لم تؤثر العقوبات الاميركية وتطبيق قانون قيصر على الطبقة المخملية او القيادة العسكرية او الحزبية او السياسية في سورية، كما لم تؤثر على طبقة التجار ورجال المال والاعمال انما طعنت المواطن العادي الفقير في القلب.
طابور على الخبز وآخر على الايفون
في سورية يصطف الالاف من المواطنين بانتظار الوصول الى نافذة بائع الخبز لينالو حصتهم من هذه المادة الرئيسية الشحيحة ، كما تصطف الالاف السيارات على ابواب محطات الوقود لعدة ايام احيانا من اجل الوصول الى صنبور البنزين ليأخذو حصتهم لعلهم يستطيعو الوصول الى عملهم.
رفض الولايات المتحدة الأمريكية فتح اي معبر بين المحرر والنظام لان ذلك يخالف قانون قيصر لحماية المدنيين وقد تم ابلاغ وزير الخارجية التركي بذلك خلال اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو أمس، وقد ترافق ذلك مع أوامر أمريكية لقسد بإغلاق كافة المعابر مع مناطق سيطرة النظام.
— Nagi N. Najjar (@NagiNajjar) March 25, 2021
لكن في المقابل هناك طابور ايضا على ابواب شركة "إيماتيل" للحصول على آخر نسخة من هواتف آيفون 12 (2000 دولار ما يعادل دخل الموظف السوري 3 سنوات) التي استوردها رجل الأعمال المقرّب من النظام السوري خضر علي طاهر المصنف على قائمة العقوبات الاميركية بتجميد الأرصدة المالية للشركة ومالكها وله شركة مكلفة بالحصول على الاموال المصادرة عنوة والرشاوي من الحواجز والمعابر مهمتها ادارة تلك الاموال واخفاءها لصالح الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد الموالي لايران، ووفق التقارير فقط زاد حجم الايرادات المنهوبة والمسروقة والمسلوبة لدى تلك الشركة وتضخمت مدخولاتها
هذان المشهدان فسرهما الباحث الاقتصادي يونس الكريم، دليلا على أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري وداعميه من قبل الاتحاد الأوروبي، ووزارة الخزانة الأميركية، أثّرت في كل شيء إلّا على الأسد وداعميه، القادرين على كسر هذه العقوبات عبر إدخال كل المعدات والأدوات والسلع التي يحتاجونها وقتما شاؤوا.
اللحوم مرة شهريا على مائدة المواطن السوري
لا يشعر بمرارة العيش الا المواطن السوري، الذي باتت مائدته تفتقد الى اللحوم وحتى المواد الثانوية اصبح محروم منها ويقتات على الارز والبرغل والعدس مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية وانخفاض سعر الليرة وقرار الحكومة وقف الاستيراد من الخارج لدعم السوق المحلي بسبب الحصار ، وهذا الحال ينسحب على 90 بالمئة من الشعب السوري واصبح نحو 9.3 ملايين شخص يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة 1.4 مليون شخص عن العام الماضي مع توقعات بازدياد هذا العدد وفق ما يقول تقرير نشرته صحيفة العربي الجديد
طبقات رؤوس الاموال السورية
يقول التقرير "ينقسم أصحاب رؤوس الأموال في سورية إلى قسمين، طبقة كانت تملك الأموال، ويمثّلها تيار رامي مخلوف، وبدأ نفوذهم في التراجع مع التضييق عليهم، ويضم القسم الثاني، "أمراء الحرب" وهؤلاء شخصيات لم يكن السوريون يعرفون عنها شيئًا قبل الثورة ويمتلكون رؤوس أموال ضخمة مثل سامر فوز وحسام قاطرجي وخضر علي طاهر وهؤلاء يمثّلون تيار أسماء الأسد الذي تصاعد نفوذه مؤخّرا، بحسب الاقتصادي يونس الكريم، والذي أضاف: "أمراء الحرب الجدد حاليًا يحاولون العمل بكل طاقتهم من أجل تقديم رسائل إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتّحدة بأنّ عقوباتهم حبر على ورق وليس لها أي تأثير على الأرض، بل يمكن فهم أن هؤلاء يكشفون مظاهر الترف الفاحش لتوصيل رسالة بأن لديهم علاقات خارجية تساعدهم على كسر العقوبات وتطمين المستثمرين بأنّهم قادرون على العمل في السوق السورية رغم العقوبات، وأنّ لديهم طرقهم الخاصة في كسر العقوبات متى شاؤوا، كما يقول الكريم"
ضنك العيش على الفقراء فقط
منذ تطبيق قانون قيصر قفز سعر كيلو الأرز من 850 الى 5000 ليرة، وسعر كيلو السكّر 2800 ليرة، وكان سعره 650 ليرة، وكيلو زيت الزيتون 15 ألفا وكان سعره 3300 ليرة، وكيلو السمن النباتي 11000، والعدس 4200، وليتر الحليب 1100 ليرة وعبوة البن الصغيرة 2000 ليرة. وهذا الارتفاع لم يؤثر على القيادة الحاكمة او التجار او رجال الاعمال بل على المواطن السوري الذي اصبح يدفع ويلات الحرب والحصار والعقوبات الاميركية على بلاده .