يستمر توافد عشرات الالاف من العراقيين الشيعة الاثنين الى كربلاء لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين في العاشر من محرم الذي يصادف الثلاثاء وسط اجراءات امنية مشددة.
واكد وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شيروان الوائلي في مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ النجف عقيل الخزعلي وقائد الشرطة اللواء محمد محسن "تشكيل غرفة عمليات مخصصة لامن الزائرين وراحتهم وسلامتهم".
واضاف ان "قواطع العمليات العسكرية في بغداد وخارجها تؤمنها قوات من الجيش والشرطة واخرى احتياطية مستعدة تحسبا لاي طارىء". وقال ان "المدينة مهيئة تماما لاستقبال الزائرين (...) فالخطة الامنية تسندها القوات المتعددة الجنسيات جوا في المناطق الخالية وخصوصا غرب كربلاء وشمالها وهي مناطق وعرة ذات مساحات شاسعة تصعب السيطرة عليها من قبل القوات المسلحة".
وبهدف عدم تكرار الخرق الامني كما حدث قبل حوالى عشرة ايام من قبل مسلحين يستقلون سيارات وبزات عسكرية مشابهة لما يستخدمه الجيش الاميركي قال الوزير ان "الارهاب يتخذ اشكالا ونوعيات مختلفة ومتجددة وبالتالي يجب تفتيش كل موكب حتى لو كان الموكب رسميا".
واضاف الوائلي "لا بد من اخذ موافقة غرفة العمليات على كل سيارة تدخل المدينة مهما كانت اهمية الاشخاص الذين يستقلونها". وقال "من هنا ادعو الوزراء واعضاء مجلس النواب والمسؤولين الحكوميين ان يدركوا اهمية هذه المسالة وخطورتها وان يستجيبوا لتعليمات قوات الامن".
ومن جهته قال محافظ النجف عقيل الخزعلي ان "القوات الامنية فرضت تسعة اطواق وتم الاخذ في الاعتبار مدى الهاونات باعتبارها مناطق قريبة جدا".
وفي كلمة القاها في ذكرى عاشوراء طالب زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم دول الجوار ب"الكف عن التحشيد الطائفي". وقال الحكيم امام الاف الشيعة في مسجد الخلاني بوسط بغداد "ادعو كل دول الجوار الى اتقاء الله في دمائنا والكف عن التحشيد الطائفي والمبادرة الى منع ومحاسبة من يصدر فتوى من اراضيهم بقتل الشيعة في العراق".
واضاف رئيس لائحة الائتلاف الموحد الشيعية (128 نائبا) "ادعوها كذلك الى محاسبة وسائل الاعلام التي تبث يوميا من اراضيها سموما طائفية وتحرض على القتل وتثير مشاعر الرغبة بالانتقام من هذه الطائفة او تلك".
على صعيد اخر تشهد تأدية الطقوس والشعائر الحسينية بمناسبة عاشوراء تطورا كل سنة خصوصا وسط الحرية التي عرفتها البلاد منذ الغزو الاميركي عام 2003. يذكر ان النظام السابق حظر هذه الطقوس العام 1977 ما دفع بكثيرين الى ممارستها سريا داخل منازلهم.
ويقول الحاج ضاري العبيس مسؤول احد المواكب الحسينية "تطورت المواكب عاما بعد عام اثر الحرية التي تشهدها البلاد منذ سقوط الدكتاتور كما توسعت المواكب واعداد المشاركين فيها".
وحول ما يقوم به موكبه قال "تقديم كافة الخدمات للزوار من جميع انحاء العراق من خلال تقديم الطعام والماء وغيرها". واضاف "نعمل على تنظيم مواكب عزاء منذ اليوم الاول لعاشوراء ونرتدي السواد ونردد اهازيج واشعار حسينية استذكارا للواقعة".
وتبدا المواكب حاليا التدفق على ضريحين. ويرتدي المشاركون في الموكب زيا اخضر واسود واحيانا ابيض يتقدمهم صبي عمره حوالي 15 عاما على صهوة جواد تشبها بالقاسم ابن الامام الحسين وبيده سيفا ويدور حوله مقاتلون يرتدون الزي الاحمر تشبها بجيش يزيد ابن معاوية.
وهناك مواكب تتوشح بالسواد وعلى دق الطبول ويتوسطهم مهدا صغيرا يمثل مهد نجل الامام الحسين.
ومن ابرز الطقوس التي تؤديها المواكب التطبير (الضرب بالسيف على الراس) ويرتدي الاشخاص الذين يمارسونها لباسا ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من حوالى عشرة اشخاص تقريبا يسير قربهم اشخاص يحملون طبولا وذلك لتوحيد عملية الضرب.
وهناك ايضا مواكب الزنجيل وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول.
وقال ابو حيدر الشمري من مدينة الحلة "جئت البي نداء زيارة ابو عبد الله الحسين". واضاف الشمري الذي وصل برفقة زوجته وثلاثة من اطفاله "ناتي كل عام لاداء الزيارة لان الحسين يمثل لنا قضية الاسلام". وتابع ان "الوضع الامني ممتاز وانتشار الجيش بكل مكان وقوات الشرطة والتفتيش دقيق جدا (...) لا يسمحون بدخول اي سيارة الى المدينة".
وتشهد كربلاء تدفقا للزوار على شكل مواكب حسينية وافراد قادمين من العاصمة والمحافظات الشيعية.
ويصل العديد من زوار العتبات مشيا على الاقدام لاسيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا.
ويمارس الاف الشيعة اللطم والضرب بسلاسل الحديد حزنا على مقتل الامام الحسين ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية الذي قضى بايدي جيوش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في موقعة الطف عام 680 ميلادية.