قال عبد المهدي إن النسختين العربية والإنجليزية من الرسالة الأميركية غير متطابقتين، لذلك طلب العراق توضيحات، بينما قال بومبيو ان سليماني "لم يكن في مهمة دبلوماسية" غداة مقتله في ضربة جوية اميركية.
ذكر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الثلاثاء أن بلاده تلقت رسالة من الجيش الأمريكي بشأن سحب قواته منها.
وقال عبد المهدي إن النسختين العربية والإنجليزية من الرسالة الأمريكية غير متطابقتين، لذلك طلب العراق توضيحات.
وأكد عبد المهدي أنها كانت "رسالة رسمية في السياق الطبيعي (...) ليست ورقة وقعت من الطابعة أو أتت بالصدفة".
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنّ الرسالة عبارة عن "مسودّة" وإرسالها تم عن طريق الخطأ.
وكان البرلمان العراقي أيد تشريعا يطلب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد بعدما أودت ضربة بطائرة أمريكية مسيرة بحياة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني، مما أشعل أزمة في المنطقة.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الثلاثاء أنه لم يتلق طلبا من العراق لسحب القوات الأمريكية من أراضيه وأشار إلى أن قرار البرلمان العراقي الذي يطالب بالانسحاب غير ملزم.
وقال في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع (البنتاجون) "لم أتلق أي اتصال من (رئيس وزراء العراق) أو من الحكومة العراقية بشأن التشريع، أو بخصوص أمر أو طلب لسحب القوات الأمريكية".
وللولايات المتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي في العراق، حيث يتولون تدريب القوات العراقية ويقودون تحالفا لقتال فلول تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الغضون، دافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن شرعية الضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأي عمل عسكري أميركي محتمل مستقبلا ضد إيران.
وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "لم أر أبدا هذه الإدارة تتخذ قرارات من هذا القبيل بدون درس معمق واستنادا الى القواعد القانونية".
وردا على سؤال لمعرفة ما إذا تم استشارة قانونيين قبل الضربة الجوية الجمعة التي قتلت الجنرال الإيراني في بغداد، أوضح انه عاجز عن الإجابة بدقة.
وقال "غالبا ما يدرس قانونيون مسبقا كافة الخيارات التي تعرض على الرئيس الأميركي ليتم المصادقة على كل خيار قانونا". وتابع "إنني واثق بان الأمور جرت على هذا النحو".
واتهم أيضا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالكذب بشأن سبب زيارة قاسم سليماني للعراق.
وأعلن "قال إن سليماني كان يزور بغداد في مهمة دبلوماسية. من يصدق ذلك؟" ساخرا من "هذا الشخص النبيل، هذا الدبلوماسي الرفيع".
وتابع "نعلم بأن هذا ليس صحيحا. سبق ان سمعنا مثل هذه الأكاذيب وهذا خاطىء تماما".
وقال بومبيو "لم يكن في مهمة دبلوماسية" نافيا أيضا سعي الجنرال الإيراني للتوصل إلى "اتفاق" مع السعوديين "لخفض المخاطر" في الشرق الأوسط.
وردا على سؤال حول تهديدات الرئيس دونالد ترامب بضرب مواقع ثقافية إيرانية في حال ردت طهران عسكريا على مقتل سليماني، أكد بومبيو كما فعل مرارا الأحد أن واشنطن ستتحرك طبقا للقانون الدولي.
وصرح "كل الأهداف التي سيتم اختيارها وكل عمل ينفذ سيكون في إطار القانون الدولي للحرب". وأضاف "هذا يتماشى تماما مع ما قاله الرئيس" في حين يرى خبراء ونواب في المعارضة الأميركية أن مهاجمة مواقع ثقافية يرقى إلى "جريمة حرب".