فيما يستعد الرئيس ميشيل عون لعقد اجتماع امني، قالت مصادر اعلامية متطابقة منها قناة "سكاي نيوز عربية"، بأن رئيس الحكومة المكلّف، حسان دياب، أجرى اتصالات للإسراع بتشكيل الحكومة، مع ارتفاع منسوب المواجهات مع قوات الامن
اجتماع امني
يعقد الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين اجتماعا أمنيا مع كبار مسؤولي الأمن لمناقشة المواجهات غير المسبوقة التي جرت خلال عطلة نهاية أسبوع بين عناصر الأمن ومتظاهرين في العاصمة وأسفرت عن إصابة أكثر من 500 شخص بجروح.
ومن المقرر أن يترأس عون بعد ظهر الاثنين "اجتماعًا أمنيًا"، بحضور وزيري الدفاع والداخلية بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية، وفق حساب الرئاسة على موقع "تويتر".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الاجتماع يهدف إلى "البحث في التطورات الأمنية والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد".
وأصيب ما لا يقل عن 145 شخصا في بيروت الأحد خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريقهم. والسبت أيضا وقعت اشتباكات مماثلة أسفرت عن إصابة 377 شخصا في عنف غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في 17 تشرين الأول/أكتوبر.
استخدمت قوّات الأمن في بيروت الأحد الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين ضدّ السلطة عمدوا إلى رشقها بالحجارة، في يوم ثان من مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة 145 شخصًا في بلد يشهد أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وتواصلت الاحتجاجات في لبنان، الأحد، ولجأت قوات الأمن إلى إطلاق مدافع المياه على محتجين في ثاني ليلة على التوالي من المواجهات العنيفة وسط العاصمة بيروت.
وتصاعدت المواجهات قرب مبنى البرلمان، الأحد، بعد يوم من إصابة أكثر من 370 شخصا بجروح، وهو أعلى عدد للمصابين منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.
وقال الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني إن 377 شخصا على الأقل أصيبوا من الجانبين مساء السبت، في حين ذكرت قوى الأمن الداخلي أن 142 شرطيا أصيبوا.
المظاهرات تستعيد زخمها
وأكّدت لجنة من محامي الدفاع عن المتظاهرين أنّه تمّ اعتقال نحو 40 متظاهرًا السبت قبل إطلاق سراحهم، موضحة أنّ "غالبيّتهم" كانوا ضحايا "عنف مفرط"، إذ أُصيب بعضهم "في الرأس والوجه أو الأعضاء التناسلية".
ثوان قليلة أثناء هجوم المتظاهرين على عنصر من عناصر مكافحة الشغب التي كانت تتبعهم
— Maher El Khechen (@khechen_maher) January 19, 2020
ساحة الشهداء- 18 كانون الثاني 2020#لبنان__ينتفض pic.twitter.com/l8TkWK3Ai1
وتابعت أن المحامين عاينوا في المستشفيات جروحًا ناجمة من الرصاص المطاطي في الوجه أو الرأس.
واستعادت المظاهرات زخمها هذا الأسبوع، حيث شهد يوما الثلاثاء والأربعاء مواجهات عنيفة بين قوى الأمن ومتظاهرين أقدموا على تحطيم واجهات مصارف ورشق حجارة باتّجاه القوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة.
ويطالب مئات آلاف اللبنانيين الذين ملأوا الشوارع والساحات منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، برحيل الطبقة السياسيّة التي يحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي ويتّهمونها بالفساد والعجز عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية. وهم يدعون إلى تشكيل حكومة اختصاصيّين تنصرف إلى وضع خطة إنقاذية.
وبعد أسبوعين من بدء الاحتجاجات، قدّم سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة بضغط من الشارع. وكُلّف الأستاذ الجامعي والوزير الأسبق حسان دياب، بدعم من حزب الله وحلفائه، تأليف حكومة تعهّد أن تكون مصغّرة ومؤلّفة من اختصاصيّين، تلبيةً لطلب الشارع. إلا أنّ دياب لم يتمكّن حتى الآن من تشكيل حكومته.
وتُواصل أحزاب الأكثرية النيابية مفاوضاتها، مع محاولة كلّ منها أن يكون ممثّلاً في الحكومة المقبلة. في هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية عصر الأحد رئيس الحكومة المكلّف، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
ولم يتمكن الساسة اللبنانيون من تشكيل حكومة جديدة أو وضع خطة لإنقاذ البلاد منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر ودفعت سعد الحريري إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء.
ويحتج الغاضبون في لبنان ضد تفشي الفساد في أجهزة الدولة وسوء الإدارة، وسط مطالبة بحكومة يتولاها أشخاص مستقلون وذوو خبرة.