قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الاربعاء ان بلاده تؤيد اقامة ممر انساني محتمل في سوريا وتعتبر المجلس الوطني السوري المعارض شريكا شرعيا تود أن تعمل معه.
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عما اذا كان اقامة ممر انساني في سوريا أمر ممكن قال جوبيه "انه أمر بحثناه وسأقترح ادراجه على جدول اعمال المجلس الاوروبي."
وقال جوبيه ايضا ان فرنسا تسعى الى اعتراف دولي بالمجلس الوطني السوري وان التدخل العسكري غير مطروح.
وقال "المجلس الوطني السوري شريك شرعي نود ان نعمل معه...نعمل مع الجامعة العربية وكل حلفائنا نحو الاعتراف به. "
وقال رئيس المجلس الوطني السوري ان المجلس يؤيد دور الجيش السوري الحر في حماية المدنيين وليس في عمليات هجومية.
في غضون ذلك، أثارت فكرة قيام القوات التركية بانشاء منطقة امنة داخل سوريا حماس المنشقين عن الجيش السوري الذين يقولون انهم يستطيعون بمثل هذه الحماية القيام بتمرد يطيح بالرئيس السوري بشار الاسد.
ورغم ان انقرة تقول انها لا تريد التدخل عبر الحدود الا ان مسؤولين بوزارة الخارجية التركية قالوا للصحفيين في الايام القليلة الماضية ان تركيا قد تتجه لانشاء منطقة عازلة داخل سوريا اذا تدفق اللاجئون على تركيا او اذا وقعت مذابح في المدن السورية.
واثارت هذه التصريحات حماس المنشقين عن الجيش السوري الذين اقاموا قاعدة للجيش السوري الحر بين مخيمات اللاجئين والمنازل الامنة في اقليم هاتاي الحدودي التركي.
وقال الملازم اول عبد الله يوسف الذي فر من سوريا وانضم الى الجيش السوري الحر على الجانب التركي من الحدود لرويترز في احد المنازل الامنة التي وفرتها اسرة تركية عربية على مشارف مدينة هاتاي "لو توافرت مثل هذه المنطقة فلن يصمد النظام لاكثر من اسبوع.
"رفاقنا في الجيش ينتظرون ساعة الصفر."
ويعتقد ان عدة مئات من المنشقين عن الجيش قد عبروا الحدود الى هاتاي من بينهم عشرات اقاموا معسكرا قرب الحدود.
وتوجد في الاقليم اغلبية عربية سنية تتعاطف مع معارضي الاسد كما توفر لهم التضاريس الجبلية التي تكسوها الغابات مكانا جيدا يمكن أن تكون قاعدة للقيام بتمرد.
وقال يوسف الذي قاتل الى جانب جنود منشقين اخرين في الرستن الشهر الماضي "ستجد المنشقين عن الجيش السوري يزيدون بعشرات الالاف بمجرد انشاء المنطقة الامنية."
وكانت هذه المعركة اول مواجهة مسلحة منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الاسد قبل ثمانية اشهر واشارت الى امكانية تحول الحملة الامنية العنيفة التي يشنها الرئيس السوري ضد معارضيه الى حرب اهلية اذا تجمع معارضوه وكونوا قوة قتالية كاملة.
واقام المنشقون قاعدتهم في هذا الاقليم التركي الحدودي حيث يعيش ما لا يقل عن 8500 لاجئ مدني سوري في مخيمات.
وقال الملازم المنشق من اللاذقية سالم عوده ان العلاقات التاريخية والدينية مع تركيا التي تعود الى عهد الامبراطورية العثمانية تعني ان معارضي الاسد الذين يخشون بشكل عام من التدخل الاجنبي سيقبلون قيام تركيا بدور عسكري.
وقال "امل ان يكون هناك تدخل عسكري تركي. انه افضل وهم لديهم علاقات دم منذ زمن طويل وهم أقرب الى الشرق من الغرب."
وتقول القوات المنشقة ان عدد المنضمين الى صفوفها قد ازداد خلال الاسابيع الاخيرة مع تسلل المزيد منهم الى تركيا على الرغم من تكثيف الجيش السوري لوجوده في مناطق كثيرة من الحدود بين البلدين التي يبلغ طولها اكثر من 800 كيلومتر.
وقال العريب ابو خالد الذي عبر الحدود الى تركيا هذا الاسبوع بعد ان فر من موقعه في نقطة تفتيش قرب حمص "الانشقاقات تزيد يوما بعد يوم والجيش التركي بكل ما يملك من قوة لا يملك القدرة على السيطرة بشكل كامل على الحدود فما بالك بالجيش السوري.."
ووجدت القوات المنشقة الملاذ في القرى العربية السنية على الجانب التركي من الحدود. واقام الجيش السوري الحر مركزا للقيادة في تركيا يقوم بالتنسيق والاتصال بالمنشقين داخل سوريا.
وتمكن البعض من العبور الى سوريا والمشاركة في هجمات. وقال بعضهم انهم تمكنوا من نقل المال عبر الحدود لكن السلطات التركية لا تسمح لهم بنقل السلاح.
وقال الرائد ايهم الكردي الذي يقود كتيبة ابو الفدا في الجيش السوري الحر ان الجيش يملك ما يكفي من السلاح في الوقت الحالي لكن اذا وفرت تركيا المنطقة الامنية داخل سوريا فسوف تكون هناك حاجة الى المزيد من السلاح.
وقال الكردي "ليست لدينا قاعدة الان لكن اذا اقيمت المنطقة الامنية فسوف تكون هناك حاجة الى كثير من العتاد."