اتهم خطيب جمعة طهران محمد إمامي كاشاني، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء تظاهرات العراق؛ لعرقلة إحياء مراسم أربعينية الحسين في أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
جاء حديث كاشاني، في خطبة صلاة الجمعة اليوم، ونقلتها وسائل الإعلام الإيرانية.
ويشهد العراق منذ الثلاثاء، احتجاجات شعبية متصاعدة ضد سوء الخدمات العامة والفساد والبطالة، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 37 شخصا، معظمهم من المحتجين.
ويتدفق الإيرانيون على العراق لإحياء مناسبة أربعينية الحسين بن علي، التي توافق 19 أكتوبر الجاري.
وقال كاشاني، إن "العدو عقد العزم على (مواجهة) الأمة الإسلامية، أمريكا والصهيونية.. تستهدفان الأربعينية والعراق، وتثيران أزمة لأنه من الصعب عليهما قبول وجود ملايين (الزوار الشيعة) في كربلاء".
وأضاف أن "العدو ضاق ذرعا بمشاركة عشرين مليون زائر في مسيرة الأربعين إلى كربلاء، ومن هنا يحاول إيجاد المتاعب وعرقلة المراسم".
وأوضح أن "المشاكل والمعضلات القائمة ستتم تسويتها، وأن جموع الزوار ستشارك بقوة أكبر في مراسم الأربعين".
ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلا عن البطالة والفساد.
وتعد موجة الاحتجاجات الحالية، الأكبر ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، منذ تشكيلها قبل نحو عام.
ويعتبر العراق واحدا من بين أكثر دول العالم فسادا بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.
وكان الفساد إلى جانب التوترات الأمنية سببين رئيسيين في فشل الحكومات المتعاقبة في تحسين أوضاع البلاد، رغم الإيرادات المالية الكبيرة لبيع النفط.
رفع حظر التجوال
أصدر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، الجمعة، أمرا برفع حظر التجوال في بغداد ابتداء من الخامسة من صباح غد السبت 5 أكتوبر.
وتفرض السلطات الأمنية حظرا للتجوال التام في بغداد منذ صباح الخميس، مخيرة المحافظين باتخاذ القرار الخاص بإعلان حظر التجول في محافظاتهم.
ويأتي فرض حظر التجول في العاصمة بغداد بعد اندلاع احتجاجات وتظاهرات ترافقت مع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
الصدر
طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء الجمعة، باستقالة الحكومة التي يرأسها عادل عبدالمهدي وإجراء انتخابات مبكرة؛ لوضع حد للاضطرابات التي تشهدها البلاد.
وفي بيان اطلعت عليه الأناضول، قال الصدر "احقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة".
وأضاف "لنبدأ بانتخابات مبكرة بإشراف أممي، فما يحدث من استهتار بالدم العراقي لا يمكن السكوت عليه".
وفي وقت سابق الجمعة، طلب زعيم الصدر، من "سائرون" النيابية المدعومة من تياره بتعليق عملها في البرلمان لحين صدور برنامج حكومي يلبي مطالب المتظاهرين في البلاد، وهو ما استجابت له الكتلة بالفعل.
وتصدرت كتلة "سائرون" التي تحظى بدعمه الصدر، الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي بحصوله على 54 من أصل 329 مقعدا.
ويشهد العراق احتجاجات عنيفة منذ الثلاثاء بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، وذلك قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب وهي ذات أكثرية شيعية.