرائيلية في القاهرة في أعلى مبنى يطل على نهر النيل من ناحية وعلى جامعة القاهرة من ناحية أخرى وتحته مباشرة ساحة صغيرة تضم تمثال "نهضة مصر" للنحات المصري الرائد محمود مختار (1891 – 1934).

وأثار وجود السفارة في هذا الموقع مشكلات لسكان المبنى الذين يعانون من الاجراءات الامنية المشددة فضلا عن تظاهرات متكررة لطلاب جامعة القاهرة الذين يطالبون بنقل السفارة على الاقل من هذا المكان.

ويفكر بطل الفيلم في بيع الشقة ولكن وجودها بجوار سفارة اسرائيل يجعلها لا تساوي جنيها مصريا في نظر أحد المشترين، فيقرر صديقه المحامي اقامة دعوى لابعاد السفارة وفقا لقانون "حق الارتفاق" الذي ينظم العلاقة بين مالك او مستأجر العقار وجيرانه، على أساس ان المهندس يتضرر من وجود السفارة ابتداء من تقييد حريته الشخصية وانتهاء بصاروخ أطلقه في احدى الليالي شبان متحمسون فأخطأ السفارة ودمر الشقة.

ويتحرك وعي البطل دون قصد اذ أعجب بمدرسة في جامعة القاهرة وبدل ان يمضي معها ليلة ممتعة يكتشف انها من عائلة يسارية وأمضى الأب والأم نصف عمرهما في المعتقلات.

ودون قصد ايضا يجد البطل نفسه جزءا من تظاهرة تندد بالتطبيع مع "أعداء السلام" و"سقوط الاحتلال الاسرائيلي" ويصير المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم تلخيصا لحالة التظاهر التي تتردد فيها اغنيته "أنا بكره اسرائيل".

ويقرر البطل التمسك بحقه في طرد السفارة من المبنى كما يرفض بيع الشقة بأي ثمن يحدده قائلا: "لن أقايض على وطني" فيلجأ الاسرائيليون الى اغوائه بسيدة جميلة تمضي معه ليلة ويبتزونه جنسيا مهددين بفضحه طالبين منه التنازل عن الدعوى. ثم يطلب منه السفير فتح شقته لضيوفه في احد الاحتفالات تحت هذا التهديد نفسه فيهبط الى الشارع ليجد متظاهرين يحملون صورة الصبي اياد الذي اغتالته القوات الاسرائيلية فيصعد بسرعة طاردا السفير وضيوفه غير مبال بأي شيء في مشهد النهاية الذي صفقت له الجماهير طويلا.

ويثبت الفيلم ان جموع المصريين يرفضون "التطبيع" مع اسرائيل من طلاب ومحامين وصحافيين حتى جندي المرور وضابط الشرطة الذي كان مكلفا حراسة السفارة ثم سمح للمتظاهرين بالمرور. وكانت جمعية نقاد السينما في مصر التي تأسست عام 1972 قد أصدرت في السادس من نيسان/ابريل 1979 بيانا جاء فيه ان "السلام هو المطلب الحيوي الطبيعي للشعب المصري والشعب العربي وكل شعوب العالم، غير ان الخلاف دائما يكون على أسس هذا السلام وشروطه وضماناته. والسلام الذي تسعى اليه مصر وكل الدول العربية هو السلام الشامل العادل القائم على تحقيق المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما في ذلك مطلبه اقامة دولته فوق أرضه وعلى الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية بما في ذلك القدس المحتلة".

والى أن يتحقق "هذا السلام" دعت الجمعية الى عدم التعامل مع الاجهزة السينمائية في اسرائيل بالنشر او تبادل النشر او بمجرد الاتصال و"عدم التعامل مع الاجهزة السينمائية المصرية التي تتعامل مع اسرائيل وذلك بعدم عرض افلامها او الكتابة عنها او قبولها في مسابقات الجمعية لأحسن فيلم. وعدم التعامل مع الجمعيات الاهلية ونوادي السينما التي تتعامل مع اسرائيل بأي صورة من الصور".

لكن عددا محدودا للغاية من المثقفين المصريين زاروا اسرائيل او لم يجدوا مانعا من التعامل معها ومنهم المخرج السينمائي حسام الدين مصطفى (1926 – 2000).