التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره السوري بشار الاسد في دمشق التي تأكد انه سيلتقي يها زعيم حماس خالد مشعل لمحادثات حاسمة بشأن تشكيل حكومة وحدة يعول عليها في انهاء الصراع على السلطة ورفع الحصار الدولي عن الفلسطينيين.
وقال نبيل عمرو المستشار السياسي والاعلامي لعباس ان الاسد اكد للرئيس الفلسطيني خلال اجتماعهما "حرصه على دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وقال عمرو ان الاسد "ابدى استعداده لدعم كل ما من شأنه ان يؤمن الوحدة الوطنية الفلسطينية ودعمها وتجنب ما من شأنه ان يؤدي الى صراع داخلي فلسطيني".
ورغم الاهمية التي يوليها الفلسطينيون للقاء عباس والاسد، الا ان الانظار تتجه الى الهدف الرئيسي للزيارة، وهو لقاء قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا، وفي مقدمتهم خالد مشعل.
واعرب عمرو عن امله ان تعقد "لقاءات ايجابية" بين الرجلين، وذلك في اول اشارة على تأكيد اللقاء، والذي كان محض تكهنات حتى الساعات الاخيرة.
ولم يلتق عباس ومشعل منذ شكلت حماس الحكومة الفلسطينية في اذار/مارس الفائت اثر فوزها في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير 2006.
وفي تأكيد اخر، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس، والذي يترأسه مشعل، إن من المقرر ان يجتمع عباس ومشعل في وقت متأخر السبت لمحاولة حل الازمة السياسية بين الجانبين.
وقال الرشق ان الرجلين سيبحثان اسماء مرشحة لوزارات الداخلية والمالية والخارجية في حكومة الوحدة.
ويؤكد مسؤولون من فتح وحماس ان اتفاقا مبدئيا بين الحركتين على تشكيل هذه الحكومة كان قد انهار بسبب الخلافات على الحقائب الوزارية.
وتفاقمت الازمة بين فتح وحماس منذ اعلان عباس في 16 كانون الاول/ديسمبر نيته الدعوة الى انتخابات مبكرة بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة ورافق ذلك مواجهات اسفرت عن نحو ثلاثين قتيلا.
ويسعى عباس الى تشكيل مثل هذه الحكومة بهدف انهاء الحصار الذي قادته الولايات المتحدة من موقعها في اللجنة الرباعية، وذلك بهدف اجبار حماس على الاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقعة معها.
واكد نبيل عمرو من جانبه ان حكومة الوحدة "قادرة على رفع الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني هي مطلب سياسي لنا ولكل الاشقاء والاصدقاء ولكل من يريد ان يرى تطورا ايجابيا وجديا لوضع القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الاوسط".
وقبل وصول عباس إلى دمشق أجرى خالد مشعل اتصالا هاتفيا بوزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أطلعه فيه على آخر تطورات المحادثات بشأن الأزمة الفلسطينية التي كانت الدوحة قادت وساطة فشلت في حلها.
هنية متفائل
وفي غزة اعرب اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني عن امله في ان يسهم لقاء عباس ومشعل في تعزيز اجواء الهدوء في قطاع غزة. وقال في بيان "من المتوقع ان يساهم هذا اللقاء في ادامة اجواء الهدوء التي تعيشها الساحة الفلسطينية والتي حرصنا عليها ورسخناها من خلال اجراءاتنا الاعلامية ولقاءاتنا المباشرة مع قطاعات متعددة".
واضاف ان "الحوار الشامل سيتطرق الى تفاصيل متعددة حول الحكومة.. وأمل في نجاح لقاء الرئيس بالسيد خالد مشعل". واكد انه "لن يكون لقاء الفرصة الاخيرة وهو يتكامل مع كل اللقاءات التي تجرى داخل الارض الفلسطينية وبعض العواصم العربية وربما يضيف هذا اللقاء ارضيات جديدة من التفاهم التي من شأنها ان تزيل الضباب الذي اعترى العلاقة الثنائية".
واشار رئيس الوزراء الى ان حوار حكومة الوحدة الوطنية و"ان بدأ ثنائيا بين حماس وفتح لكنه سيتواصل وينتهي بحوار وطني شامل تشارك فيه كافة الفصائل والقوى..وهذا ما نعمل على ترتيبه في القطاع".
من جهة ثانية عقد لقاء بين ممثلين عن حركتي فتح وحماس بمشاركة قياديين من حركة الجهاد الاسلامي
والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة اليوم السبت تم خلاله الاتفاق على "التحضير لاستئناف الحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة الوحدة" حسب بيان للجبهة الشعبية.
واوضح البيان انه تم الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة لحركتي فتح وحماس كما "اتفق على تشكيل لجنة تحقيق في الاحداث الدامية الاخيرة التي شهدها قطاع غزة".
اولمرت وعباس
الى ذلك، اعلن نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة إن الطرف الفلسطيني وافق على لقاء يجمع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بحضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
ورجح أبو ردينة في تصريح أن ينعقد اللقاء في غضون الأسابيع القادمة بعد عودة رايس إلى المنطقة وبعد إجراء سلسلة مشاورات عربية وأوروبية وفلسطينية.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية اتفقت خلال لقائها قبل عدة أيام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على عقد لقاء ثلاثي لبحث سبل دفع العملية السلمية.
هجوم دحلان
على صعيد آخر، واصل رجل فتح القوي في غزة محمد دحلان هجومه على حماس، متهما إياها بالانقلاب على الماضي الفلسطيني والتخبط السياسي وممارسة الاغتيالات ضد كوادر وأعضاء فتح.
وقال دحلان في مؤتمر صحفي في رام الله "لم نشارك بحكومة وحدة وطنية منذ البداية لأن حماس اعتقدت أن فوزها بالانتخابات يعطيها الحق بالانقلاب على كل الماضي الفلسطيني وإنجازاته بما فيها عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية رغم أن منظمة التحرير هي من جاء بالسلطة الفلسطينية وأسسها".
ووصف القيادي الفتحاوي القوة التنفيذية التابعة للداخلية بأنها عصابات ومليشيات قائلا "سنمنعهم من استخدام منطق القتل لفرض ما يسمى القانون"، وطالب بتقديم تقرير عن أداء الحكومة مشيرا إلى عملية إدخال الأموال عبر المعابر.
غير أن دحلان أكد مجددا أن المستقبل يجب أن يقرب وجهات النظر "حيث تتخلى حماس عن أوهامها وفتح عن أحلامها". وأوضح أن الأولوية القصوى لفتح والرئيس عباس الوصول إلى حكومة وحدة وطنية على أساس سياسي مقبول عربيا ودوليا وفلسطينيا.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)