غليون ينفي توجهه لدمشق وكيلو يدعو لتجنب إنقسامات المعارضة

تاريخ النشر: 12 أكتوبر 2011 - 07:55 GMT
المرشح لرئاسة المجلس الانتقالي السوري برهان غليون
المرشح لرئاسة المجلس الانتقالي السوري برهان غليون

قال ميشيل كيلو وهو نشط بارز مقيم في سورية إن على المعارضة السورية تجنب الانقسامات التي تصب في صالح الرئيس بشار الأسد خاصة بين نشطين من داخل البلاد وخارجها.

وخلال زيارة لباريس قال كيلو وهو كاتب أمضى ست سنوات مسجونا لمعارضته القيادة السورية ان جماعته وهي اللجنة الوطنية للتغيير الديمقراطي لا تريد تدخلا أجنبيا مشابها لما يحدث في ليبيا.

وقال للصحافيين امس الثلاثاء إن الأمم المتحدة يجب أن تتبنى قرارا يسمح للمراقبين بمتابعة أحوال المدنيين وحمايتهم.

وأضاف كيلو "النظام يراهن على الخلافات بين من هم في الداخل والخارج ونحن نحاول ألا نعمل لصالح هذا الغرض".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حملة القمع التي يشنها الأسد على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وضد حكمه المستمر منذ 11 عاما أسفرت عن سقوط 2900 قتيل. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات ويسعيان لإصدار قرار من الأمم المتحدة ضد دمشق.

ونظمت جماعة كيلو تظاهرات في سورية وترغب فيما يبدو بشكل متزايد في تضييق شقة الانقسامات مع جماعات معارضة خارج البلاد. وتنتقد بعض الشخصيات في الداخل في أحاديث خاصة المعارضة في الخارج لقبولها سريعا فكرة التدخل الأجنبي في البلاد.

ومن القضايا الأخرى التي تسبب انقسام المعارضة الخلافات العرقية والطائفية والخلاف حول دور الدين في الدولة وفجوة بين الأجيال من المعارضين المحنكين ونشطاء الشارع من الشبان.

وقال كيلو ويبلغ من العمر 71 عاما إنه سيلتقي بالزعيم المقيم في باريس للمجلس الوطني وهو جماعة معارضة كبيرة تشكلت في وقت سابق من الشهر الجاري تضم أكاديميين ونشطاء شعبيين وأخوانا مسلمين وغيرهم من المعارضين الذين وقعوا على ما يطلق عليه إعلان دمشق.

ودعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني إلى الاعتراف بالمجلس باعتباره ممثلا لمن يعارضون الأسد. لكنه واجه انتقادات لعدم تمكنه من توحيد كل اطياف المعارضة.

وقال كيلو إنه في حين أنه مستعد لمقابلة غليون في باريس فليس "منطقيا" أن يكون التوجيه من الخارج بينما كان الملايين يحتجون في الشوارع داخل سورية. وقال كيلو: "برهان غليون صديقي (...) أنا هنا (...) هو هنا (...) وسوف نتحدث بالفعل".

ومضى يقول "ليس هناك خلاف كبير بيننا وبين المعارضة في الخارج. نحن شعب واحد لكن بصوتين".

وقال كيلو الذي تضم حركته قوميين وأكرادا واشتراكيين وماركسيين وكذلك مستقلين إنه لا يؤيد التدخل العسكري الاجنبي في سورية لأن هذا سيثير تساؤلات حول استقلال البلاد.

وتابع "هذه ليست ليبيا (...) لدينا علاقات حساسة للغاية مع تركيا وإيران واسرائيل وكذلك هناك أقليات مثل الأكراد والعلويين والمسيحيين (...) لذلك علينا التعامل مع الوضع بحرص".

وأشار كيلو وهو مسيحي من مدينة اللاذقية إلى الصعوبات الموجودة في دول شهدت انتفاضات مطالبة بالديمقراطية مثل تصاعد احتجاجات أقباط في مصر أدت إلى سقوط 25 قتيلا هذا الأسبوع.

وأردف قائلا "سيترك هذا انطباعا سلبيا للغاية في سورية (...) سيخيف هذا الناس الذين يشعرون فعلا بخوف بالغ".

تشكيك برموز المعارضة

من جانب آخر اتهم معارضون سوريون النظام بشن حملة "تشكيك" ضد رموز بارزة في المعارضة، آخرهم المرشح لرئاسة المجلس الانتقالي برهان غليون، الذي شكا من شائعات عن توجهه إلى سوريا في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي. وكانت البداية مع بيان أرسله إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية رئيس جمعية "اقرأ" السلفية اللبنانية نقل فيه عن "ناطق بلسان الضباط الأحرار" أنه "إذا صح ما لدينا من وثائق تثبت أنه زار دمشق في 27 من الشهر الماضي، عندها سيتم رفض جميع مشاريعه وعدم تفويضه والتحذير منه".

وأرفق دقماق البيان بصورة لما يبدو أنه بطاقة سفر على الخطوط الجوية المصرية باسم برهان محمد غليون، متوجهة إلى سوريا في 27 سبتمبر. غير أن غليون، الذي اتصلت به الصحيفة اللندنية أمس في مقر إقامته بباريس، قال إن ما جرى هو "لعبة مخابراتية"، مشيرا إلى أنه كان في ذلك التاريخ في تركيا يفاوض من أجل توحيد القوى السورية المعارضة حول المجلس الوطني.

وقال إن الاسم المذكور على البطاقة المزعومة هو برهان محمد غليون، أما اسمه الثلاثي فهو برهان عبد الحليم غليون، مشيرا إلى أن هذه اللعبة كانت تقوم بها الاستخبارات السورية معه خلال وجوده في سورية حيث يجري توقيفه في المطار لساعات قبل أن يتم الاعتذار إليه بدعوى أن المطلوب هو برهان عبد الحكيم غليون.

وقال غليون إن الكلام عن توجهه إلى سورية "«سخيف جدا ولا يمكن التوقف عنده، فلماذا أذهب إلى سوريا؟ ولماذا لم يتم توقيفي هناك لو ذهبت؟"، مشيرا إلى أن هذا الكلام معناه التشكيك بأن المجلس الوطني تابع للاستخبارات السورية.

وأشار غليون إلى أن هذا الموضوع ليس فعلا داخليا، أي من قبل معارضين آخرين، مشددا على أنه يحتاج إلى "قدرات استخبارية عالية"، متحدثا عن "خلية لتشويه صورة المعارضين عبر إثارة اللغط حولهم، حتى لو لم يصدق الناس هذه الأخبار إلا أنها تؤثر على سمعة من يتم التعرض إليه"، مشيرا إلى أن هذه الحملة تتزامن مع طرح اسمه لرئاسة المجلس الانتقالي.

وأشار غليون أيضا إلى شائعة أخرى مصدرها النظام تبثها جماعات على الإنترنت عبر موقع يحمل اسم المجلس الوطني السوري، وعليه صور لمواقع استراتيجية سورية يجب ضربها من قبل "ناتو".

ويؤكد أنه لا علاقة للمجلس بها لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا إلى أنه لا أحد في المجلس لديه خبرات استخبا راتية "ولا نعرف المواقع والمنشآت السرية السورية لنؤشر عليها"، مضيفا أن "الأميركيين والإسرائيليين يعرفون مكانها بالتأكيد ولا حاجة لهم لمن يدلهم عليها". وأضاف أن موضوع الضربة العسكرية "ليس من ضمن مخططات أي أحد حتى الآن، خصوصا في وجود الفيتو الروسي – الصيني". واتهم غليون النظام السوري أو حلفاءه كالإيرانيين أو غيرهم بالقيام بهذه العملية، معتبرا أن هؤلاء وحدهم من لديهم المصلحة في التشويش على المجلس الوطني.