عبد الجليل يحذر من سقوط ليبيا في هوة بلا قرار ونائبه يستقيل

تاريخ النشر: 22 يناير 2012 - 09:05 GMT
مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي يتحدث الى محتجين بمقر المجلس في بنغازي
مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي يتحدث الى محتجين بمقر المجلس في بنغازي

حذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي من أن البلاد قد تنزلق الى هوة بلا قرار بعد أن اقتحم محتجون مكتبا حكوميا في بنغازي أثناء وجوده بداخله، فيما قدم نائبه عبد الحفيظ غوقة بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد الحكومة الجديدة.
وحطم حشد يطالب باستقالة الحكومة الليبية النوافذ واقتحموا مقر المجلس الانتقالي في بنغازي في وقت متأخر مساء السبت في أخطر احتجاج يعكس الغضب من السلطات الجديدة منذ الإطاحة بمعمر القذافي.
ويحظى المجلس الانتقالي بدعم القوى الغربية التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي بعد تسعة أشهر من الصراع لكنه غير منتخب. وتباطأ في استعادة الخدمات الاساسية العامة ويقول بعض الليبيين ان كثيرا من أعضائه كانت لهم علاقات مع القذافي.
وقال عبد الجليل للصحفيين في فندق ببنغازي ان المحتجين يجازفون بتقويض استقرار البلاد الهش بالفعل.
وتابع ان ليبيا تمر بحراك سياسي قد يجر البلاد الى هوة بلا قرار. وقال ان هناك أمرا وراء هذه الاحتجاجات مُشيرا الى انها لا تحمل خيرا للبلاد.
وأضاف ان الناس لم تُعط الحكومة وقتا كافيا وان الحكومة ليس لديها أموال كافية. واستطرد انه ربما تكون هناك تأجيلات لكن الحكومة لا تعمل إلا منذ شهرين مطالبا بمنحها فرصة لشهرين على الأقل.
وتثير الاحتجاجات في بنغازي قلق المجلس الانتقالي على وجه الخصوص لان المدينة كانت مهد الثورة ضد حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وكانت مقر المجلس خلال الثورة.
وقال عبد الجليل انه التقى بالزعماء الدينيين والمحتجين لمناقشة مظالمهم.
وأضاف أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي صالح الغزال وهو معين شأنه شأن أغلب المسؤولين الليبيين لكن عبد الجليل قال ان انتخابات ستجري لاختيار بديل له.
وقال انه سيكشف في وقت لاحق يوم الأحد عن قانون بشأن انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية التي من المقرر ان تجرى في غضون ستة اشهر.
ويأمل الزعماء الليبيون ان يخفف القانون من التوتر بوضع خريطة طريق واضحة لهيئة منتخبة تحل محل المجلس الانتقالي.
الى ذلك،  قال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة يوم الاحد انه استقال من منصبه بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد الحكومة الجديدة.
وكان غوقة وأحد أبرز قياداته هدفا لبعض انتقادات المحتجين. وتدافع حشد غاضب من الطلاب حول غوقة أثناء زيارته جامعة في بنغازي يوم الخميس واضطر مرافقوه الى ابعاده حفاظا على سلامته. وقال غوقة لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية "استقالتي تأتي لمصلحة وطنية تقتضيها المرحلة."
وأضاف "في هذه المرحلة التي لا تقل خطورة وأهمية في الحقيقة عن مرحلة الحرب والتحرير لم يستمر للاسف الشديد نفس التوافق (الشعبي) حتى نحافظ على المصلحة الوطنية العليا انما سادت بعض الاجواء من التحريم والكراهية... لا أريد لهذه الاجواء أن تستمر وأن تؤثر سلبا على المجلس الوطني الانتقالي وادائه."
وغوقة هو أحد أرفع المسؤولين بين حكام ليبيا الجدد الذين استقالوا من مناصبهم منذ الاطاحة بالقذافي في أغسطس اب.
وفي مؤشر على ضعف التنسيق الذي قال دبلوماسيون غربيون انه يكتنف عمل المجلس الوطني الانتقالي سئل عبد الجليل عما اذا كان غوقة سيستقيل فرد بالنفي.
وقالت مصادر في المجلس الوطني طلبت عدم نشر اسمائها ان غوقة لم يقدم خطاب الاستقالة.
وأضافت المصادر انه يشعر بالغضب بسبب المعاملة السيئة التي تعرض لها في الجامعة وان وفدا توجه الى منزله في محاولة لاثنائه عن قرار الاستقالة.
وتثير الاحتجاجات في بنغازي قلق المجلس الانتقالي على وجه الخصوص لان المدينة كانت مهد الثورة ضد حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وكانت مقر المجلس خلال الثورة.
وتضاف الاحتجاجات الى قائمة من التحديات التي تواجه المجلس الوطني الانتقالي. ويحاول المجلس جهده للسيطرة على عشرات الميليشيات المتنافسة التي تهيمن على مساحات واسعة من البلاد وترفض حتى الان الانضمام الى الجيش الوطني الذي تشكل حديثا.
وتشعر الدول الاجنبية بالقلق تجاه قدرة المجلس الوطني الانتقالي على تأمين حدود ليبيا من مهربي الاسلحة ومسلحي القاعدة والمهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا بصورة غير مشروعة.