قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان تصرفات السلطات السورية "غير مقبولة على الاطلاق" وانها "لم يعد ممكنا الوثوق بها" وذلك بينما قال سكان ونشطاء ان قوات من الجيش ومسلحين موالين للرئيس بشار الاسد دخلوا أحد الاحياء السكنية في مدينة حمص بعد ستة أيام من قصف بالدبابات أسقط عشرات القتلى ومئات المصابين.
وقالوا ايضا ان ستة مدنيين من بينهم امرأتان وطفل في الثامنة من العمر قتلوا في اماكن اخرى في حمص وريفها مع استمرار حملة الجيش لقمع الاحتجاجات وتمرد ناشيء ضد الاسد.
ومتحدثا بعد لقاء في باريس يوم الاثنين مع الناشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام قال جوبيه "قبولها (الحكومة السورية) خطة الجامعة العربية اعقبته بعد ساعات فقط بجولة جديدة من القمع ومذابح جديدة."
واضاف جوبيه ان سوريا تشهد "جولة جديدة من القمع" بعد المبادرة العربية وان فرنسا تعمل على زيادة الضغط الدولي على دمشق وتعزيز الروابط مع المعارضة السورية.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) ان 100 شخص على الاقل قتلوا في حمص الاسبوع الماضي معظمهم بنيران اطلقتها دبابات على حي باب عمرو وسط غضب عربي وغربي متزايد لارتفاع عدد الضحايا.
ولم يصدر تعقيب من السلطات السورية بشان هجومها العسكري في حمص لكنها قالت مرارا ان "ارهابيين" يعملون في المدينة يقتلون المدنيين والشرطة وان السكان المحليين يريدون "تطهير" المدينة منهم.
وأفاد نشطاء باعتقال عشرات الاشخاص يوم الثلاثاء في اللاذقية وضواحي دمشق وسهل حوران الجنوبي لينضموا الي الالاف الذين اختفوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم اسرة الاسد الذي مضى عليه 41 عاما في اذار/ مارس.
وتقول السلطات ان متشددين اسلاميين وعصابات مسلحة مدعومة من الخارج قتلوا 1100 على الاقل من افراد قوات الامن اثناء الاضطرابات المستمرة منذ سبعة أشهر. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 3000 شخص قتلوا في الحملة التي تشنها حكومة الاسد. وقدر ناشطون سوريون عدد القتلى المدنيين بحوالي 4200 .
واشنطن: سوريا بدأت تشعر بتأثير العقوبات
اعتبرت الادارة الاميركية الاثنين أن النظام السوري بدأ يشعر بتأثير العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمعاقبته على قمعه الدموي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "تلقينا معلومات وتقارير من السفارة حول تأثير (العقوبات) على مالية النظام".
وأكدت نولاند ايضا أن عدد الضباط الفارين من الجيش السوري "في ازدياد".
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اولى العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري وقياداته في نيسان/ ابريل الماضي وقد زاد الطرفان من شدة هذه الاجراءات منذ ذلك الوقت.
واوضحت المتحدثة الاميركية أن الهدف الاساسي من العقوبات هو "وقف تدفق الاموال التي يستعملها النظام لتمويل تمرده المسلح على شعبه".
واشارت إلى أن الهدف كذلك هو جعل الذين "يواصلون دعم الأسد وتكتيكه يفكرون مرتين ان كانوا في الجانب الصحيح من التاريخ في سوريا".
واضافت "اذا كانت العقوبات قد بدأت تؤثر" على النظام فان الولايات المتحدة واوروبا تنتظران دائما انضمام المزيد من الدول الى الضغوط التي يفرضونها على سوريا. وكانت روسيا والصين قد استعملتا قبل شهر حق النقض في مجلس الامن الدولي لاجهاض قرار يدين سوريا.
وفي اب/ اغسطس، اعلنت المجموعة الروسية روزوبورونيكسبورت انها تواصل شحن الاسلحة الى سوريا في ظل عدم وجود اي حظر دولي.
وقد حثت المتحدثة الاميركية الاثنين "هذه الدول التي تواصل بيع اسلحة لسوريا إلى أن الاخيرة تستعمله ضد شعبها".
واعتبرت ان قمع المحتجين "هي تحركات يائسة ينفذها نظام يائس، ولكننا نرى ان عدد ضباط الجيش الذين ينشقون بدأ يزداد".
خدام يقود جماعة معارضة جديدة
وقالت جماعة معارضة سورية جديدة يدعمها عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس بشار الاسد يوم الاثنين انها تريد توحيد جماعات المعارضة المختلفة واستخدام "كل الوسائل" الضرورية للاطاحة بالرئيس السوري.
وتضم اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية التي أعلن عنها في باريس يوم الاثنين 65 عضوا مؤسسا بينهم محامون ورجال اعمال واطباء وايضا خدام الذي عمل مع بشار الاسد ووالده حافظ الاسد لنحو 30 عاما.
وقالت الجماعة التي لم تتصل بعد بجماعات المعارضة الاخرى مثل المجلس الوطني السوري ان احباطها تزايد من عجز جماعات المعارضة المتعددة عن الوحدة واشارت الى عدم وجود شخصية رمزية كعقبة اساسية امام حشد السوريين.
وقال خدام الذي فر الى باريس عام 2005 "هذه اللجنة ليست في (وضع) تنافس مع اي أحد."
واضاف "لا نريد اضعاف الثقة في المجلس الوطني السوري او اعضائه ونحترم كل من يعمل تجاه انهاء المذابح لكن حتى الان المعارضة ليست موحدة... ورغم كل تلك المبادرات فليست لدينا رسالة واضحة.. للاطاحة بالنظام."
وحاول خدام قبل اربع سنوات تأسيس حكومة في المنفى لكنه اختلف مع جماعات معارضة اخرى وهو موضع تشكك كبير من المعارضين السوريين الآخرين الذين يتذكرون الوقت الذي امضاه في المنصب.
وقال "سندعم المعارضة باستخدام كل الوسائل سواء داخل البلاد او خارجها."
ودخلت القوات المؤيدة للاسد الى منطقة سكنية في حمص ثالث اكبر المدن السورية بعد ستة ايام من قصف بالدبابات قتل عشرات الناس واصاب المئات بالمدينة في حملة عسكرية متواصلة لقمع الاحتجاجات.
ووافقت حكومة الاسد الاسبوع الماضي على خطة للجامعة العربية لانهاء الاعمال العسكرية وسحب القوات من المدن واطلاق سراح السجناء لكن المعارضة تقول ان العنف استمر ورفضت مبررات الحكومة.
وقال طلال التركاوي رئيس اللجنة الوطنية وهو رجل أعمال سوري من حمص ويقيم بالسعودية ان الدول العربية لم تفهم حتى الان ان دمشق تعمل فقط من أجل كسب الوقت.
وقال التركاوي انه يتعين على الدول العربية ان تدرك الان والى الابد ان الحكومة ليس لديها ارادة لوقف المذابح وانها تحاول كسب الوقت لتواصل أعمال القتل.
وأضاف ان الشعب السوري لا يمكنه ان يستمر في وضع الانتظار وان الجامعة العربية فشلت ويجب على العالم العربي ان يفهم ان رغبة النظام السوري في ايجاد حل ووقف القمع غير موجودة.
ودعا التركاوي المجتمع الدولي الى التدخل في سوريا واقامة منطقة حظر طيران مماثلة لما حدث في ليبيا مما يمكن المنشقين على الجيش من "الثورة". ولا يوجد مؤشر على ان هناك رغبة لدى الغرب في تدخل عسكري.