عودة العنف مجددا للبنان واشتباكات بين الجيش ومتظاهرين

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2019 - 02:06 GMT
عودة العنف مجددا للبنان واشتباكات بين الجيش ومتظاهرين

 اشتبك متظاهرون لبنانيون مناهضون للحكومة في وقت ساعة متأخرة من ليل الأربعاء/الخميس مع قوات الجيش في المنطقة الشمالية من البلاد، غداة تقديمرئيس الوزراء سعد الحريري استقالة حكومته، تلبية لأحد مطالب المتظاهرين الأساسية.

وأطلقت قوات من الجيش اللبناني الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا إغلاق طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة طرابلس الساحلية بشمال البلاد، وفي المقابل رشق المتظاهرون الجنود بالحجارة.

وذكرت هيئة الصليب الأحمر اللبنانية أن ثلاثة متظاهرين على الأقل أصيبوا بجروح طفيفة.

ورفض متظاهرون في طرابلس ومدينة صيدا جنوبا مغادرة الشوارع إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة ودعوا المتظاهرين الآخرين إلى العودة مجددا.

في غضون ذلك، تم إغلاق الطرق مجددا في بعض مناطق شرق لبنان وكذلك على جسر الرينج بوسط بيروت، بعد أن تم فتحها في وقت سابق الأربعاء.

وكان الحريري قد أعلن الثلاثاء استقالة حكومته “تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية”، وذلك بعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية.

وكانت المظاهرات الاحتجاجية قد بدأت مساء الخميس في 17 تشرين أول/أكتوبر الجاري في وسط بيروت عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق “واتس آب” وسرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم المناطق اللبنانية كافة.

إلى ذلك، شارك عدد كبير من المتظاهرين، الخميس، في قطع أوتوستراد “جل الديب”، شمالي العاصمة اللبنانية، بيروت بالإطارات المشتعلة، وبافتراشه رفضاً لمحاولات الجيش اللبناني إعادة فتحه.
وعمد المتظاهرون الى قطع الطرق المؤدية الى العاصمة بيروت في ظل أزمة سير خانقة.
من جهتها، أوضحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن “الوضع تطور في ساحة العبدة، إثر خلاف نشأ بين المعتصمين والجيش على طريقة فتح الطريق عند ساحة الاعتصام”.
وأضافت أنه “مع تصاعد حال توتر اضطر الجيش إلى إلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق المعتصمين، وأفيد عن إصابات طفيفة عدة (دون ذكر عددها)”.
وأفاد ‏الصليب الأحمر عبر حسابه بـ”تويتر” بوقوع “إشكال في مظاهرة بصيدا (جنوب)، والصليب الأحمر نقل على إثره 3 إصابات حتى الآن، مع وجود فرق دعم توجهت إلى المكان”، دون تفاصيل أكثر.

وتظاهر عدد كبير من المواطنين في مناطق المرج، برالياس، ونقطة المصنع في البقاع مطلقين شعارات مناوئة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله.
وفي سياق متصل، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، الأربعاء، أنصاره إلى التزام الهدوء، وعدم قطع الطرقات، والتعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وتشهد العاصمة بيروت ومدنًا لبنانية أخرى، منذ الثلاثاء، مسيرات تضامنية مع الحريري وقطع طرقات بإطارات مشتعلة، رفضًا لاستقالته بمفرده، وللمطالبة أيضًا باستقالة كل من رئيس البلاد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتوجد في لبنان ثلاث رئاسات، هي رئاسة الجمهورية ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة البرلمان ويتولاها مسلم شيعي.
وتشهد لبنان احتجاجات منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفضا لمشروع حكومي لزيادة الضرائب على المواطنين في موازنة 2020، لتوفير موارد جديدة للدولة التي تعاني من وضع اقتصادي متردٍ.
ومنذ اليوم الثاني من الاحتجاجات، أُغلقت أبواب المؤسسات الرسمية والخاصة في لبنان، ولا سيما المؤسسات المصرفية والتعليمية، حيث يقطع المحتجون الطرقات الرئيسية، لتنفيذ مطالبهم. (وكالات)