اهتزت اوكرانيا الاثنين، على وقع قصف شامل أمر به الرئيس فلاديمير بوتين عقابا لكييف على استهدافها جسر القرم، فيما قوبل هذا القصف بصدمة من الغرب ومحاولة من نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لتهدئة روع مواطنيه الذين دعاهم لالتزام الملاجئ.
وشن الجيش الروسي على مدى ساعات الاثنين، هجوماً بـ 83 صاروخاً و12 طائرة مسيرة انتحارية ايرانية استهدفت بنى تحتية للطاقة والاتصالات ووسائل النقل في مدن رئيسية في أوكرانيا من ضمنها العاصمة كييف.
وجاء الهجوم الروسي بعد ايام من تفجير انتحاري استهدف جسر جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، واتهم بوتين الاستخبارات الاوكرانية بالوقوف وراءها في تصريحات نقلتها وسائل اعلام روسية مساء الاحد.
نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع القول إن الصواريخ والطائرات المسيرة التي اطلقت على اوكرانيا الاثنين، أصابت "جميع الأهداف المحددة"، موضحة انها طالت الجيش الأوكراني والبنية التحتية للاتصالات والطاقة.
وقال الرئيس الروسي في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن في بلاده الاثنين، انه "لم يكن من الممكن ترك (الهجمات الأوكرانية) تمر من دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديدًا ومتناسبًا مع مستوى التهديد".
وقالت اوكرانيا من جانبها انها اعترضت 43 من الصواريخ التي اطلقتها روسيا، اضافة 9 طائرات مسيرة انتحارية من أصل 12. واستهدف القصف خصوصا العاصمة كييف، حيث جرى ضربت مقرات الاستخبارات ومؤسسات الدولة.
قصف غير مسبوق
لم يسبق ان استهدفت موسكو البنى التحتية مثل الماء والكهرباء والاتصالات ووسائل النقل، وهذا يعني أن الحرب لم تعد بها خطوط حمراء بعد استهداف جسر شبه جزيرة القرم.

وطال القصف كذلك مدنا منها خاركيف وأوديسا وتيرنوبول.ولفيف المحاذية لبولندا.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية في بيان على موقعها على الإنترنت مساء الاثنين، إنها ستوقف صادرات الكهرباء بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها روسيا.
وأضافت ان “الهجمات الصاروخية اليوم، التي أصابت محطات المولدات الحرارية والكهرباء الفرعية، أجبرت أوكرانيا على تعليق صادرات الكهرباء اعتبارا من 11 أكتوبر 2022 لتحقيق الاستقرار في نظام الطاقة الخاص بها”.
قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ان الروسي "يريدون بث الذعر والفوضى، يريدون تدمير نظام الطاقة".
واضاف زيلينسكي في الفيديو الذي تم تصويره في الخارج بوسط كييف إن "انقطاعًا موقتا في التيار الكهربائي ممكن، لكن لن يكون هناك انقطاع في ثقتنا بالنصر".
واذ دعا الأوكرانيين إلى البقاء في ملاجئهم، فقد اعتبر ان "العدو يريدنا أن نخاف وأن يفر الناس لكن لا يمكننا المضي إلا إلى الأمام وسنظهر ذلك في ساحة المعركة"
هجمات "مروعة وعشوائية"
وقد توالت ردود الفعل الغربية المعربة عن الصدمة والمنددة بالقصف الروسي على اوكرانيا الاثنين.

وكتب أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ على تويتر قائلا "تحدثت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، ونددت بالهجمات المروعة والعشوائية لروسيا على منشآت مدنية في أوكرانيا".
واكد ستولتنبرغ ان حلف شمال الأطلسي سيواصل "دعمه للشعب الأوكراني الشجاع لمواجهة عدوان الكرملين لأطول فترة ممكن"، وفق تعبيره.
كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر تويتر، إنه تحدث مع نظيره الأوكراني، دميترو كوليبا، حيث أعاد التأكيد على "الدعم الأميركي لأوكرانيا عقب غارات الكرملين المروعة هذا الصباح".
وأضاف "سنستمر في تقديم المساعدة الاقتصادية والإنسانية والأمنية حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها ورعاية شعبها".
اعتبر مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انه "لا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21. أدينها بأشد العبارات".
واضاف بوريل "نقف إلى جانب أوكرانيا. المزيد من الدعم العسكري في طريقه من الاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى حزمة تمويل عسكري جديدة يستعد التكتل للاتفاق عليها.
واكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال التزام الاتحاد "بدعم أوكرانيا ومحاسبة النظام الروسي"، معتبرا أن "الهجمات الروسية المروعة تظهر يأس الكرملين".
فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن الهجمات الروسية تمثل تغييرا كبيرا في حرب أوكرانيا.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا بانها تصعيد آخر غير مقبول للحرب، في حين اعربت الصين عن تطلعها الى "وقف التصعيد قريبا".