فتح ترفض شروط حماس
قال ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح حذر من انه اذا "اصرت حماس على هذه الشروط فسيعني خيبة امل ونذير خطير ممكن ان تعيد الامور الى ما قبل اتفاق مكة لا سمح الله".
وقال مقداد "هذه شروط جديدة لا علاقة لها في اتفاق مكة المكرمة وربما اذا اصرت عليها حماس تشكل تعطيلا لحكومة الوحدة" داعيا حماس الى الالتزام باتفاق مكة. واضاف "اجرينا اتصالات معهم لنعيد تذكيرهم بما اتفق عليه وكان بعض القادة غير راضين عما طرح من شروط.. ونامل ان تنتهي الامور خلال لقاء الرئيس وهنية مساء اليوم". من جهته اكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان "هناك ثلاثة ملفات تم الاتفاق عليها بشقيها الوزاري والسياسي في مكة وتم الاتفاق على استكمال النقاش فيها بين الرئيس محمود عباس واسماعيل هنية وبين فتح وحماس في غزة".
والملفات الثلاثة "اعتماد وزير داخلية تسميه حركة حماس والقرارات الوزارية (لحكومة هنية) .. تقول حماس نود معرفة هل سيتم اعتمادها ومتى وهل يتم اعتمادها كلها ام جزء منها وما هو مصيرها. ووزير الخارجية المرشح (زياد ابو عمرو) فهو محسوب على حماس ولكن فتح رشحته فهل سيحسب من حصة فتح او حماس؟ ثم بعد الاتفاق بشان هذه القضايا تجري مراسيم استقالة الحكومة وتكليف هنية".
ورد مقداد ان هذه القضايا "ليست كبيرة ويفترض ان تناقش بيننا ليس عبر الاعلام" وتابع "بالنسبة للقرارات الوزارية يفترض ان تخضع للقانون كامر طبيعي ولا يجوز ان يصبح تعيين عشرات الاشخاص مثلا اشتراطا او تخضع للابتزاز لتشكيل الحكومة التي هي امل الشعب كله.. لا يجوز وقف الحكومة لمجرد انجاز تعيينات حكومية معينة".
وفي المقابل رأت حماس ان "الاستقالة غير مشروطة بالاتفاق على هذه القضايا لكن المطلوب حالة توافقية بشانها ..اعتقد ان الكل جاد بالاسراع في تشكيل حكومة الوحدة وربما ينتهي الموضوع الخاص بالاستقالة والتكليف اليوم او يحتاج بعض الوقت".
وتشكل مسالة اعتماد افراد القوة التنفيذية البالغ عددهم قرابة ستة الاف شخص غالبيتهم من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحماس نقطة مهمة لحسمها بالنسبة لحماس. واعتبر احد مساعدي الرئيس عباس الاربعاء ان "حركة حماس والحكومة وضعتا ثلاثة شروط للبدء بالمشاورات والاجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة" موضحا ان "وضع شروط جديدة لم يتفق عليها في مكه هو بداية تراجع عن الاتفاق وتقويض له من قبل حركة حماس".
حماس لا تخشى عدم تكليف هنية
الى ذلك قال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، اليوم، إن المزاعم التي أوردتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حول خشية رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية من عدم تكليفه بإعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، هي محض افتراء ولا أساس لها من الصحة. وذكرالمتحدث في بيان له إن هدف هذه المزاعم بث الشقاق والفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني، ومحاولة إظهار فشل لقاء مكة، وهي دليل على مدى الاستياء لدى الاحتلال الإسرائيلي من نجاح الفصائل الفلسطينية في الوفاق. وأضاف المتحدث، أن من الطبيعي أن يتخلل عملية تشكيل الحكومة مشاورات شكلية وروتينية لا تمس جوهر الاتفاق، مؤكداً أن الحركة مصممة على نجاح الاتفاق والخروج بحكومة الوحدة الوطنية قريباً.
فشل جلسة تنسيق فلسطينية إسرائيلية للإعداد للقمة الثلاثية
على صعيد آخر انتهت الجلسة التي عقدت يوم الاثنين الماضي بين طاقم يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود اولمرت، وطاقم فلسطيني يمثل رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس، هدفت إلى التنسيق والإعداد للقاء القمة الذي سيعقد يوم الاثنين القادم بمشاركة ورعاية وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس وذلك دونما نتائج
ويعود فشل الجلسة إلى الخلاف حول برنامج القمة وفحواها والقضايا التي ستتناولها في أعقاب اتفاق مكة الذي وضع حدا للصراع الفلسطيني الداخلي وأفضى إلى الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
شارك في اللقاء؛ مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يورام طوربوفيتش، والمستشار السياسي، شالوم ترجمان، من الجانب الإسرائيلي، ومن الجانب الفلسطيني؛ رئيس طاقم المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات ومدير مكتب رئيس السلطة، رفيق الحسيني.
الموقف الإسرائيلي غير ناضج للتباحث حول الحل الدائم، ويرى في الاتفاق الفلسطيني حول تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ خلط أوراق جديد، يتطلب إعادة صياغة العلاقة مع السلطة الفلسطينية في ظل المتغيرات الجديدة. ولعدم تمكن إسرائيل من تأجيل أو إلغاء القمة؛ ستكرسها لتباحث اتفاق مكة وتداعياته على العلاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل، أي العودة إلى نقطة البداية.
الموقف الدولي من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية سيكون له الأثر الكبير على تطور الأحداث؛ وتسعى إسرائيلي إلى دفع اللجنة الرباعية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى ممارسة الضغط على الحكومة الفلسطينية لتطبيق شروط اللجنة الرباعية التي ما هي إلا ذريعة إسرائيلية لاستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. فإسرائيل لا تطبق نفس الشروط التي تطالب الفلسطينيين بتنفيذها؛ فهي لا تعترف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولم تحترم الاتفاقات الموقعة وتمارس العنف الوحشي ضد الفلسطينيين.
الفلسطينيون سعوا في الجلسة إلى أن تتركز القمة حول التقدم في المفاوضات مع إسرائيل والتباحث حول قضايا الحل الدائم، القدس اللاجئون والحدود.. في حين رفض الإسرائيليون ذلك بشكل قاطع.
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أجرى اتصالات هاتفية يوم أمس مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية؛ وأوضحوا له أن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع حكومة الوحدة شريطة أن تطبق شروط اللجنة الرباعية – الاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقات الموقعة ونبذ العنف. وقد وصفت الاتصالات بأنها "صعبة".
إلى جانب الفشل على مستوى برنامج القمة تعثر يوم أمس تطبيق اتفاق مكة، وأعلن رئيس السلطة محمود عباس عن تأجيل خطابه الذي كان يفترض أن يلقيه اليوم ليلخص فيه اتفاق مكة ويعلن عن تكليف اسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
حماس لديها ثلاثة مطالب تتلخص بـ : اعتراف الحكومة الجديدة بكل قرارات الحكومة السابقة وضمن ذلك إقامة القوة التنفيذية والتعيينات التي أجراها خلال الفترة الماضية. وإعلان مسبق من أبو مازن عن اختيار أحد المرشحين الذين قدمتهما حماس لتولي وزارة الخارجية. ومطلب حماس باعتبار تعيين زياد أبو عمرو في وزارة الخارجية ضمن المستقلين الذين ستعينهم فتح (ثلاثة وزراء مستقلين) وليس ضمن الوزيرين المستقلين الذين ستعينهما حماس(وزير الداخلية + 1).