اعتبرت القناة 13 العبرية، اليوم السبت، أن مجموعة "عرين الأسود" التي تنشط في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، باتت تشكل خطرا أمنيا كبيرا على "اسرائيل" والسلطة الفلسطينية.
وقالت القناة العبرية، إن نشاط "عرين الأسود" أصبح طاغيا على كل الفصائل الفلسطينية، من حيث نوعية العمليات التي تقوم بها، وأثرها على الميدان، والقدرة على تحريك الشارع، واستقطاب عدد كبير من الشباب.
ووصفت القناة العبرية "عرين الأسود"، بالمنظمة الإرهابية، التي يشن مسلحوها هجمات قاتلة، ضد الأهداف الاسرائيلية، بالإضافة إلى تشجيعهم على العنف في مختلف مناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس –وفق تعبيرها-.
وتابعت القناة 13 العبرية: "في أقل من عام، تحولوا من منظمة ثانوية، تكاد لا تذكر إلى منظمة تؤثر اليوم على الأرض أكثر من جميع المنظمات المعروفة، وتهدد أمن الإسرائيليين واستقرار السلطة الفلسطينية".

إفشال مخطط لإبادة "عرين الأسود"
وكشفت، عرين الاسود، النقاب عن خطة لإبادة كافة مقاتليها، فجر الخميس الماضي، أثناء المناورة التي قامت بها قوات الإحتلال الاسرائيلي، تحت غطاء اقتحام "قبر يوسف" بالمنطقة الشرقية من نابلس.
وقالت مجموعة “عرين الأسود” في بيان مقتضب لها: إن “مجموعة عرين الأسود تؤكد سُقوط طائرة تصوير إسرائيلية في البلدة القديمة من مدينة نابلس وهي الآن بحوزة اختصاصين وفنيين من العرين لفحص الغاية من سقوطها أو إسقاطها وبعيده كل البعد عن مكان تواجد المقاتلين”.
وأوضح البيان أن “مقاتلي عرين الأسود قد كشفوا المخطط بعد تأكدهم من دخول أكثر من أربعين سيارة قوات خاصة ومستعربين في محيط كل منطقة”.
محاولات السلطة لاحتواء "عرين الأسود"
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد كشفت في تقرير سابق لها، النقاب عن بذل السلطة جهودا من أجل إلقاء "عرين الأسود" لأسلحتها، واعتقالهم لفترة محدودة أو الإقامة الجبرية، مقابل دمجهم في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إذا أثبتوا التزامهم ووافقوا على ذلك.
ونقلت عن مصدر رفيع في السلطة قوله: "من يعتقد أنها ستكون مواجهة مباشرة واعتقالات جماعية، بالتحديد في هذه الأثناء، مع الأخذ في الحسبان سلوك إسرائيل والتصعيد الشديد والخطير ضد الفلسطينيين، فهو مخطئ. ولكن ستكون هناك محاولة لتسوية مكانتهم (عرين الأسود)".
عجز اسرائيلي
وكانت صحيفة “معاريف” العبرية نشرت تقريرا مطوّلا تحت عنوان: “عرين الأسود”، أعده معلِّقُها للشؤون العسكرية “تال ليف رام”، خلص فيه إلى أن جيش الاحتلال ومخابراته عاجزون عن فهم هذه المجموعة من المسلّحين في منطقة نابلس، وصياغة خطوات فعّالة لمواجهتها.
وبحسب الصحيفة، فإن منظومة المجموعة صعبة للغاية بالنسبة للمنظومة العسكرية والاستخبارية، لأنها على عكس المنظمات القائمة والمعترف بها، فهي تُشكل مفهوما جديدا وغريبا من ناحية اتّساع نطاقها.
وطبقا للصحيفة، فإن المجموعة لا تعمل تحت راية معيّنة، وهي تسعى إلى قيادة خط وطني جديد ضد “إسرائيل”، (في حفل تأبين شهداء المجموعة قال الخطيب: آخر الكلمات: “فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية”).

القتال حتى الشهادة
ووصف المحلل السياسي هاني المصري “عرين الأسود” بأنها تنتمي إلى جيل التضحية وليس إلى جيل الإعداد والتحرير، فهم يؤمنون بالقتال حتى الشهادة.
وتابع حديثه في ندوة نقاشية لمركز رؤية للتنمية السياسية: “أعضاء المجموعة يرفضون أن يُلّف أي شهيد منهم بعلم فصائلي، كما أن لديهم ميلا دينيا لكنهم ليسوا “داعش” أو الجهاد أو حماس، وهم أشخاص نظيفو اليد، لا يرتبطون بأي فعل غير مقبول مجتمعيا مثل إطلاق الرصاص بالهواء أو طلب المال بالقوة، وهم ضد الاصطدام مع السلطة وأجهزتها الأمنية”.
ورغم أن طابع المجموعة دفاعي، إلا أنها في الأيام الأخيرة اتخذت طابعا هجوميا عبر تنفيذ عمليات إطلاق نار.
ويطالب المصري بأن “لا نحمّل المجموعة أكثر مما تحتمل، وذلك لسببين، الأول أن موقف السلطة منها سلبي، وهي تسعى إلى إنهاء هذه الظاهرة، والثاني أن الانتفاضة الشاملة تتطلب الكثير من المستلزمات ومنها الحاضنة الشعبية الحامية وانخراط مجتمعي يشمل كل الأحزاب والفصائل الفلسطينية”.