بينما نجح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تحقيق تقدم لافت في ملف الأسرى عبر إعلان حركة حماس استعدادها للإفراج عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، اختارت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرد على هذا التوافق التاريخي مع واشنطن بتصعيد دموي استهدف المدنيين في قطاع غزة.
ففي اليوم الـ56 من استئناف العدوان على غزة، نفذ جيش الاحتلال غارات عنيفة فجراً، استهدفت إحداها مدرسة للبنات في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 15 شخصاً على الفور، ليرتفع عدد الشهداء منذ منتصف الليل إلى 17، وفق مصادر طبية.
التطورات جاءت بعد ساعات من إشادة ترامب باستجابة حماس الإيجابية، معرباً عن أمله بانتهاء الحرب، في وقت أعلنت فيه الحركة استعدادها لبدء مفاوضات فورية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وهو ما قوبل بتجاهل إسرائيلي ورسائل ميدانية دموية.
تل أبيب توسع عملياتها وتجنّد المزيد من قوات الاحتياط
في سياق متصل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تجنيد لواءي احتياط جديدين من المشاة والمدرعات، في خطوة تشير إلى توسيع العملية البرية في غزة، ليصل عدد الألوية التي تم استدعاؤها منذ بدء التصعيد إلى خمسة.
وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال تنفيذ اقتحامات واعتقالات يومية، في إطار سياسة تصعيدية شاملة لا تميز بين غزة والضفة.
لابيد: تدخل واشنطن في ملف عيدان يكشف فشل حكومة نتنياهو
من جانبه، شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هجوماً على الحكومة، قائلاً إن ما تم بين واشنطن وحماس بشأن الأسير عيدان ألكسندر "دليل على فشل ذريع لحكومة نتنياهو في إدارة الملف الأمني والسياسي".
عائلات الأسرى الإسرائيليين: الإفراج عن عيدان نجاح فردي لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها
وعلّقت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين على المستجدات، بالقول إن "الإفراج المرتقب عن عيدان يعكس التزام قيادة فاعلة تجاه مواطنيها"، داعية الحكومة إلى استغلال الفرصة لتحقيق اتفاق شامل. وأضافت الهيئة في رسالة موجهة إلى نتنياهو: "هل ستتخذ القرار الشجاع وتُنهي الكابوس الذي يعيشه عشرات الأسر، أم تستمر في المماطلة السياسية؟"