قمة غير رسمية
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس في حديث أدلت به إلى الصحفيين المرافقين لها إنه من المرجح جدا أن تسفر المحادثات التي ستجرى في ظل الأجواء الراهنة عن التوصل إلى إتفاقية إسرائيلية - فلسطينية على خلاف ما كان عليه الوضع خلال المحادثات التي جرت في كامب دايفيد عام 2000 بالنظر للتغيرات السياسية التي حدثت لدى الجانبين.
كما دعت رايس الجانبين إلى عدم عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق وبحث القضايا المتعلقة بالحدود. كما أشارت إلى المحادثات المتعلقة بالترتيبات الأمنية وطبيعة المؤسسات الديمقراطية في الدولة الفلسطينية.
هذا وتنوي رايس العودة إلى المنطقة في مطلع شهر فبراير/شباط للمشاركة في الإجتماع الذي سيعقده أولمرت وعباس كما أن الولايات المتحدت تبحث حاليا عن موقع محادي لعقد الإجتماع الثلاثي دون إستبعاد مشارك رابع في هذا الإجتماع.
لذلك فإنه من المستبعد أن يعقد هذا الإجتماع في مصر أو الأردن. لذلك لم توجه الدعوة حتى الآن إلى أولمرت وعباس من أجل الحضور إلى واشنطن.
من ناحية أخرى يعقد ععد من كبار المساعدين لأولمرت وهما رئيس هيئة موظفي مكتب أولمرت يورام توربوفيتس والمستشار السياسي شالوم توريمان خلال الأسابيع القليلة القادمة مع نظرائهما الفلسطينيين رفيق الحسيني وصائ عرقيات لوضع جدول أعمال إجتماع أولمرت-عباس.
وقالت رايس خلال مؤتمر صحفي عقدته في لندن الخميس إنها مسرورة جدا لما تم تحقيقه حتى الآن مما يعني بدء محادثات غير رسمية بين إسرائيل والفلسطينيين مما يعتبر تطورا إيجابيا رحبت به دول المنطقة وأنها ستكون مستعدة لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين في تسريع التقدم على خريطة الطريق.
وطبقا لما قالته رايس فإن فكرة المحادثات غير الرسمية هي فكرة محمود عباس وقد كانت فكرة جيدة. وتعتقد رايس بأن المحادثات ستساعد على بناء الثقة بين الجانبين بعد مرور ست سنوات لم تتخللها أي مفاوضات .
وفي نفس السياق، قالت مصادر سياسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وافق على بدء محادثات غير رسمية حول تسوية الوضع النهائي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
سولانا ينتقد المستوطنات
من جهته قال مسؤول اوروبي يوم الاحد ان هناك أجواء إيجابية لاستئناف عملية السلام ولكنه دعا اسرائيل الى وقف بناء الجدار العازل وتوسيع المستوطنات قائلا انها عائق لعملية سلام دائمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال منسق السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انه صُدم أثناء جولة قام بها يوم السبت في مدن عربية شرق القدس تقع ضمن أراضي الضفة الغربية من جراء سرعة بناء المستوطنات والجدار الذي يقسم أراضي يريدها الفلسطينيون لاقامة دولة.
وقال سولانا للصحفيين قبيل مغادرته عمان "كانت لدي الفرصة لعمل جولة في المنطقة الشرقية للقدس. تصاب بالصدمة.. فكل مرة تذهب ترى ان الوضع قد ساء فالجدار قد كبر اكثر والمستوطنات توسعت أكثر."
وكان من المفروض ان توقف اسرائيل بناء وتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية والتي احتلتها عام 1967 ضمن خارطة الطريق المدعومة من الولايات المتحدة والتي اقرت في 2003. بينما كان على الفلسطينيين ان يقوموا بحل الجماعات المسلحة.
ويعيش حوالي 260 الف مستوطن في الضفة الغربية وهي موطن 2.5 مليون فلسطيني.
وقال سولانا "كل هذه الامور يجب ان تجمد في البداية حتى نبدأ بالعمل على ايجاد حل لها وتحريك العملية (السلمية)."
وتقول اسرائيل ان الجدار العاز يتألف من جدار كونكريتي وسياج من الاسلاك لمنع الانتحاريين من الوصول الى مدنها.
وقال سولانا انه يأمل ان لا تحد "الوقائع على الارض" جراء بناء اسرائيل للمستوطنات من "قيام حل الدولتين" الفلسطينية والاسرائيلية.
وقال المسؤول الاوروبي ان هناك نافذة امل يجب على المجتمع الدولي واطراف الصراع ان يغتنموها لاحياء المحادثات التي انهارت عام 2001 وظلت في مأزق منذ استلام حركة المقاومة الاسلامية حماس الحكم.
وقال سولانا "نعتقد ان هناك فرصة الان. فرصة يجب ان لاندعها تمر... لتحسين ظروف معيشة الشعب الفلسطيني ولبدء عملية سياسية يجب عليها ان تنتهي بحل المشكلة وهذا ما نحب ان يحدث في المرحلة القادمة."
واضاف ان هناك دفعة جديدة اكتسبتها اللجنة الرباعية والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة زاد الامال بحدوث تقدم في لقاء يعقد في واشنطن في الثاني من فبراير شباط.
وقال "اعتقد ان المطلوب حتى نعيد العملية السياسية الى مسارها هو وجود ارادة سياسية.. لقد مر وقت طويل عانى فيه الكثير من الناس وحانت اللحظة لتغيير التوجه اذ لم تنفع سياسة ادارة الازمات التي كانت متبعة لذلك علينا ان نغير التوجه الى حل الازمات ونبدأ بالعملية السياسية."
وقابل سولانا العاهل الاردني الملك عبد الله ووزير الخارجية عبد الاله الخطيب أثناء جولة في المنطقة تشمل اضافة الى الاردن مصر والاراضي الفلسطينية واسرائيل لاعادة احياء عملية السلام.