قال المتحدث باسم وسيط السلام الدولي كوفي عنان يوم الخميس ان السلطات السورية أبلغت عنان بأنها بدأت سحب قوات من ثلاث مناطق في اطار خطة للسلام لوقف أعمال العنف المستمرة منذ اكثر من عام.
لكن هذا التقرير قوضته اشتباكات جديدة اندلعت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في منطقة أخرى ببلدة قرب العاصمة دمشق. ولم تظهر بوادر على توقف القتال على الرغم من موافقة الرئيس بشار الاسد منذ اكثر من أسبوع على خطة للسلام من ست نقاط وضعها عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في افادة صحفية في جنيف "نعم.. لقد أبلغونا بأنهم بدأوا سحب القوات من مناطق معينة... حددوا ثلاث مدن هي درعا وادلب والزبداني."
وأضاف أن مكتب عنان يحاول التحقق من التأكيد السوري. كانت روسيا قالت ان سوريا بصدد سحب القوات. وقال فوزي "لا أستطيع الخوض في تفاصيل عن عملية التحقق. لكن ما أستطيع ان اخبركم به هو أننا نبحث عددا من المصادر ونفحص هذه المعلومات بعناية."
وأضاف المتحدث أنه تم توجيه طلب للدول أعضاء الامم المتحدة لتوفير قوات لبعثة مراقبة وقف اطلاق النار تنشر في سوريا بعد العاشر من ابريل نيسان.
وقال فوزي للصحفيين ان التقارير الاعلامية عن نشر ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلح "ليست بعيدة للغاية" عن الواقع مضيفا أن القوة ستنشر تدريجيا.
ووصل فريق طليعي أرسله عنان الى دمشق يوم الخميس ليبدأ مناقشة الانتشار الكامل والذي يتطلب صدور قرار من مجلس الامن الدولي. وقال فوزي لرويترز في وقت لاحق "فريق التخطيط بالكامل في دمشق الان. هناك نحو عشرة او 11 منهم."
وتابع أن الفريق لن يشارك في محاولة التحقق من تقارير عن الانسحاب.
مون: الوضع يزداد سوءا
قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الخميس ان العنف في سوريا ضد المدنيين لم يتوقف وان الصراع المندلع منذ عام والذي قتل الالاف بالفعل يزداد سوءا.
وقال بان للجمعية العامة للامم المتحدة "رغم قبول الحكومة السورية خطة المبعوث الخاص المشترك (للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان) والتي تتضمن مقترحات مبدئية لحل الازمة فلم يتوقف العنف والهجمات على المناطق. الوضع على الارض يواصل التدهور."
تشكيك
قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الخميس انه غير متفائل بنجاح خطة وسيط السلام الدولي كوفي عنان لوقف القتال في سوريا واتهم الرئيس بشار الاسد بالتظاهر بالالتزام بها.
ولم تظهر أي علامات على تراجع حدة القتال في سوريا رغم موافقة الاسد منذ أكثر من أسبوع على خطة السلام المكونة من ست نقاط التي وضعها عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا. وقال جوبيه في تصريحات للصحفيين "هل نستطيع التفاؤل أم لا.. لست متفائلا لانني أعتقد أن بشار الاسد يخدعنا. انه يتظاهر بقبول خطة كوفي عنان المكونة من ست نقاط بينما لايزال يستخدم القوة في الوقت نفسه." وكانت فرنسا وهي أول دولة غربية تعترف بالمعارضة الليبية في أوائل عام 2011 قد تزعمت دعوات تطالب الاسد بالتنحي ودافعت عن احتجاجات المعارضة في سوريا حيث سقط عشرة الاف قتيل على الاقل.
وقال جوبيه انه من الضروري أن ينفذ انسحاب الجيش المتفق عليه والوقف الشامل لاطلاق النار في غضون المهلة المتفق عليها وتبلغ 48 ساعة بعد العاشر من أبريل نيسان. وقال للصحفيين "اذا احترم هذا الجدول الزمني سيتم نشر بعثة مراقبين بسرعة للتأكد من أننا لا نتعرض لخديعة." وتابع قائلا "اذا حصلنا على (نشر) 250 مراقبا تابعين للامم المتحدة وحرية دخول وسائل الاعلام الدولية والمساعدات الانسانية فان الامور ستتغير عندئذ تغيرا كبيرا."
ولكنه أشار الى أنه اذا لم يلتزم الاسد بخطة عنان فانه لن يكون في مقدور المجتمع الدولي عندئذ السماح باستمرار المجازر الى أجل غير محدد. وقال "سيتعين علينا عندئذ أن نعود الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة والنظر في جميع الخيارات."
وأضاف "انني مقتنع بأن النظام لن يكون قادرا على الصمود الى ما لا نهاية. فعندما تذبح 10 الاف من مواطنيك ومئات الاطفال وتعذب الرجال والنساء فان ذلك سيرتد اليك في يوم ما."