فرار دبلوماسي ايراني من دبي

تاريخ النشر: 10 مارس 2007 - 10:43 GMT

مع ان الغموض لا يزال يحيط باختفاء نائب وزير الدفاع الايراني السابق الجنرال على رضا العسكري، افادت تقارير اعلامية ان دبلوماسيا ايرانيا اخر فر من بلاده عبر دبي.

ربطت اسرائيل بين إفادة الأسير اللبناني المحرّر مصطفى الديراني أمام المحققين الإسرائيليين واختفاء الجنرال علي رضا عسكري في تركيا، ولغز اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد.

وقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة عن تطور اخر في لغز اختفاء الجنرال، حيث ذكرت أنّ القنصل الإيراني في دبي عادل أسادينية فر إلى الغرب هو الأخر بالتزامن مع "فرار" الجنرال الإيراني.

ونشرت الصحيفة الإسرائيلية تقريراً أشارت فيه إلى أنّ الديراني روى في إفادته أمام المحققين الإسرائيليين أنّ عسكري مارس ضغوطاً كبيرة عليه لتسليمه أراد وأنّ الطيار الإسرائيلي تمّ اختطافه من منزل تابع لحركة "المقاومة المؤمنة" في عملية كوماندوس نفذها حرس الثورة الإيرانية.

وأشارت "يديعوت أحرونوت"، التي أوفدت مراسلاً إلى فندق "تشيلان انتركونتيننتال" في اسطنبول، الذي يفترض أن عسكري قد نزل فيه، أنه من الجائز أن الجنرال الإيراني لم يطأ عتبة الفندق، وأنّ الشخص الذي نزل فيه هو "بديل" له.

واوردت الصحيفة رواية لاختفاء عسكري فيها انه كان خاضعا لرقابة الجهات التي ساعدته على الفرار للتحقق من أنه لا يخضع لـ"مراقبة معادية". كما انه "يمكن الافتراض انه أعد جواز سفر له في وقت سابق، وبعيد وصوله إلى اسطنبول في السباع من شباط/فبراير، صار شخصاً آخر. وبعد ساعات من وصوله، كان في طريقه إلى مكان جديد خارج تركيا".

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية إسرائيلية وبريطانية أنّ عسكري لم يختطف، إنّما فرّ إلى الغرب بالتنسيق مع أجهزة استخبارات غربية، وأن هذه العملية هي "الإنجاز الإستخباراتي الأكبر في الصراع المتواصل ضد إيران منذ 28 عاماً".

من جهته، أكّد مسؤول سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنه "لم يعد أحد اليوم يخطف مسؤولين رفيعي المستوى لأن عملية كهذه ستفسر على أنها خطوة حربية خصوصاً من جانب دولة متطرفة مثل إيران"، مشدداً على أنّ لدى الإيرانيين "قاعدة واسعة في العديد من الدول الغربية وباستطاعتهم أيضاً الرد على ذلك بخطف مسؤولين".

كذلك أجمعت المصادر الاستخباراتية على أن فرار عسكري تم الإعداد له منذ وقت طويل، وأن عائلته غادرت إيران قبل أن يغادرها هو إلى سوريا ومن هناك إلى تركيا، مشيرة إلى أنّ توجه عسكري إلى دمشق وليس اسطنبول مباشرة سببه أنه لا يريد إثارة شبهات حياله لدى النظام الإيراني، وكذلك بهدف التملص من مرافقة حراسه الشخصيين.

وقال مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إنه "لم يعد أحد اليوم يخطف مسؤولين رفيعين لأن عملية كهذه ستفسر بأنها خطوة حربية، وخصوصاً من دولة متطرفة مثل إيران. ولا تريد أي دولة فتح عملية خطف مع الإيرانيين الذين لديهم قاعدة واسعة في الكثير من الدول الغربية وفي استطاعتهم هم أيضا الرد بخطف مسؤولين". لذلك فإن "الفرار قصة مختلفة، فهذا قرار شخصي ولا يمكن الإدعاء على الدولة التي فر إليها، لكن عملية فرار كهذه لا يتم الإعداد لها خلال أسبوع أو أسبوعين".

وفسرت مصادر توجه عسكري إلى دمشق قبل اسطنبول بأنه لم يرد إثارة شبهات لدى النظام الإيراني، وليتخلص من مرافقة حراس شخصيين له.

وبحسب "يديعوت" فإن أحد أجهزة الاستخبارات الغربية كانت قد أعدت ملفاً كاملاً حول عسكري، الذي "بيده مفتاح ألغاز عديدة" أهمها اختفاء أراد ومقتل مدير مكتب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي آيه" وليام باكلي في بيروت.

وقال المسؤول السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي العميد شمعون شبيرا إنّ "عسكري هو قدس الأقداس"، فيما أوضح مسؤول سابق في الموساد أنّ الجنرال الإيراني "يحسن الإفلات" من عمليات الاغتيال والاعتقال وأنّه "يتجول حاملاً جوازات سفر مزورة أو جواز سفر دبلوماسي وهذا يجعله هدفاً أصعب".

الديراني

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الديراني، الذي اختطفته إسرائيل من بيته في لبنان، روى لمحققيه الإسرائيليين الضغوط الهائلة التي مارستها إيران بواسطة عسكري لكي يسلمها أراد، موضحاً أن طهران اهتمت برون أراد لسببين، الأول هو الناحية السياسية، والثاني هو اعتقادها بأنه يملك معلومات استخباراتية مهمة.

وقال الديراني في إفادته أمام المحققين الإسرائيليين أنه بتاريخ الرابع من أيار/مايو 1988 كان أراد مسجوناً في منزل تابع لتنظيمه (المقاومة المؤمنة) في قرية النبي شيت، حين هاجمته قوة من حرس الثورة الإيرانية، وأنّ حراس المنزل، وكان مسؤولهم زكريا حمزة، اعتقدوا أن الكوماندوس الإسرائيلي يهاجمهم، خصوصاً أنّ الجيش الإسرائيلي كان ينفذ يومها عملية عسكرية في بلدة ميدون، ففروا من المكان تاركين رون أراد خلفهم فأخذه الإيرانيون، لكنّ المحققين الإسرائيليين لم يأخذوا بهذه الأقوال.

وأشار الديراني أمام محققيه الإسرائيليين أن اراد موجود في إيران وتحديداً في معسكر اعتقال قريب من طهران تحت قيادة عسكري، لكن تناقضات برزت في إفادته ولهذا لم تولِ إسرائيل اهتماما بروايته.

وقالت "يديعوت" إنّ الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أنه إذا كان هناك شخص في العالم يمكنه حل لغز "دفء الجسد"حول رون أراد، فإن هذا الشخص هو عسكري الذي تسلم الطيار الإسرائيلي ونقله إلى إيران ربما عن طريق سوريا، وتم احتجازه هناك بأيدي مرؤوسيه المباشرين.

من جهته، قال الصحافي في "يديعوت" رونين برغمان إنّ القنصل الإيراني في دبي عادل أسادينية "وهو في الحقيقة مندوب جهاز المخابرات التابع لحرس الثورة الإيرانية" قد فر إلى الغرب هو الآخر بالتزامن مع فرار عسكري، ويبدو أنه الآن بأيدي جهاز المخابرات البريطانية، وأنّه أعطى شهادة مفصلة حول نشاط إيران في منطقة الخليج بهدف زعزعة الأنظمة العربية في تلك المنطقة.

وأشار برغمان إلى أنّ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأسرى والمفقودين جان دومينيك فيكو طلب مراراً قبل سنوات الاجتماع بعسكري في طهران أو في بيروت، لكنه لم ينجح، حيث كان الإيرانيون يجيبونه بأنه "مريض جداً".

ونقل برغمان عن مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات البريطانية "أم أي 6" قوله إن "البريطانيين جيدون في تهريب مسؤولين يريدون الفرار من دولتهم".