استمر الهدوء الحذر في قطاع غزة الاثنين، رغم بعض الخروقات، فيما اشارت حركتا فتح وحماس الى تقدم في تثبيت التهدئة بينهما وشوهدت دوريات من الشرطة تجوب شوارع القطاع فيما اعلنت الحركتان عن اسماء وفديهما الى لقاء مكة.
وافادت مصادر امنية انه تم تسيير دوريات من الشرطة الفلسطينية في الشوارع "للحفاظ على الهدوء وتثبيت التهدئة بين الطرفيين" بعد الاشتباكات التي اوقعت 28 قتيلا واكثر من 250 جريحا منذ الخميس الماضي. ولوحظ وجود حواجز للفريقين قرب بعض المواقع الخاصة بهم.
وقال توفيق ابو خوصة المتحدث باسم حركة فتح "ان الوضع الامني هادىء الى حد ما وواصل المكتب المشترك معالجة كل التجاوزات والاختراقات وتم انزال كافة المسلحين عن الابراج العالية وتم ازالة الحواجز".
واضاف ابو خوصة "ما زالت هناك بعض التجاوزات البسيطة والانتهاكات البسيطة وسيتم معالجتها ميدانيا من قبل المكتب المشترك وغرفة العمليات ونامل ان تكون الظروف افضل بما يعزز الاتفاق". واشار الى ان الطرفين يسعيان لحل "قضية المحتجزيين". واكد ابو خوصة "ان الهدوء اليوم افضل من امس (الاحد) وهناك تقدم في تثبيت التهدئة على الارض".
من جهته قال ايمن طه المتحدث باسم حركة حماس لوكالة ان "الوضع ميدانيا اليوم افضل فهناك هدوء نسبي". واوضح طه "ما زالت هناك مشكلة الابراج قائمة(..) وسنعقد اجتماعا الان مع حركة فتح لمتابعة ما تم بالامس واستكمال بقية الامور".
واشار الى تواجد بعض المسلحين مؤكدا "نحن من طرفنا التزمنا وانسحبنا من الابراج لكن هناك خشية من ان ياتي مسلحون من الطرف الاخر ويحتلون هذه المواقع".
وكانت فتح وحماس اعلنتا في بيان انهما اتفقتا في الاجتماع الذي عقد في مقر البعثة المصرية في غزة بحضور وفد امني مصري السبت على سحب المسلحين من الشوارع وانتشار الشرطة الفلسطينية والافراج عن المحتجزين.
عبرت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس الاثنين عن املها في ان ينجح اجتماع مكة المكرمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في التوصل الى اتفاق مؤكدة ان "الاجواء ايجابية جدا".
وقال غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية لوكالة فرانس برس "هناك امل كبير ان تنتهي جميع نقاط الخلاف في اجتماع مكة" المزمع عقده الثلاثاء.
واكد حمد ان "لا احد يرغب بان يستمر هذا الوضع من الاقتتال والصراع والتوتر والاحتقان وبالتالي واضح ان هناك قرارا ان لا يفشل هذا اللقاء لان فشل هذا الحوار يعني عودة الاحتقان".
واضاف "ان كل القضايا ستكون مطروحة في لقاء مكة موضوع البرنامج السياسي (لحكومة الوحدة الوطنية) وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وموضوع اعادة تشكيل منظمة التحرير والوضع الداخلي. كل هذه القضايا ستناقش بجدية واذا تم الاتفاق على كل هذه القضايا سنعلن الاتفاق في مكة" مشيرا الى ان "مدة الحوار مفتوحة".
واضاف حمد "بخصوص البرنامج السياسي لسنا بعيدين عن الوصول الى اتفاق" موضحا ان "هناك بعض نقاط الخلاف لكن اعتقد انه ليس من الصعب التوصل الى صيغة وطنية ترضي الطرفين واعتقد ان هذه المسالة سبق ان نوقشت في دمشق".
واشار الى ان "وفد الداخل سيغادر الي السعودية غدا (الثلاثاء) وسيكون مشكلا من رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الشؤون الخارجية محمود الزهار والناطق الرسمي باسم الحكومة غازي حمد من غزة ومن الضفة الغربية سيكون نائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر ووزير التخطيط والقائم باعمال وزير المالية سمير ابوعيشة".