عشرات القتلى والجرحى النجف وكربلاء والسيستاني يدعو جيش المهدي والاميركيين للرحيل

تاريخ النشر: 14 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعا المرجع الشيعي علي السيستاني الاحتلال وجيش المهدي لمغادرة النجف التي اعلن عن تضرر قبتها نتيجة القصف الاميركي وتشهد كربلاء ايضا منذ مساء الخميس اشتباكات وصفت بالاعنف اسفرت عن مقتل 10 عراقيين واصابة 30 اخرين فيما قال جيش المهدي انه اسقط مروحية اميركية 

ودعا معاون للزعيم الشيعي العراقي الاعلى علي السيستاني القوات الاميركية وميليشيا مقتدى الصدر المتقاتلة الى وقف القتال والانسحاب من مدينة النجف المقدسة. 

ونقلت وكالة رويترز عن عبد الحميد المهري مساعد السيستاني في الكويت ان على الطرفين المتقاتلين مغادرة المدينة حفظا لدماء المسلمين فيها. 

وقال ممثل مكتب الصدر في النجف مشتاق الخفاجي لقناة العربية انه اذا صدر مثل هذا الامر فسيتم الاستجابة له . 

في هذه الأثناء قال مكتب الشهيد الصدر في النجف إن مقاتلي جيش المهدي أسقطوا مروحية أميركية ودمروا خمس دبابات ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من أي مصدر آخر. 

وقد بدا انصار الصدر في المدن العراقية باستنفار قواتهم ففي بغداد دعا عبد الهادي الدراجي ممثل الصدر انصاره الى التوجه الى النجف للدفاع عن المقدسات كما قال وهاجم المرجعيات الدينية بشكل غير مباشر مضيفا انه بعد وصول القتال الى المراقد المقدسة فقد تخطى العدو الخطوط الحمراء ووجه كلامه الى المرجعيات قائلا ان الساكت عن الحق شيطان اخرس . 

وفي مدينة الناصرية الجنوبية اعلن اوس الخفاجي مساعد النصر " الجهاد " في المدينة واعتبرها محرمة على القوات الاميركية فيما سيطر عناصر جيش المهدي على مبنى المحافظة ومراكز الشرطة التي اخلاها مسلحي المهدي الذين بداوا يتنقلون في انحاء المدينة بسيارات الشرطة  

وصباح الجمعة اعلن عن تضرر القبة الرئيسية لمرقد الامام علي وتقول التقارير بأن الحرم العلوي محاصر من قبل القوات الاميركية وتهيمن هذه القوات على الطرق المؤدية الى الحرم. وإن اشتباكات ضارية مستمرة في مقبرة وادي السلام التي تقع على مسافة أمتار من الحرم الشريف في النجف. 

وقال مراسلون إن ثلاث دبابات على الأقل تقصف مواقع لمقاتلين في منطقة مقابر قديمة تضم عدة مراقد لكبار زعماء الشيعة. وبدا أن مقاتلي جيش المهدي يردون على القصف بقذائف صاروخية. وتركز الاشتباك في ساحة ثورة العشرين عند المدخل الشمالي للمدينة على مبعدة ثلاثة كيلومترات عن المسجد الرئيسي في النجف.  

وقامت الشرطة العراقية بإغلاق كافة منافذ المدينة ومنعوا السيارات والمارة من دخول النجف أو الخروج منها. و قد أفاد تقرير قناة العربية بأن "المرجعية في النجف تحذر من الجهاد ضد القوات الاميركية" و ذلك تفادياً لانتفاضة عارمة من جراء قصف الحرم العلوي الشريف 

وفي كربلاء تتواصل الاشتباكات العنيفة في المدينة بين القوات الاميركية ومقاتلي ميليشيا جيش المهدي الشيعية وأسفرت الاشتباكات العنيفة التي لا تزال مستمرة في المدينتين عن مقتل تسعة عراقيين بينهم عدد من المدنيين وجرح 26آخرين بنيران القوات الاميركية وقال الدكتور صالح الحفناوي مدير عام صحة كربلاء إن الحصيلة الاولية للاشتباكات التي اندلعت الليلة الماضية وصباح اليوم هي أربعة قتلى من العراقيين منهم اثنان من جيش المهدي والاخران مدنيان فضلا عن 12 جريحا، إصابات ثلاثة منهم بليغة. 

وأدت الاشتباكات إلى تدمير مكتب الصدر في منطقة المخيم بوسط مدينة كربلاء والذي يعتبر المعقل الرئيسي لجيش المهدي هناك. وشوهد مئات من المسلحين بالرشاشات والقاذفات من عناصر الميليشيا حول مرقد الامام الحسين في وسط كربلاء فيما تمركز عشرات آخرون فوق أسطح المباني المطلة على الشوارع المؤدية إلى الاماكن المقدسة في المدينة. 

الصدر يحذر فيلق بدر 

وحذر مقتدى الصدر يوم الجمعة الحركات الشيعية ولا سيما منظمة بدر من مغبة الوقوف الى جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. 

وقال الصدر في خطبة الجمعة من مسجد الكوفة امام عشرات المصلين "اخص بالفتنة فيلق بدر الذي كان اكبر مساند للسيد الوالد في زمن الطاغية, فماذ حدث لا اعلم ما الذي قلب الموازين ,الله العالم". 

واضاف "اخصهم بالالتفات الى مثل هذه الامور خصوصا وان العدو الان يبعث ببعض الجواسيس بين صفوف جيشنا المنصور ثم ما ان كشفناهم حتى ادعوا انهم من فيلق بدر" التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. 

وتابع الصدر "انني لا اصدق هذا فان هذا اشعال للفتنة بيننا ليس الا, فالتفتوا الى ذلك" 

الفلوجة 

وفي منطقة اخرى من العراق قال الضابط العراقي الذي يقود قوة تسيطر على الفلوجة انه ليس لديه خطط لنزع سلاح المقاومة متحديا مطالب القادة العسكريين الاميركيين الذين عينوه ومثيرا توترا مع مشاة البحرية الاميركية الذين يطوقون المدينة المضطربة. 

واضاف محمد لطيف وهو ضابط مخابرات سابق يرأس الان فرقة الفلوجة انه يتعين على القوات الاميركية ان تعود الى بلادها اذا كانت تريد السلام. 

واضاف في مقابلة اجرتها رويترز ان الاسلحة ليست هي المشكلة وان من السهل جمعها موضحا ان "ما نحتاجه هو اعادة بناء بلادنا. ليست هناك حاجة للجنود الاميركيين. واني على يقين من ان الاميركيين سيكونوا سعداء بالذهاب الى بلادهم."  

وجاءت تصريحات لطيف بعد محادثات مطولة له مع الميجر جنرال جيمس ماتيس قائد الفرقة الاولي من مشاة البحرية الاميركية التي تطوق الفلوجة. 

وقال لطيف بعد ان تناول مع ماتيس وقادة عسكريين اميركيين آخرين وجبة عراقية تقليدية من لحم الضأن والارز في قاعدة اميركية في ضواحي الفلوجة "ناقشنا كل مشاكلنا لكننا لم نجد اي مشكلة." 

وتابع لطيف الذي يرأس قوة قوامها 1800 جندي تتالف في معظمها من جنود سابقين بجيش صدام حسين المنحل "كل الامور سهلة وتسير بشكل جيد. السكان  

راضون تماما. لا يطلق الرصاص ليلا في الفلوجة كما يحدث في بغداد." 

الا ان ماتيس الذي كرر تعليقات قادة عسكريين اميركيين آخرين بدا اقل ارتياحا  

بكثير وقال ان الوقت ينفد. 

واضاف "يتعين علينا ان نفعل ما جئنا لنفعله. انني دائما فارغ الصبر قليلا. نريد كل شيء.. السلام والاسلحة والمقاتلين الاجانب قتلا او بعيدا من هنا. المفاوضات تجري بشكل جيد الا انها يمكن ان تسير دائما بشكل اسرع."  

وعرض لطيف ومجموعة من الضبط ان يهدئوا الفلوجة بفرقتهم بعد تعرض المدينة لحصار لمدة شهر لقي فيه مئات العراقيين حتفهم حيث دمرت هجمات جوية اميركية وقذائف مورتر من جانب رجال المقاومة اجزاء من البلدة. 

--(البوابة)—(مصادر متعددة)