عرض قوة للنظام السوري مع دخول الانتفاضة عامها الثاني

تاريخ النشر: 15 مارس 2012 - 03:46 GMT
مسيرة مؤيدة للنظام
مسيرة مؤيدة للنظام

 

 تدخل الانتفاضة السورية عامها الثاني اليوم الخميس مع تسجيل ارتفاع في وتيرة العنف في وقت قام النظام بعرض قوة عبر تجمعات ضمت عشرات الالاف في مناطق عدة "من اجل سوريا" ودعما لنظام الرئيس بشار الاسد.
في هذا الوقت، تكثفت الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوقف القتل في سوريا، ترافقت مع العثور على مزيد من الجثث عليها آثار اعيرة نارية وتعذيب.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) "في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية (...) توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح الى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من اجل سوريا".
واوضحت ان المشاركين خرجوا "رفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الاسد لبناء سوريا المتجددة واستنكارا للحملة العدائية والمؤامرة التي تستهدف سوريا وتقودها بعض الاطراف العربية".
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الامويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الاعلام السورية. كما شوهد علم سوري عملاق طوله امتار عدة.
كما بث التلفزيون لقطات لعشرات الاف المشاركين في حلب (شمال) والسويداء (جنوب) واللاذقية (غرب) والحسكة (شرق) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق).
وقال احد المشاركين للتلفزيون السوري الرسمي ان "الشعب السوري يبني ولا يبنى عليه، الشعب السوري لن ينصت للاخرين".
وعلقت المذيعة ان "الوطن سيبقى شامخا ومحصنا بابنائه وان السوريين بددوا خريطة التامر على بلدهم".
وبقيت التجمعات قائمة لساعات، وسط اجواء من الرقص والموسيقى والغناء والتلويح بالاعلام السورية والروسية.
وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لايك من اجل سوريا"، السوريين في الداخل الى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج الى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت.
وكتبوا على صفحتهم "من ارض السلام سوف نبدأ في 15 اذار/مارس مسيرتنا العالمية من اجل سوريا". واضافوا "الانتماء للوطن، الدين لله، انا سوري".
وكتبت صحيفة تشرين الحكومية الخميس "بدعوة من الشباب السوري تشهد الساحات السورية وعلى امتداد الوطن اليوم مسيرة عالمية يلتقي فيها جميع اطياف السوريين مؤكدين مجددا ولاءهم وانتماءهم لوطنهم مهما اشتدت عليهم الضغوط"
وفي مشهد اخر، افادت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية عن خروج مظاهرات عدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق السورية.
وذكرت اللجان في بيانات متلاحقة ان تظاهرات خرجت في تل رفعت (ريف حلب) تهتف لحمص وادلب، وفي حي سيف الدولة في حلب تهتف للجيش الحر والمدن المحاصرة.
كما خرجت من جامعة حلب تظاهرة طلابية "هاجمتها قوى الامن بالغازات المسيلة للدموع"، بحسب البيان.
في شمال شرق البلاد، خرجت تظاهرة امام جامع قاسمو في القامشلي تهتف للثورة وتطالب باسقاط النظام، بحسب اللجان.
وفي ريف دمشق، اشارت اللجان الى "اطلاق نار مباشر باتجاه المتظاهرين امام الجامع الكبير في مدينة دوما وتعزيزات أمنية متزامنة مع اقتحام شارع الجلاء في المدينة. كما خرجت تظاهرة حاشدة من الجامع الكبير تطالب باسقاط النظام في التل".
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس عن العثور صباحا "على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد".
واشار الى ان "الجثث كانت معصوبة الاعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية".
وفي محافظة ادلب ايضا، قتل اربعة مواطنين اثر "اطلاق الرصاص من قوات الامن السورية على سيارة كانت تقلهم على طريق ادلب كفريا". كما سقط خمسة قتلى برصاص الامن السوري في في معرة حرمة وخان شيخون وكفرنبل.
ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ مساء الثلاثاء على مدينة ادلب، بعد هجوم استغرق اربعة ايام ودفع الجيش السوري الحر الى الانسحاب، بحسب ناشطين.
وجاءت السيطرة على ادلب بعد اسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة قصف عنيفة على مدى اربعة اسابيع تقريبا من قوات النظام.
وحضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان نشر الخميس "مجلس الامن ان يتحد ويتبنى قرارا يدعو الحكومة السورية الى وقف القصف العشوائي للاحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان وصول العاملين الانسانيين والصحافيين ومراقبي حقوق الانسان".
وقال زياد عبد التواب من معهد القاهرة لحقوق الانسان "خلال عام، ارتفع عدد القتلى في سوريا الى اكثر من ثمانية الاف وخصوصا مئات الاطفال. ألم يحن الوقت كي يتحد العالم لاتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا الامر؟".
وقال كينيث روث من هيومن رايتس ووتش ان "روسيا والصين جمدتا مرتين عمل مجلس الامن" وهو دعم قوي اعتبره بشار الاسد "رخصة للقتل".
واضاف "يتعين على موسكو وبكين ان توقفا تقديم تغطية دبلوماسية للفظائع السورية وان تطلبا وقف القصف العشوائي والهجمات على المتظاهرين السلميين".
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها "مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الامن السورية وسائلها للارض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الامن الدولي".
واعلنت وزارة الخارجية الهولندية الاربعاء اقفال سفارتها في دمشق "بسبب تدهور الظروف الامنية على الارض ولتوجيه اشارة سياسية الى سوريا". وسبق لدول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ان اقدمت على الخطوة نفسها.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا في حال تسليم اسلحة الى المعارضة.
وقال جوبيه ان "الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف نكون ننظم حربا اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم".
وتسببت الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري وحملة القمع التي تواجه بها منذ سنة بمقتل اكثر من 8500 شخصا اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.
وافاد ناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوك اونال في مؤتمر صحافي في انقرة الخميس ان "عدد اللاجئين السوريين (الى تركيا) ارتفع الى الف في يوم واحد وبلغ 14700" لاجئ.
واعلن رئيس الهلال الاحمر التركي احمد لطفي اكار الخميس ان تركيا تخشى تدفق قرابة 500 الف سوريا الى اراضيها هربا من اعمال العنف في بلادهم.